عندما تهون أقدارنا !

[أبو عامر اليافعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي

أنقل لكم توضيح إبنة الشهيد وجدي رحمه الله في تعقيبها على الموضوع المنشور في صفحتي على الفيس بوك ، و الذي يتناول الإجابة عن أسباب أستشهاد والدها بالذات ، و كيفية أستشهاده ..

حيث كتبت التالي :

" نحن اولاد الشهيد وجدي اكرم المقتول علي يد القراصنة وحكومتنا المتخادلة واقول بمختصر لمن يقول انا ابانا انتحرهومسلم في المقام الاول وهدة ليست المرة الوحيدة التي يتعرض لها شهيدنالقدمرت علية كوارت في البحر لدا لاتبنو ارائكم علي شريط فيديو ارسلوة القتلة لنالتبريرفعلتهم لان الحقيقة التي وصلتنا من احد المخطوفين الدي موجود علي الباخرة المختطفة ايس بيرج انا ابنا تعرض للضرب المبرح بعد ان ارسل رسالة عاجلة الي اذاعة اكراانة بدئو بتهديدهم بالقتل واخراج اعينهم وكليتهم ادا لم يتم الدفع لهم خلال عشرة ايام وبيعها للحصول علي الاموال بعدتخادل كل من مالك الباخرة ولاةالامر في حكومتنا الوضيعة وكانت الرسالة مرسلة الي الاداعة في تاريخ2010/10/25 تم قتلة في تاريخ 2010/10/27بعد ان كشفوا انة قام بارسال الرسالة بدون علمهم حبسوة لمدة يومين بدون اكل وشرب مربوط في مكان بعيد من الباخرة اخدونة لاصحابة ثالت يوم ميت وقالو انة انتحر هل يعقل دالك انسان مربوط وينتحر حسبناللة ونعم الموكيل وكلمنا بعد مرور خمس ايام من وفاتة ومزالت جثة شهيدنا المقتول عندهم يسامومناعليهالحد الان لوكان احد المخطوفين احد ابنا المشايخ اومسؤول في الدولة لقامت الحكومة لئجلة وشكرا لكل من كتب كلمة حق في حق شيهدنا الدي دهب للعمل في الخارج من اجل لقمت العيش في دولة تسرق وتنهب مواطنيهاوتحتقرهم " .

و لا حول و لا قوة إلا بالله ...

طبعا جميعنا نمر على الموضوع ونتأسف قليلا او كثيرا
ونترحم على الشهيد ونلعن من كان السبب ثم نضي عنه .
ولا يلام احدا في ذلك فكلنا غارقون في همومنا الخاصة والعامة .
ولكن ..
في اعماقنا شيء من الحزن والالم .
في جوهر احاسيسنا شيء من القهر والغضب .
في عمق ماساتنا احساس بالضياع .
من كل بد الالم والحزن يعتصرنا لان منا من يموت او يقتل في اصقاع الارض وفي ارض مجهولة وان صرخ ونادى لا من يسمع ولا من يجيب ويسبح فكره متضرعا في الناحية الاخرى يتساءل عن احوال ومصير احبائه وماهم عليه من الجزع ويتمنى لحظة من الدنيا - لا ينالها - لو تجمعه باولاده واهله ولا يطلب اكثر من ذلك .
انه الحزن الشديد والالم الكبير الذي يعتصر في القلب والروح وهو واقع بيد قلوب لاترحم ووحوش لاتفهم وليس لها من شغل يشغلها الا جمع المال وهدر الدماء .

من خلال الحكاية بنا قهر وغضب على حالنا الذي لايسر وعلى اهمال نعانيه من يسمون انفسهم ولاة امرنا ولا ولاية لهم الا ولاية النهب والجشع وترك المساكين في مجاهيل الارض وهم يعلمون ما هو المصير القاسي الذي سينال انسان لا ذنب له سوأ انه اراد ان يكد ويعمل وياتي بشيء من الرزق الذي يجود به رب العالمين .
قهر بنا بلغ مداه ولكننا نخفيه في اعماقنا لشعورنا بان الاعتراف به ضعف ووهن وفشل كبير في ظل الصمت وتحاشي المواجهة .
وغضب يستعر في النفوس وتخمده مراى الموت يمر امامنا في اكلنا وشربنا وقعودنا وووقوفنا وفي حركاتنا وسكوننا والجنازات اضحت منظر اعتيادي وامر مألوف ولهذا نغضب في اعماقنا ثم نخفيه على مضض .

من حكاية وجدي المقتول ظلما وعتيا ولا علم ولا خبر اكيد غير انه ميت ولا نعرف اين مات وكيف مات ولماذا هكذا توفى .. نشعر ونحس بالضياع والمصير المريع لايا منا فالجنوبي لا احد له يسال عنه او يهتم به او يطل عليه .
ضياع مخيف وامر مريع وفظيع وسنسى الشعور بالضياع عندما يحين ضياع اخر في ارض اخرى ومجاهيل اخرى من حياتنا المنهوبة وامالنا المرعوبة .

والله انا لنشعر بك يا بنت الشهيد ونعلم مقدار هذا الحزن الاليم والقهر الشديد وعسى ربي ان يخفف عنكم لوعة العذاب والبكاء والعويل والدموع التي تنساب حارة مؤلمة .