تغطية أخبار ثورة الجنوب العربي ومتفرقات إخبارية ليوم الثلاثاء 20/11/2012م ‏ ‏

[وليد الضالعي]

ربيع الكويت / بقلم عارف اليافعي / صحيفة القبس الكويتية

ربيع الكويت
ستحفظ كتب التاريخ في انصع صفحاتها ان الشعوب العربية قد سجلت سابقة نادرة الحدوث في الوطن العربي، وذلك عندما قامت بانتفاضات شعبية عارمة ضد أنظمتها الدكتاتورية القمعية، التي اذاقتها الويلات وجرعتها مر القتل والهوان على مدى عقود طويلة، هذه الثورات أصبحت تعرف بثورات الربيع العربي.
ولأن الكويت ليست كما دول الربيع العربي لا في نظامها وقوانينها، ولا في دستورها ولا في نظرة الحاكم الى شعبها، ولا في علاقات المواطنين بأميرها، فمن الطبيعي ألا يكون هناك ربيع في الكويت أو حتى نسمات منه، ليس لأن ربيع الكويت دائم في كل الفصول، أو لأن الشعوب استلهمت ربيعها منه، أو لأن الكثير من الأمم تحسدها عليه وتتمنى مثله، ولكن لأن ربيع الكويت نابع من تربتها، يحميه ويصونه شعبها وحكامها، فما زال وارفا بظلاله وسيبقى زاخراً بطيب ثماره، يانعاً بجلال وجمال واكتمال عقد الوفاء والمحبة بين النظام والشعب.
عندما تلبّدت سماء الكويت ببقع غيوم سوداء، كانت تنذر بهطول أمطار ملوثة بالشرور وبهبوب عواصف هوجاء منقوعة بالسموم، كان لا بد من تدخل سريع ووضع حلول عاجلة وحاسمة لحماية الكويت وأهلها، والحفاظ على كيانها وأمنها واستقرارها، فجاء ضمير الحكمة وصوت العقل مجلجلاً، ليضع حدّاً لهذه الفتنة وإخماد نيرانها ووأدها في مهدها قبل ان تنفخ الشياطين في روحها وقرونها، وتدخل البلاد في شر مؤكد وفتنة عظيمة لا تبقي ولا تذر، فكان اللجوء الى الله سبحانه وتعالى أولاً بأن استخاره ليدله على خير العباد ويرشده الى صلاح البلاد، فكان التعامل الحكيم بعقل القائد وقلب الأب وضمير المسؤول المؤتمن على وطنه الصادق مع شعبه، المستمد عزيمته من اصالة العلاقة بشعبه وعمق ثقته بنفسه وبسلامة قراراته وصواب تدبيره.
فكم من شعب يتمنى ان تكون له دولة مثل الكويت، لذلك فان كتب التاريخ لن تبخل بفتح انصع صفحاتها لتدوين اسم صباح الأحمد كأول قائد يقود ثورة ربيعية مع ابناء شعبه.
عارف اليافعي
رابط الموضوع في الصحيفة
http://www.alqabas.com.kw/node/563080