فتوى الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي بخصوص جر شباب الجنوب إلى القتال ضد الحوثين بصعدة:-

[ثمر بن يهرعش]

فتوى شرعية عن حكم الشرع في القتال الدائر في صعدة :-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد..
فإن ما يجري من قتال في منطقة دماج بمحافظة صعدة بين جماعة الحوثيين والسلفيين من أتباع "الحجوري" هو من جنب قتال الفتنة، دافعه العصبية والهوى، الذي قد يكون مآله أخيراً إلى النزاع الطائفي، وللأسف الشديد فإن الطرفين المتصارعين...ن على جهل بالأسباب التي حملتهم على الاقتتال، فالواجب عليهما الامتناع عن هذا الصراع المسلح، حفظاً للأنفس والأموال والأعراض، وحقناً للدماء ودرءً للفتنة، ووأدها من الأساس.وقد نص العلماء على أنه إذا وقعت الفتنة بين المسلمين فينبغي للرجل أن يعتزل الفتنة، ويلزم بيته، ولذلك كانت آراء الفقهاء متفقة على وجوب ترك القتال في الفتنة، لحرمة دماء المسلمين، الثابتة بالنصوص الشرعية كقوله تعالى "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.." الإسراء آية: 33.
وكقوله عليه الصلاة والسلام: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" (رواه مسلم في صحيحة 4/1986/برقم 2564)

.وحصول الفتنة بين المسلمين كظرف خاص، لا يسوغ لأي طرف من الطرفين المتقاتلين أن يدعي إلى استباحة دم الآخر أو يعطي لنفسه الصفة الشرعية على أن قتاله من الجهاد في سبيل الله، فالفتنة لا يجب أن تكون مسوغاً لرفع العصمة عن المسلم دمه وماله وعرضه، بل ورد في النصوص الشرعية في زمن الفتنة خاصة ما يحث المسلم على ترك القتال فيها فمنها ما رواه الطبراني كما في "مجمع الزوائد: 7/298". قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لم يُحلَّ في الفتنة شيئاً حرمه قبل ذلك"، بل ورد ما ينص عن الابتعاد عن الفتنة، فقال عليه الصلاة والسلام "أدخلوا بيوتكم وأجملوا ذكركم.." (رواه الطبراني - أنظر مجمع الزوائد 7/303).

ولذلك ندعو الشباب وعلى وجه الخصوص الجنوبيين منهم، من الانجرار نحو هذه الفتنة والقتال فيها بحجة الجهاد في سبيل الله، فالصراع المسلح في صعدة من قتال الفتنة وليس من الجهاد أصلاً.والواجب الشرعي يملي على أهل الصلاح من العلماء أو الوجهاء أن يكون لهم دور في رأب هذا الصدع، وإيقاف هذا النزيف وقد ندب الله عز وجل المؤمنين إذا نشب القتال بين طائفتين من المسلمين أن يسعوا إلى الصلح بينهما، ويطفئوا نار الفتنه عملاً بقوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فات فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" (الحجرات: 9/10).

فإن حصل الصلح بعد ذلك فالحمد الله، وإلا كانت الفئة الرافضة للصلح هي الباغية، فوجب بعد ذلك نصرة الفئة العادلة على الأخرى، وقتال الباغية كما أمر الله عز وجل لوأد الفتنة وحقناً لدماء المسلمين.
أسال الله العظيم عنه وكرمه أن يحقن دماء المسلمين ويصلح بين المتخاصمين والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سبيل الرشاد وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد الله رب العالمين. كتبه:

حسين عمر محفوظ بن شعيب


مسوؤل الهيئة الشرعية والفتاوى


في المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي