تغطية احداث الجنوب ليوم السبت الموافق11//10//2014

[علي المفلحي]

طلب الاستفتاء حول مصير الجنوب يثير جملة من الأسئلة ( كتب : مراقب صدى عدن )

صدى عدن / بقلم : مراقب صدى عدن
كتب :مراقب صدى عدن
أثارت رسالة الاخ الرئيس علي سالم البيض التي وجهها لمجلس الامن جملة من الأسئلة خاصة فيما يخص طلبه لعملية الاستفتاء على مصير الجنوب. من المعروف أن الخطاب السياسي الطاغي حتى الان يتركز في مسألة محورية وهي أن الجنوب دولة محتلة من قبل الجيش اليمني منذ العام 94، وعلى هذا الأساس استقام شعار التحرير والاستقلال الذي تهتف به جموع الجماهير الجنوبية في السنوات الاخيرة. وبما أن الامر كذلك فإن مسألة الاستفتاء على مصير الجنوب يوحي وكأن الجنوب جزء من اليمن ويطمح للانفصال تحت مظلة أممية تقر عملية الاستفتاء بالانفصال او البقاء ضمن الدولة اليمنية الواحدة، حتى وان اختلفت المسميات وحقائق التاريخ بان الجنوب لم يكن يوما جزء من اليمن السياسي . وهذا بالضبط ما يُناقض بشكل كبير طرح مسألة فك الارتباط أو التحرير والاستقلال من خلال مفاوضات مباشرة تحت إشراف دولي فلم يوجد في التاريخ بلد محتل يُستفتى على استقلاله وهذا منطق بديهي، ففي العام 67 انتزع الجنوبيون استقلالهم دون استفتاء. وبالرغم من ان الرسالة تلك قد أوردت حقيقة ان الجنوب العربي لم يكن تابع للدولة اليمنية التي تم تأسيسها في بداية القرن الماضي الا ان الرسالة اردفت الطلب النقيض لهذه الحقيقة والمتمثل بالطلب المذكور.
وإذا ما تمت الموافقة على ذلك تحت إشراف دولي فان العادة هي أن يتم تحديد موعد الاستفتاء بعد سنوات من الإقرار المبدئي لقبول الطلب الجنوبي من قبل المنظمة الدولية أو بالتوافق الداخلي، وهو ما حدث في كثير من البلدان مثل إسكتلندا وجنوب السودان وغيرها. وإذا ما حصل هذا بالفعل فان الفترة الطويلة التي ستحدد بسنوات ربما سيتم خلالها خلط كثير من الأوراق بالاضافة الى ما يمكن توقعه من حشد جهود مضادة والمال السياسي والخطاب الديني والتزوير والتلاعب بعدد السكان وأمور كثيرة لا تحصى بالاضافة الى الطابور الداخلي للأحزاب الموالية لصنعاء والجماعات الدينية بشتى أنواعها. كل ذلك يشكل تهديد لعملية الاستفتاء وتزوير الإرادات والتأثير السلبي على قطاعات فقيرة وقطاعات مهمشة سواء بالمال او بالتأثيرات الغير مباشرة مما يهدد مصير الجنوب. ومع إيماننا بان الغالبية العظمى في الجنوب مع الاستقلال الا ان هامش كبير من المخاطرة حاضر في عملية كهذه. ومن زاوية اخرى أبدى الكثيرون إستغرابهم حول هذا الطلب الذي تقدم به البيض والذي يناقض توجهات معروفة للتكوينات الجنوبية، لانه في الاخير يرتكز على مبدأ مرحلة انتقالية تتحدد حتى عشية الاستفتاء والتي بكل المقاييس لا تختلف بالمطلق عن مشروع تم طرحه من مكون جنوبي طالب بذلك في وقت سابق.
نحن هنا لسنا بصدد النقد فقط ولكن نذكر بان التخبط في الخطاب والاستراتيجيات والمسميات لدى القيادات الجنوبية قد بلغ حد مخيف كما ان تحديد الوسائل لخلاص شعب الجنوب من الاحتلال يتوجب ارادة جماعية وليس سلوك متفرد، ليس تنقيصاً أو استنقاصاً من هذا القائد او ذاك ولكن الإجماع والتنسيق صمام أمان وحصانة من الانزلاق في اي اخطاء كبيرة غير مقصودة ويكفي شعب الجنوب ما حصده من قرار الوحدة الفورية وما أتت به من ويلات وقهر وموت ومصائب تظل محفورة في الروح الجنوبية الى أبد الآبدين.
أفيقوا يامعشر القادة من جنون العظمة والتحموا في قيادة واحدة تؤمن الشعب من كثير من المخاطر وسط عالم مخيف ومتقلب وفي وضع إقليمي هو الاقسى في التاريخ المعاصر.