" الأيام" .. عامان من الغياب القسري

[@الخليفي الهلالي@]

وتبقى "الأيام"..
عبد القادر باراس


الثلاثاء 03 مايو 2011 11:39 صباحاً




عبد القادر باراس


كان لحرب صيف 1994م ومترتباتها الظالمة اثر كبير في نفوس أبناء المحافظات الجنوبية، ولم يكن بالبسيط ولازالت تبعاتها يدفعه ثمنا باهظا إزاء حملات التهميش والتغيير في شتى المناحي التي طرأت على حالهم، واستباحة ثرواتهم، وكذا طمس هويتهم ومعالمهم، وتصفية مؤسساتهم، ودون الدخول في التفاصيل إلى ما أفرزته نتائج تلك الحرب الظالمة، كان وراءه من المعاني الكثير في فقدانهم الحقيقي إلى سلطة النظام والقانون، حلت عنها في ساحتهم سلطة قائمة على العقلية القبلية والقيد والاستحواذ تراعي مصالحها بمنهاج، بدلا في إعلاء شرعيتها في تحقيقها للعدالة والسلام الاجتماعي، وتكريس مفهوم المواطنة المتساوية.
فالمسئولية في طرح قضايا الوطن ومطالبه لم تكن في سياستها عدا لترويج شرعيتها المزيفة والتحريض على القوة التي ترى فيها أساسا لفرض وجودها.
والأكثر أهمية عند البحث عن حرية التعبير كحق إنساني ضروري للحكم الديمقراطي المفترض، كونها لازمت واقترنت بوحدة 22 مايو 1990م السلمية، باعتبارها رديفها، إلا ان سلطة 7 يوليو 1994م تمكنت بانتصارها من إفراغ مضمونها، وصحيفة "الأيام" جنوبية المنشأ تشهد على هذه الحقيقة والوقائع والحوادث والمضايقات التي تعرضت لها طيلة مسيرة إصدارها الثاني، حتى استبعدت عن الساحة بفوهة البندقية قبل عامين تحديدا (في مايو 2009م)، لتكون واحدة من المشاهد الحية لواقع الجنوب المسلوب من حقوقه.
إن التفريط مع ماهو حقوقي ومطلبي عصية على التوقع والحسبان في ظل الأحداث الجارية، ولكننا سنظل نتوق للحرية حتى وان توغلنا في الظلام حتما نقترب من فجر جديد، وتبقى "الأيام" واقعا مشهودا، لأنها خطت سيرها الصحيح، ورسمت معالمنا، لتوصلنا باتجاه التغيير وتقرير المصير.




http://www.adenalghad.net/articles/3...8%A7%D9%85.htm