وكان في استقبالــه في مطـــــار طــهــــران علي أكبر صـــــالحي

[نعوم]

أشتدت حمى الصراع المذهبي المقدس الذي إستُبدل بالصراع العربي الاسرائيلي وأصبح الشغل الشاغل لامبراطورية الاعلام الوهابي والبديل عن الربيع العربي وكل التحديات الحقيقية الماثلة أمام أمة العرب والمسلمين , في ظل فوبيا مرضية مزمنة تسيطر على اخوتنا الأعراب والعقل البدوي القابع في دهاليز جاهلية ما قبل الاسلام من الثورات وكل شعارات التغيير والحداثة , كالدستور والديمقراطية أو الدولة الوطنية الحديثة ..
وهكذا يتم اختراع جبهات صراع طائفية ومذهبية لاشغال الشعوب عن قضاياها الحقيقية وتوجية اهتماماتها بعيداً عن خيمة ولي الامر والثروة علها تمتص حماس الشباب وتطغى على كل ضوضاء الثورات والبدع المنحرفة القادمة من المضارب اليعربية المجاورة , فأعلن الأعراب انحيازهم السافر لكل طواغيت العصر من بن علي الى مبارك وعفاش وتنكروا لصوت الشعوب المقهورة ..
ونحن نقول هذة خياراتكم وهذا شأنكم ولكن أن تصدروا لنا هوسكم وأوهامكم وتفرضوا علينا الانخراط في حرب عبثية جديدة غرضها الوحيد تأمين سلامة اسرائيل وتنفيذ أجندة امريكية خالصة فهذا ما نرفضه ويرفضه المنطق السوي والفطرة السليمة , نعم لديكم المال ولكن ينقصكم العقل المسؤول والاهداف النبيلة , فلقد نذرتم انفسكم للتخلف والفساد والارتهان والتآمرعلى كل قضايا الانسان العربي وتطلعاته نحو الرقي والبناء الخلاق واللحاق بركب الحضارة .
البعبع الايراني لا يخيفنا ولن يخيف أصحاب العقول الراجحة والمد الشيعي كذلك فهو عاجز أصلاً عن تشييع قرابة 20% من سكان أيران السنة , ناهيك عن النصارى واليهود والزرداشتيين والبهائيين وبقية الاديان المعترف بها منذ مئات السنين في أيران , ولكن المخيف حقاً هو ما صدرتموه لنا وتصدروه من فكر تكفيري جهادي يفتك بألف مسلم لمجرد قتل ذميٍ بينهم و ما يخيفنا هو تمويل جماعات متأسلمة على النمط الصحراوي تتوالد كالارانب وتهدد مجتمعاتنا بالخراب وعصور من الظلام .