إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. قانون ومبدأ الهي في التطور والتغيير، علق فيه الحق تبارك وتعالى تغيير الأحوال بتغيير النفوس، وهذا قول خبير حكيم لا يتطرق إليه الشك والظنون، فصار العمل والإيمان به أمرا واجبا ومحتما، على من يريد الخروج من واقع حاله القائم، لذلك فالجنوبيون اليوم مخاطبون بالعمل بذلك الناموس الإلهي، للخروج من واقع حالهم القائم، وقد سبق وأن كتبت موضوعا حول ذلك بعنوان منارات الهداية على درب تحرير العقل والأرض..
أما بشأن التصالح والتسامح الجنوبي فكما تعلم أخي أبو عامر أنه مجرد شعار نظري لا يحمل أية دلالات واقعية أو مضامين وطنية أو حتى مفهوما واضحا، فالتصالح يعني توصل أطراف المشكلة إلى حل مرضٍ لها، أو على الأقل التوصل إلى اتفاق بشأن حل لها، وغير ذلك لا يسمى لا تصالح ولا تسامح، ولأن الجنوبيين لم يتوصلوا حتى اللحظة إلى حل لأي من مشاكلهم السابقة والقائمة ولم يتفقوا على حل لها، فلا يوجد إذن تصالح وتسامح وإنما شعار طوباوي يردد بالمهرجانات والخطب، وقد كان لي مقترح بشأن التصالح والتسامح أنزلته في رمضان مر مرور الكرام دون نقاش جاد للأسف.. فهل سنعيد للعقل دوره في قضايانا الكبرى..
ختاما أخي أبو عامر: تذكر بأن الأشجار المثمرة هي التي دائما تتعرض للحجارة، فلا تبتئس ولا تحبط من أي تفاهات وشائعات، فالثقة بالنفس هي أساس النجاح والاستمرار.. تقبل فائق تقديري واحترامي
|