2011-07-09, 11:25 PM
|
#22
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2009-02-05
المشاركات: 212
|
ماذا يمكن ان نقول للأخ الصديق / العميد علي محمد السعدي ... في هذا الوقت وبهذه المناسبة المؤلمة على قلوبنا جميعا , هذه هي الدنيا لمن لا يريد ان يفهم ماذا يعني القدر ! .. جياب السعدي .. عرفته شابا خلوقا متواضعا ومطيعا لوالديه , يحترم من هو اكبر منه سنا , وكثيرا ما كنت اذهب الى منزل الصديق السعدي وفي " مجلسه " المنفصل المتواضع لنرتاح من الهموم ولنتبادل اطراف الحديث حول مختلف المواضيع , وكان الدكتور غالبا ما يكون حاضرا في المجلس , بابتسامته الجميلة التي لا تفارق شفتيه ابدا .. وبتواضعه الحاضر بقوة الى جانبه , ولم يحدث في يوم من الأيام ان لاحظت ان هذا الشاب قد اساء الى اي شخص كان حول اي قضية او مسألة او واقعة او رأي .. كان يجادل ويحاور بأدب جم , حتى انه وفي أغلب الأحيان يجعل تواضعه واحترامه لنا عامل الحسم في قبول الرأي الآخر الذي يختلف معه .
أمضى الدكتور فترة غير قصيرة في سجن المنصورة بتهمة لا علاقة له بها نهائيا , وهي تهمة انتمائه الى جماعة اسلامية محضورة , وكان طوال فترة السجن صابرا وراضيا وقنوعا بما قسمه الله له , وفي نفس الوقت امضى والده اشهر عديدة في محاولات جادة لإخراج جياب من سجن لا يستحق البقاء فيه , وكانت تلك الأيام سابقة لمسيرة " الحراك الجنوبي " بسنة او ربما سنتين . واتذكر انني زرت الدكتور بصحبة عميدنا الأصيل في السجن , فأخرجوه الى لقائنا في الفناء , حيث اتى الينا مبتسما كما هي عادته .. ولم تمضي ثواني حتى انفجر جياب من الضحك وأضحكنا معه , وكأنما وهو يعلم تماما ماذا كنا نعد له من حديث : ( ويش حولك يامجاهد خوي من هذه مخبابير مفاسده ) ! .. كأنك تتقرص لك على بطنك .. شع مابا ينفعك الا بطنك ) .. نص من مسرحية " التركة " كنا دائما نردده ..
رحمك الله يا ولدي .. رحمك الله يا ابر من شاهدت لوالديه .. رحمك الله ايها الأخلاق الكاملة التي كانت تسير بتواضع على ارض يسكنها الغرور والكبرياء .. رحمك الله أيها الصديق البر الكريم .. رحمك الله يا من امتنعت مساوئ الأخلاق عن محاولة الاقتراب من روحك الطاهرة .. رحمك الله يا جياب يا من عشت ورحلت كنسمة الهواء العليل ..
أظن ضيفك لما جاء وابتدرت .. له المآثر ولى وهو يعتذر
للموت مازرع الفانون من نشب .. وليس للموت هذا الرائع الوتر
ا
|
|
|