ياجنوبيين: إن لم تستطيعوا الجهر بشعاراتكم ومطالبكم في لحظة قوة كهذه فلن تستطيعوا أبدا

[الرأي العام]

اولا اقول للاخوة نو ون ومن يؤيده في هذا الطرح ، أن القضية الجنوبية بجوهرها الاساسي وهو الحرية من الاحتلال
ونيل الاستقلال هي قضية راسخة ومتأصلة في وجدان الشعب الجنوبي على نطاق واسع ، لا تثني هذا الايمان بقضية
الجنوب وفق هذا المنظور أي تقلبات في الاوضاع او مستجدات على الارض كما نراها اليوم وخروج اللقاء المشترك
الى الشارع في الجنوب ، فنرى ان هذا المستجد لا يجوز ان نفزع منه ونجعل منه لحظة النهاية لقضية ، وكأنها مجرد
شعار مكتوب على جدار يمكن طمسه في اي لحظة .
الموضوع له ابعاد وتداخلات شتى ، يتوجب اعمال العقل السياسي للتعامل معه وفهم طبيعة الاوضاع وبالتالي فهم الموقف
المناسب والتككتيك المناسب الذي يجب ان يسلكه الحراك الذي يعزز من تحقيق مصلحة الحراك .
ونسأل انفسنا ما هو هدفنا من هذه الثورة ؟ نعم هو الاستقلال من دولة الطاغية علي صالح الذي دمر الجنوب واستباح كل شيء
في ارضه .
إذا اول مفاتيح النصر بالنسبة للجنوبيين هو سقوط رأس النظام بكل مفاصله الامنية الضاربة ..
ولذلك ، لا ضير ان نرفع شعار اسقاط النظام الذي يعني بالنسبة لنا الخطوة الهامة والرئيسية للاقتراب الى هدفنا
نتذكر في التاريخ جيش معاوية في حربه ضد علي كان قد امر افراد جيشه رفع المصاحف
على اسنة السيوف ، وكانت مجرد خدعة لايهام الخصم انهم يحتكمون الى القرآن .
فما بالك ونحن نرفع شعار اسقاط نظام صالح وهو في الاصل هدف جنوبي وأمنية تفتح الباب للاستقلال ان تحققت .
بهذا الموقف نكون قد جعلنا المشترك يمضي في الدفع بمناصريه في كل محافظات اليمن وخاصة صنعاء للخروج الى الشوارع
وتشكيل جبهة شعبية قوية هناك في عقر دار الحاكم ، تضعفه وتحاصره في قصره حتى تتهيأ لحظة السقوط الحتمية .
ولنا ان نتذكر ايضا الاسلوب الذي اتبعه الاكراد مع الحكومة المركزية في العراق ، فقد تحالفوا معها حتى اسقاط النظام ، وكونوا بعد
ذلك وضعا في ارضهم يسمح لهم الآن او في المستقبل لنيل الاستقلال الكامل وهم عمليا مستقلين ، بشكل واضح .
سقوط الرئيس اليمني يساعد الجنوب على الاستقلال ، ويختصر علينا الكثير من الوقت والجهد .
ويبقى بعد ذلك مواجهة القوى الاخرى اسهل بكثير من مواجهة هذا النظام القابض على على كل مقومات القوة القمعية .
نرى في حلبات المصارعة الجماعية ان المصارعين يركزون في البداية على التحالف فيما بينهم لاخراج المصارع الاقوى والاشرس ،
ثم يكون مواجهة الخصم الآخر اسهل ، وهذا مثال بسيط قد يقرب الفكرة ، وهي فكرة سياسية بالطبع لها طبيعة مختلفة في الفاصيل .