إيران والتمدد في المنطقة
حمد سالم المري
2013/02/18 12:28 ص
التقيم التقيم الحالي 5/0
للأسف هناك من أبناء المنطقة من يؤيد هذه الأفعال ويعمل على تحقيقها
لا أحد يخفى عليه طمع ايران في المنطقة ومحاولتها التمدد فيها والتأثير عليها سياسيا وأمنيا واقتصاديا.فمنذ قدم التاريخ ودول المنطقة تتوجس خيفة من غدر الجار وتدخله في شؤونها الداخلية بدأ من الدولة الصفوية مرورا بعهد الشاه ثم بعهد ثورة الخميني التي ما زال النظام الايراني يسير وفق تعاليمها.فالأطماع الايرانية أطماع مادية تدفعها وتؤججها أطماع عقائدية تريد الأخذ بثأرها بعد ان اطفأ العرب نارها المجوسية على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.فهي تسلك كل الطرق من أجل ايجاد موطئ قدم لها في دول المنطقة، فاستغلت الحرب الأهلية في لبنان فأنشأت حزب الله ودعمته بحجة المقاومة ضد الكيان الصهيوني حتى أصبح هذا الحزب يصول ويجول في لبنان ويتحكم في سياستها ويهدد استقرارها اذا لم يؤخذ برأيه وتعاليمه التي يستمدها من طهران.كما أصبح القوة العسكرية التي تستخدمها ايران في لبنان وفي سورية كذلك.وفي سورية استغلت ايران الثورة الشعبية ضد النظام البعثي السوري فعززت من وجودها السياسي والأمني في دمشق ومدت النظام ليس بالسلاح والمال فقط بل وبالدعم العسكري على الأرض والذي فضحه مقتل الارهابي الأول عماد مغنية ثم مقتل الجنرال حسن شاطري صاحب الاسم المستعار «حسام خوش نويس «وهو في طريقه الى لبنان على الرغم من نفي ايران المتكرر دعمها العسكري لسورية.فطهران متمسكة بالنظام السوري ليس حبا فيه بل من أجل تعزيز وجودها على أرض سورية بعد ان عززت وجودها على أرض لبنان وأن تكون طرفا رئيسيا في الأحداث السياسية الخاصة بالمنطقة فان تحقق هدفها فانها سوف تستغني عن النظام البعثي السوري خاصة اذا وجدته أصبح عالة عليها.أما في أفغانستان فملالي طهران ينتظرون مغادرة القوات الأمريكية حتى يتمكنوا من التمدد داخلها على أرض الواقع والتأثير على سياستها كما يفعلون حاليا في العراق.فأفغانستان تعتبر الجناح الثاني لايران بعد ان تمددت في العراق وأصبحت هي الحاكمة الفعلية فيه كما ان أفغانستان تعتبر بوابة طهران الى آسيا الوسطى والى منطقة بحر قزوين الغنية بأكبر ثاني احتياطي للنفط العالمي ودعمها للموالين لها في أفغانستان يعزز أيضا من قوة المتطرفين الموالين لها في باكستان النووية فيصبح تدخلها في باكستان سهلاً. أما في دول الخليج العربية فانها تدعم المتطرفين الموالين لها سواء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط أو في البحرين كونها تعتبرها أرضاً ايرانية حالها حال جزر الامارات التي تحتلها (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى). وقد شاهد العالم أعمال الشغب التي يفتعلها المخربون في البحرين في الوقت الذي اطلقت فيه الحكومة البحرينية الحوار الوطني مع جميع أطياف المجتمع سواء أكانوا معارضين أو موالين للحكومة البحرينية ولم تقف ايران عند دعم هذه الأعمال اعلاميا ولوجستيا بل حاولت خلط الأوراق بطلبها ادراج أحداث البحرين وأحداث سورية ضمن جدول أعمال اجتماع مجموعة (5 + 1) المقرر عقدها نهاية شهر مارس في كازاخستان بشأن الملف النووي الايراني!.فهذا الاجتماع الدوري مخصص فقط لمناقشة الملف النووي وتخوف المنطقة من نتائجه الأمنية والبيئية حتى لا يتكرر ما حدث في كوريا من صناعة قنبلة نووية مما يجعل المنطقة تحت رحمة ايران، أو يتكرر ما حدث في روسيا من كارثة شرنوبل فيعرض دول المنطقة لكارثة بيئية.فهذه المحاولات الايرانية من تدخل مباشر وغير مباشر في دول المنطقة محاولة ايرانية للتمدد حتى تصبح هي الدولة المؤثرة في المنطقة وللأسف هناك من أبناء المنطقة من يؤيد هذه الأفعال ويعمل على تحقيقها على أرض الواقع فأصبح أداة واضحة في يد النظام الايراني.
< لا أجد مبررا لصمت الحكومة الكويتية عن أصوات النشاز التي تتدخل في الشأن الداخلي للبحرين ومحاولة هذه الأصوات اقامة ندوات خطابية تؤيد المخربين هناك كما توهم العامة ان الخطر ليس من ايران أو من العراق الذي تسيطر على سياسته ايران بل الخطر من السعودية وهو يعلم ان العمق الاستراتيجي للكويت هي السعودية وليست ايران.فالحكومة شدت حيلها على الخطاب الذي كتبه أحد الصحافيين وتطرق فيه الى المملكة متهما بالتدخل في شؤون الكويت فأصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً يستنكر هذا الخطاب – ونحن نؤيدها في هذا البيان – ثم نجدها تقف صامتة صمت القبور اتجاه تصريحات من يتدخل في شأن البحرين ويقيم ندوات خطابية تهاجم الحكومة البحرينية وتدعم المخربين فيها.
حمد سالم المري
[email protected]
@AL_sahafi1
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...Wr iterId=110
2013-02-18, 03:00 AM
المواضيع المتشابهه
العرض المتطور
