الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-08-25, 08:21 PM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي

المؤامرة النصرانية على الأمة الحضرمية




الجزء الثاني





مدخل
تعمدنا في الجزء الأول الإشارة إلى المؤامرة السياسية التي بموجبها ألحق مشروع الاستقلال الوطني الحضرمي ، ومشروع الاستقلال الجنوبي العربي في مشروع دار في كواليس جنيف والقاهرة لتدخل حضرموت والجنوب العربي حقبة سوداء هي الحقبة السياسية اليمنية ، وفي هذا الجزء سنحاول الولوج في مسببات المؤامرة البريطانية ..


اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا




نبدأ من حديث أورده الدكتور سلمان العودة في سلسلته الدعوية عن التبشير النصراني في العالم الإسلامي والتي أتمت ثمانية أجزاء ختمها الدكتور سلمان بما أسماه ـ صانعوا الخيام ـ ، في الجزء الأول أشار الدكتور العودة إلى أن الكنيسة بفرعيها الكاثلويكية والبروستانتية قد عمدت في نهاية القرن الميلادي التاسع عشر إلى دراسة الشعوب والأمم الواقعة تحت حكم الاستعمار الأوروبي تحديداً بما مثلته بريطانيا وهولندا والبرتغال وفرنسا وايطاليا من قوى استعمارية انطلقت في عمقها المعنوي من الكنيسة في رغبة جامحة للتبشير بالدين النصراني ، وأن ما روج له بما في ذلك رحلة ماجلان واكتشافه لرأس الرجاء الصالح لم تكن بحثاً عن التوابل وغيرها من المبررات للجموح الاستعماري الذي تزايد بشكل لافت في التاريخ البشري خصوصاً في القرن الميلادي التاسع عشر ...

ذكر الشيخ الدكتور سلمان العودة في جزءه الأول أن منطقة الشرق الآسيوي شكلت نقطة محورية للمستعمرين الأوروبيين ، وان المستعمرين بما فيهم بريطانيا عجزوا على الرغم من تمكنهم السيطرة السياسية على عدد من الأقطار الآسيوية في تحقيق أهدافها التبشيرية النصرانية لسبب رئيسي وهو الوجود المؤثر للعرب في تلكم الأقطار مما أدى ليس فقط لهزيمة المشروع التبشيري النصراني بل أن العرب في الشرق الأقصى الآسيوي تضامنوا مع تلكم الشعوب التي هي من أصول صينية وملاوية في تحقيق استقلالها الوطني ...

( بوابة مكة ) هذا اللفظ أطلق منذ مطالع القرن العشرين المنصرم على إقليم آتشيه في الأرخبيل الاندونيسي ، نتفهم الآن وعلى مسافة قرن زمني طويل القوة الدينية التي غرسها الجيل العربي الحضرمي الأول الذي وصل إلى الشرق الأقصى في آسيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي في دفعات مهاجرة أرادت في البداية البحث عن التجارة ، وهو ما يمكن أن نسميه اليوم وفقاً لمصطلحات العصر بـ الإسترزاق ، فقد انطلق الحضارمة عبر قوافل بحرية بنكهة قبلية لا دينية بحثاً عن الرزق لتأتي موجات الهجرة الأخرى التي تمثلت في طبقات مختلفة من أبناء الإقليم العربي الحضرمي لتمثل واحدة من أكثر الهجرات المؤثرة في التاريخ البشري ...

وحتى لا نتهم بالعنصرية للمفهوم السابق فأننا نصر تماماً على مفهوم أن الهجرات الحضرمية إلى الشرق الآسيوي كانت الأهم تاريخياً بما في ذلك الهجرات التي وصلت إلى أمريكا الشمالية والتي كونت فيما بعد الإمبراطورية الأمريكية القائمة اليوم تحت مسمى " الولايات المتحدة الأمريكية " ، أما لماذا تعد الهجرات الحضرمية هي الأكثر تأثيراً في التاريخ البشري لآن واقعها الحاضر يتمثل في أن ثلث مليار والثلاثمائة وخمسون مسلماً ينحصرون في هذا الشرق الآسيوي الضيق ، هذا العدد من المسلمين الذين ولجوا بفضل الله تعالى ثم الحضارمة القادمين من جنوب جزيرة العرب حيث مهد الرسالة المحمدية الخالدة على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم شكلوا نقلة تاريخية لها اعتباراتها ، فالحضارمة لم يذهبوا بتكليف كما حدث مع المستعمرين ، بل ذهبوا من بواعث البحث عن الرزق أولاً ثم الحضور في المجتمعات والتأثير فيها ثم قيادة تلكم المجتمعات عبر دعوتها لمنهج الله تعالى بأسلوب فتح القلوب قبل فتح الأوطان ...

في هذا السبيل نذكر أن دول اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وبروناي حققت الاستقلال الوطني في منتصف القرن العشرين بتأثير حضرمي بارز ، بل أن الحضارمة قادوا شعب آتشيه في ثورات متوالية ضد الاستعمار الهولندي حتى بلغ بالهولنديين في العام 1916م عرض وثيقة بجلاء القوات الهولندية خارج إقليم آتشيه في مقابل خروج الحضارمة من الإقليم الثائر إلا أن الثوار رفضوا العرض الهولندي وظلوا في مواجهاتهم لهولندا حتى تحقق الاستقلال الاندونيسي وانضمام الإقليم إلى الدولة الاندونيسية ومع ذلك لم يرضخ أبناء آتشيه تماماً وظلوا في ثوراتهم حتى مطالع العام 2005م التي قبلوا فيها بكامل الشروط الحكومية الاندونيسية في أعقاب طوفان تسونامي الذي حدث في الثلاثين من ديسمبر / كانون الأول 2004م ...

سقوط المشروع النصراني في الشرق الآسيوي أسهم فيه الحضارمة الذين قدموا أنفسهم في مرحلة تاريخية مذهلة ، وفي غياب قسري لكثير من أبناء العرب الذين كانوا ساقطين بين مشروع سايس بيكو من جهة وبين الاستعمار الأوروبي المنهك لثرواتهم وثقافتهم وهويتهم الدينية ، في تلكم الحقبة من التاريخ كان الحضارمة يواجهون الكنيسة النصرانية بصلبانها يقدمون للبوذيين منهج الحق والخروج من طريق الباطل ، هذا العمل الحضرمي لم يتفطن له حضارمة المهجر الآسيوي والهندي والأفريقي على حد سواء ، فالمنجز التاريخي الذي كان يقدمه أبناء حضرموت بعيداً عن موطنهم لم يراعي بالمطلق الارتداد الذي حصل فيما بعد على موطنهم ...

وفي وثيقة بريطانية مؤرخه في الثامن من ابريل / نيسان 1936م كتبها الكولونيل البريطاني فرانك والت إلى الخارجية البريطانية ( بقاء بريطانيا العظمى في مدينة عدن على مدار السنوات الطويلة الماضية لا يعني أن للشعب الحضرمي آمناً يمكننا الركون إليه ، فهؤلاء قادرون على أكثر من تحويل الكنيسة إلى مسجد ، وهؤلاء قادرون على فرض قانونهم علينا كما يفرضونه دائماً على الهولنديين لذا يجب مراعاة ذلك والأخذ به ) ...

أننا بحق نتفهم اليوم وعلى بعد أربعين عاماً من المؤامرة الخبيثة الهدف الحقيقي وراء إلحاق الوطن الحضرمي باليمن ، فإلحاق حضرموت بما سمي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وإن حملت أفكاراً تخالف الفكر البريطاني فالدولة الاشتراكية الشيوعية هي لدى البريطانيين وبابا الفاتيكان وكل الحركات النصرانية التبشيرية هي الآداة الأفضل لتمكن من السيطرة والإطباق على الشعب الحضرمي ، هذه الآداة التي عرفت كيف تعطل حضرموت وطناً وإنساناً وتاريخاً وحضارةً من لعب دوره المفترض في عالم شكلت الكنيسة دوراً رائداً فيه ...

حقيقة المؤامرة النصرانية لا يمكن تجاهلها ، ولا يمكن بحال من الأحوال اعتبارها مجرد خرافة حضرمية تساق لتمرير غاية الهدف الحضرمي المشروع بتحقيق الاستقلال الوطني الحضرمي على التراب الحضرمي ، هذه الحقيقة بكل ما فيها من مرارة هي واحدة من الدوافع التي يجب أن تتكرس في نفوس الأمة الحضرمية ، بل يجب أن تتأصل في كل الأمة الإسلامية ليتدارك الحاضرين ما سببه الاحتلال اليمني من تعطيل قدرات شعب أفلح في مقارعة الغزاة المستعمرين في أقصى الدنيا بل قاد دولاً لتحقق استقلالها الوطني وتكون بوابة صوب مهد الرسالة المحمدية ...

على الشعب الحضرمي قبل غيره من الشعوب استدراك الأمر بصيرورته ومنهجه وحضوره الذي يجب أن يكون بعيداً عن الشعارات الواهية الضالة ، فنحن أمة لفت على رقبتها حبال الشيوعيين أول مرة ثم حبال القوميين مرة أخرى وفي كلاهما بلاء لأمة لم تعرف الاستكانة إلا في أربعين عاماً قيدت فيها أيديها حتى أنها أصبحت تنسب لغير ذاتها في مشروع لسلخها وإسقاطها من حسابات كان أبناء الأمة الحضرمية قادرين بعون الله على تجاوزها وفك طلاسمها ...

بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-08-25, 08:22 PM   #2
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي

جمهورية حضرموت المتحدة




الجزء الثالث












مدخل

في الجزئيين الماضيين حاولنا التطرق إلى مفهوم المؤامرة العالمية على الأمة الحضرمية ، وفي هذا الجزء سأحاول جاهداً قراءة الاستقلال الحضرمي من خلال المشروع الأول لاستقلال الأمة الحضرمية ...






" عمر سالم باعباد "

صاحب هذا الاسم هو صاحب المشروع السياسي الحضرمي الأول ، وكنا قد أوردناه في الجزء الأول في إشارة إلى المشروع الحضرمي المجاز ، وهو بحق الأب الروحي للساسة الحضارمة فقد أنجب الفكرة وتبناها ، ولكنها لم تظهر على الواقع شأنها شأن كل المشاريع الحضرمية التي ماتت في المهد الأول نظراً للمؤامرة على الوطن والإنسان الحضرمي ...

لكن لماذا ننطلق من هذا المشروع دون كثير من المشاريع السياسية ؟؟ ، ولماذا نحاول اجترار فكرة المشروع ونحن على مسافة تبعد أكثر من أربعين سنة ؟؟ ، الإجابة تقتصر في جانب رئيسي يتضمن أن المشروع السياسي الذي قدمه المناضل عمر سالم باعباد يرحمه الله تعالى كان الأجدر والأهم والأبرز في التاريخ الوطني الحضرمي ...

قبل استقراء المشروع السياسي جدير بنا التعرف على صاحب المشروع عمر سالم باعباد المتوفى في الثاني عشر من مارس / آذار 1995م ، فيرحمه الله تعالى يعد أنموذجاً للشخصية الحضرمية بكامل تفرعاتها وتأصيلها ، فـ عمر باعباد الذي أخذ كغيره من أبناء سيئون شيئاً يسيراً من العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية ، تحمل فيما بعد وجوده في مدينة عدن ليمارس النبوغ الحضرمي عبر التأهيل الذاتي فكون في ذاته موسوعة عالية من الإطلاع الفكري مكنته من لعب دور بارز في حياته العملية حيث امتاز بالخطابة والفصاحة وقراءته العميقة للقوانين العربية والإقليمية والعالمية فهو الأديب والزعيم السياسي والمحامي والخبير التجاري ...

بدأ حياته السياسية من العاصمة الحبشية أديس ابابا التي أسس فيها الجالية العربية وعين فيها سكرتيراً في العام 1944م ، وكان قبلها في سيئون قد اسس نادي السلام الثقافي عام 1938م حيث لعبت أدواره الأولى حضوراً متميزاً أنجب أرضية فكرية لماهية المشروع السياسي في حضرموت الذي جاء في العام 1947م عندما أسس ( جمعية الغرفة التعاونية ) التي أنجبت في ذات العام ( المؤتمر الشعبي ) الذي يعد الفكرة السياسية الأولى في حضرموت ...

ترأس عمر سالم باعباد المؤتمر الشعبي الذي ضم كوادر مختلفة من مختلف القطاعات والطبقات الاجتماعية في الداخل الحضرمي بين الساحل والوادي ، ومن خلاله تم توقيع الميثاق للمؤتمر الشعبي بعد أن قام هو ذاته بكتابته ونشره وتوقيعه من كامل المنتمين للمؤتمر الشعبي ...

نصل الآن إلى المشروع السياسي وفيه تم رفع شعار تحرير الإقليم الحضرمي من التبعية البريطانية ، كما تضمن المشروع السياسي وحدة الأراضي الحضرمية ، ولم ينظر المشروع السياسي إطلاقاً إلى عاصمة الجنوب العربي والمحميات المحيطة بها ، بل ركز على جانب حضرموت الطبيعية والتي كانت تتقاسمها السلطنتين الكثيرية والقعيطية آنذاك ...

لم يكن طرح المناضل عمر سالم باعباد لمشروع الدولة المستقلة عبثياً بل أرفده في العام 1959م بدستور الدولة الحضرمية ، وهو أول دستور في جزيرة العرب ، وإن كانت جملة بنود الدستور كان قد استقاها من أفكار الأستاذ شيخان الحبشي يرحمه الله بعد إسهام الحبشي في وضع دساتير اندونيسيا وماليزيا وبروناي ، حتى أن خبر إعلان دستور الدولة الحضرمية كان حديث الساسة في المملكة السعودية حيث اعتد هذا الدستور الطريق النافذ لظهور دولة حضرموت على مساحة واسعة من جنوب الجزيرة العربية ، وقد مثلَ ذلكم تحدياً لم تكشف عن الأطراف نواياها باستثناء ممثلي المملكة البريطانية العظمى الذين حاولوا الدخول في مفاوضات مفاوضات مباشرة مع المؤتمر الشعبي حتى تقدم الأستاذ شيخان الحبشي بمشروع التفاوض عبر مسار دولة الجنوب العربي ...

الاعتبار السياسي في تلكم الحقبة كان اعتباراً قومياً جامحاً على أثر نجاح الثورة المصرية في 23 يوليو 1952م ، إلا أن ذلك الاعتبار لم يسقط في الفكرة الحضرمية التي حوت في عمقها أبعاد أكثر من سياسية تمثلت في خصوصية الهوية الحضرمية واستقلالها عن محيطها ، ومدى ذلك الاعتبار تواصل حتى العمق الحضرمي الذي تزايدت وتيرته لتشهد مدن المكلا وسيئون وشبام والشحر وتضاف إليها انتفاضة طلاب المدرسة الوسطى بغيل باوزير مظاهرات حاشدة كانت تمثل في مضمونها استقلال حضرموت دونما اعتبار للمشروع الجنوبي العربي ...

شكل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في مطلع العام الميلادي 1961م أول الضربات لمشروع الاستقلال الحضرمي ، القرار الأممي الذي نجح في استخلاصه قيادة حزب رابطة أبناء الجنوب العربي والتي تمثلت بوفدها الذي سافر إلى نيويورك لإطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة بقضية الجنوب العربي كمشروع سياسي أوسع ، فقد تمثل الوفد من محمد علي الجفري رئيس الرابطة ، والأستاذ شيخان الحبشي أمين عام الرابطة ، والسلطان علي العبدلي سلطان لحج الأسبق ...

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة شكل في مضمونه إطاراً واسعاً لمفاوضة بريطانيا العظمى وفقاً للشروط الجنوبية العربية ، ولعلنا هنا ننظر إلى أن مسألة التفاوض لم تنظر إلى مسألة الجلاء البريطاني عن عدن ومحمياتها في كامل الجنوب العربي على أنها الغاية والهدف كما حدث مع كل الدول المستعمرة من قبل المملكة البريطانية العظمى ، فلقد وضع الأستاذ شيخان الحبشي طلباً كان هو الأشد والأنكى على بريطانيا تمثل في التعويضات المالية عن استعمار مدينة عدن على مدار 128 عاماً مثلت الحقبة الاستعمارية كاملة مع إعادة ما لم يدفع لمدينة عدن من مستحقات مالية إثر اعتبار عدن ميناء اقتصادي حققت من خلاله المملكة البريطانية مدخولات مالية لم تستفد منها عدن ومحمياتها ...

الورطة البريطانية تمثلت في هذا الجانب والذي شكل ورقة الضغط ليس للجلاء فحسب بل لجانب التعويضات وهو ما تجنبته بريطانيا من خلال مؤامرتها الدنيئة مع عواصم القاهرة والرياض وصنعاء عبر الالتفاف على مفاوضات الأستاذ شيخان الحبشي في جنيف والقاهرة واستبدال التفاوض مع الجبهة القومية التي تسلمت مقاليد الحكم وألغت مسمى الجنوب العربي بـ جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ...

سقط المشروع الحضرمي نهائياً في الثلاثين من نوفمبر 1967م حيث أطلق على حضرموت لأول مرة في تاريخها مسمى ( اليمن ) لتذهب المؤامرة إلى ما هو أبعد من ضرب مشروع جمهورية حضرموت المتحدة وتدخل حضرموت مرحلة احتلال سياسي لم تكن منتظرة نظراً لنجاعة المشروعين المطروحين سواء كان مشروع دولة الجنوب العربي أو مشروع جمهورية حضرموت المتحدة ...

هذا لا يدفعنا للتسليم بواقع الأرض القائم اليوم من احتلال يمني ، بل يدفعنا كجيل حضرمي آخر هو امتداد لجيل آمن بحضوره وانتمائه لموطنه وسعى سعيه الممكن لوضعه في خريطة العالم شأنه شأن كل الدول المستقلة لتتدافع بجدية مع مشروع سياسي آخر لابد أن يكون حاضراً ومعتمداً على هويته وخصالها الحضرمية ، عندما تخلى الحضارمة عن مشروعهم في مقابل الأوهام القومية سقطوا في وحل أرادته بريطانيا ومن قبلها الكنيسة ، هذا المفهوم الذي يجب أن تستجمع قواه كل الحركات الحضرمية السياسية بمختلف وجهاتها وتطلعاتها ، فالهدف هو استقلال حضرموت ، هذا هو الهدف وعليه يجب أن يكون الاجتهاد والعمل والمثابرة ...

بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-08-25, 08:23 PM   #3
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي

الإلحاد وحضرموت .. حكاية الفطنة يا فطين


إلى المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ / فاروق بن زيمه

منذ يوليو 2004م والعهدة ذاتها ، للحضرمي حديثه وعهده ، سأكتب هذا المساء عن هامة حضرمية تأخرت ولكني أعود لأوفي لوطني أولاً ولشعبي ثانياً جذوة من جذوات الاشتعال لوطن لابد أن تعود شمسه كما أراد أبا شمس ذلك








مدخل

في هذا الجزء الرابع سنتطرق لفكرة مشروع " سياسي " احتمل طرفي معادلة حضرمية خالصة الأولى تذهب صوب الاستقلال والاستجداء والثانية تحاول التخلص من حد سيف الملحدين الذين دخلوا إلى حضرموت عابثين ...




كتاب " الجنوب العربي في وقت الشدة " لمؤلفه الأستاذ الشهيد عبدالله الجابري يرحمه الله ، في هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في بيروت 1969م كانت القضية التي يتهرب منها اليمنيين شماليين أو جنوبيين حاضرة في مساحة شاغرة من صفحات الكتاب الذي منع صنعاء كما منع في عدن ، الكتاب تحدث بتفصيل عن عدم وجود الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية في الشمال والجنوب معاً ، فقد احتوى الكتاب على حقائق دامغة تكرس أن ما حدث في اليمن لم يكن في مضمونه ثورة وإنما جزء من تبادل سياسي داخل الأسرة الحاكمة في اليمن الشمالي ، وان ما حدث في اليمن الجنوبي هو مسلسل ( هزلي ) كان أحد الممثلين فيه الرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي لعب دوره المطلوب بريطانياً ...

ما يهمنا هو هذا الجزء الأخير ، ففي العام 1964م وصل الرئيس المصري جمال عبدالناصر إلى مدينة تعز ليعلن دعمه الكامل لما كان يسمى بثوار الجبهة القومية في الجنوب العربي ، قبل الزيارة التي أخذت زخماً عالياً بتأثير الإعلام المصري والعربي القومي كانت بريطانيا العظمى قد أعطت ممثل المفاوضات عن رابطة الجنوب العربي الأستاذ شيخان الحبشي يرحمه الله وعداً بالجلاء عن عدن ومحمياتها في الجنوب العربي ، بل أن بريطانيا العظمى قد حددت موعد الجلاء بالعام الميلادي 1969م ، وحتى قيام ما سمي بالجمهورية العربية اليمنية في سبتمبر 1962م جاء معها انقسام رابطة أبناء الجنوب العربي حيث استقل قحطان الشعبي وعبدالفتاح إسماعيل وكونوا ما يسمى ( الجبهة القومية ) التي عززت وجودها في عدن والمحميات الأخرى عبر كوادر تم تجنيدها بواسطة أموال بريطانية ، ولم تظهر حركتها بشكل واضح على الأرض إلا في العام 1965م ...

كان الهدف البريطاني هو الالتفاف على مفاوضات جنيف والقاهرة التي أدخل فيها شيخان الحبشي المندوب السامي البريطاني مستر براون في مأزق تفاوضي صعب كما ذكرنا سابقاً تمثل في التعويضات المالية لمحمية بريطانيا العظمى مدينة عدن عن احتلالها على مدار 128 عاماً ، لذا وجدت بريطانيا في شق صف الرابطة حلاً لخروجها من المفاوضات ووجدت دعماً من كل من الجمهورية المصرية العربية والجمهورية العربية اليمنية لإقامة دولة لا تمثل الجنوب العربي بهويته وتاريخه ونضاله السياسي بل تكون امتداداً سياسياً للجمهورية العربية اليمنية ، وهذا ما عبر عنه بشكل صريح السيد قحطان الشعبي في خطابه السياسي الذي ألقاه في يناير 1968م في مدينة سيئون عندما تحدث بأن نهاية المطاف لابد وأن يكون الجنوب العربي امتداداً لليمن سياسياً ...

لدى الحضارمة موقفهم ، ومنهم الأستاذ عبدالله الجابري يرحمه الله ، فالرجل الذي اعترض على استقلال اليمن الجنوبية كان شرساً صارماً في رأيه السياسي حيال المؤامرة على الجنوب العربي وحضرموت ، فالرجل الذي خرج فاراً من سجنه في سيئون بعد المؤامرة بمساعدة الكولونيل صالح بن سلعان الجابري ليذهب مع البدو في صحراء الربع الخالي متوجهاً إلى مدينة جدة غرب المملكة العربية تحدث بإسهاب عن المؤامرة التي حلت بالوطن الحضرمي ، وطرح عن ألعوبة الرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي جاء إلى مدينة تعز داعماً لثوار الجنوب العربي بعد أن أعطت بريطانيا العظمى وعداً بالجلاء مما ينفي أصل الثورة من أساسها ...

الحضرمي الشنفري الجابري كان الأول الذي لم يداهن في كل أطروحاته سواء ما يتعلق بالعرب أو حتى بموطنه الحضرمي ، هذا الجابري الذي كتب مقالة بعد أول قمة عربية تعقد نشرتها صحيفة الشرق الأوسط تمنى في تلكم المقالة الملتهبة أن تعقم نساء العرب جميعاً إن كنّ سينجبن كهؤلاء القادة العرب ، بهذه المقالة صدر في العام 1964م قرار إبعاده عن الأراضي السعودية ليذهب إلى عدن ويناضل ضد بريطانيا والجبهة القومية ليجد نفسه مسجوناً في سجن ـ فقيشة ـ بسيئون ، ثم يتم تحريره ليعود إلى السعودية ويمكث في مدينة نجران حتى صدر أمر العفو عنه من جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك ، ولكنه لم يستكين فكان حضوره اللاهب عنواناً بارزاً فيما تبقى من حياته حتى أنه كان بين الملك فهد يرحمه الله والأمير سلطان واخذ بينهم يتساءل عن جدوى دعم المملكة السعودية للمسلمين المضطهدين في آسيا وترك حضرموت تحت حراب الملحدين القادمين إليها من اليمن ، كانت له جرأته وقدرته على خوض غمار المعارك الفكرية نضالاً لموطنه الحضرمي ...

فكرة عبدالله الجابري لم تكن مستساغة ، فمناداته باستقلال حضرموت حملت أبعاداً أخرى ارتكزت على الخلاص من اليمن والإلحاد الذي جاء مع ما يسمى ثورة أكتوبر ، فالفكرة كانت استقلال حضرموت ثم تسليمها بالكامل للمملكة العربية السعودية بل أنه كان يتمنى أن يحظى تحظى حضرموت بأمير سديري ، فكما وصفهم بأنهم أهل إمارة وحكم ...

هذه الفكرة لم تجد أصداءً تذكر في كل طبقات الحضارمة في المهجر كما هو في الوطن ، فدواعي الاستقلال كانت وستظل هاجساً حضرمياً لكنه هاجس مستقل لا يمكن تجييره بحال من الأحوال إلى أي من دول الجوار المحيطة بحضرموت ، حتى وإن احتملت دول الجوار قدرة على احتواء حضرموت تاريخاً وحضارة وثروةً وإنساناً وهوية ، هذه الفكرة ظلت حبيسة نفسها إلا أن بواعثها كانت وستظل أيضاً هي المحفز لإطلاق حضرموت وطناً لابد له أن يرى الاستقلال الوطني ...

وإن تنامت فكرة الجابري في الأجيال الحاضرة في المهاجر الحضرمية حالياً بسبب أن حضرموت ومنذ أربعين عاماً تعيش في وضع خارج عن حضورها التاريخي الملزم لوجودها والقادر على مدها بجسور صلبة يمكنها من خلال تلكم الجسور أن تلعب أدوارها التي عطلتها المؤامرة الملعونة عنها أربعين عاماً أرهقت الوطن الحضرمي وهي الآن ومع حلول الذكرى الأربعين على احتلالها تعيش أزمة خاصة بتبدل مفاهيم الحياة العصرية ، فمع الواقع المر لا يمكن وضع حضرموت في القرن الحادي والعشرين بل هي تعيش القرن الرابع عشر أو غيره من القرون ...

أنموذج الأستاذ عبدالله الجابري كان فاعلاً في المهجر الحضرمي ، فعاليته بلغت أنه شكل خط المواجهة الرئيسي ضد الوجود الشيوعي في حضرموت والجنوب العربي ، هذا الاجىء الحضرمي واجه زيارة سالم ربيع علي للمملكة السعودية بكثير من الجسارة وكتب في صحيفة المدينة مقالة عنوانها ( لن تطأ أرض التوحيد يا ملحد ) كانت المقالة لاهبة جداً حتى أنها حققت هدفها فعندما وطئت أقدام سالم ربيع علي الأراضي السعودية كانت روح البطل الحضرمي عبدالله الجابري قد فارقت جسده بعد أن اغتيل غيلة في الرياض العاصمة السعودية ...

دخلت اليمن لأول مرة إلى حضرموت عبر رأس الملحدين الكافرين بالله ورسله وكتبه ، وها هي تعاود السرد لحكايتها الباطلة من باب التوحيد والإيمان بأن الإيمان يمان ، وصدق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه " لستُ بالخب لست ولا الخب يخدعني "
بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-08-25, 08:28 PM   #4
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي

تنويه هام

نشرت هذه السلسلة في الذكرى الأربعين لاحتلال حضرموت ، في موقع ( شبكة حضرموت العربية ) حصرياً ، ونعيد نشرها بغية أن يطلع عليها أولاً أبناء الأمة الحضرمية وأبناء الجنوب العربي ، وفي هذا السبيل إنما نأتي بهذا الأمر تأكيداً على هوية الشعب الحضرمي وهو يتضامن مرحلياً مع أشقائه الجنوبيين العرب يداً بيد لتحقيق غاية استقلال الجنوب العربي سياسياً ...

بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اوبريت بمناسبة الذكرى الـ 44 لـ30 نوفمبر 1967م حسين بن طاهر السعدي المنتدى السياسي 5 2011-11-21 12:52 PM
حقائق تاريخية وسياسية 1877-1967م نعم عدني منتدى الحوار العام 0 2011-10-18 11:02 PM
معلومات عن دولة الجنوب بين عام 1967م الى 1990م ابو صالح الحضرمي المنتدى السياسي 7 2011-01-17 11:33 PM
دعوة لسياسي مابعد الاستقلال 1967م للتقاعد alkazmei المنتدى السياسي 0 2010-02-12 06:00 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر