في عام 1990 توحد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) مع الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن) لتكوين الجمهورية اليمنية برئاسة علي عبد الله صالح وتعيين على سالم البيض الرئيس السابق لدولة الجنوب نائبا له.
بعد فترة قصيرة من الوحدة طفت الخلافات بين شطري اليمن وقيادتيهما على السطح أرجعها المحللون للفساد ولتسلط النظام الحاكم ،حيث شعر الجنوبيون أنهم على خطأ، وسلموا دولة على طبق من ذهب، وأرضاً شاسعة قياساً بمساحة اليمن الشمالية، مع قلة السكان بالجنوب وكثرتهم بالشمال.
مباشرة، رفعت صور علي عبدا لله صالح بعدن، وأخذ كل شيء لا يُحسم إلا بصنعاء، حتى راتب الموظف وتقاعده. ورويداً رويداً ندم قادة الحزب الاشتراكي، وفي مقدمهم علي سالم البيض، وحصلت الأزمات بين عدن وصنعاء، وكانت الورطة الكبرى في استقدام أقوى الألوية العسكرية الشمالية إلى الجنوب، لتكون في خاصرة عدن بابين، وذهاب أفضل ألوية الجنوب لتتبخر بين جبال ووديان الشمال، وأول الفتك حصل عشية انفجار حرب 1994، ما أدى في عام 1994 إلى إعلان جهات في جنوب اليمن بقيادة علي سالم البيض فك ارتباطها عن تلك الوحدة ، وأُعلن فك الارتباط لكن بعد فوات الأوان ،فحارب صالح ما أسماهم الانفصاليين وانتهت الحرب بعد شهور بهزيمة هؤلاء الانفصاليين كما يصفهم ونزوح علي سالم إلى خارج البلاد وسط حالة من عدم الرضا والتبرم في اليمن الجنوبي كانت تنعكس في صورة قلاقل ودعوات (انفصالية) تطفو على السطح من وقت لآخر.
وبذلك تحول مشروع الوحدة، الذي كان بذهن المواطن الجنوبي على أنه الرخاء، إلى احتلال وهيمنة على الأرض بعدن وتوابعها. فصارت للجنوب قضية، وعودة إلى الحديث عن التحرير، بعد أن انتهى بالتحرر من بريطانيا (1967)، وظلت عدن تحتفظ بسماتها المدنية والحضرية إلى حد كبير.
|