الضمانات المطلوبه لكسب التاييد داخليا وخارجيا في مسير التحرير

[أبو غريب الصبيحي]

في البدء أشكر و أحيي الأخ علي المفلحي على الطرح الموفق و الرائع ، و الذي ينم على حرص شديد على نضال الشعب الجنوبي و كيفية كسب التأييد داخلياً و إقليمياً و دولياً ، حيث إنه بكل تأكيد هناك أخوة جنوبيين و دول شقيقة و صديقة قد يتملكها الحذر الشديد من الحراك و غض الطرف عن دعمه بأي شكل من أشكال الدعم . . .
كلنا ننشد و ندعم قضية الجنوب ، و كيف لا و هي قضيتنا الرئيسية و الأولى ، لإنها تتعلق بوطن مغتصب ، و بأهلنا و إخواننا الذي يعيشون على هذه المساحة الجغرافية من باب المندب و حتى حـوف ، إن إعترافنا بالقضية الجنوبية هو مقدمة لإعتراف العالم بل و المحتل أيضاً بإن هناك في الجنوب قضية أرض و إنسان و هوية . . . حيث أن ابناء الجنوب يتحملون مسؤولية الصراع في الماضي الذي جرنا جميعاً إلى مستنقع الوحدة و لن نخرج من هذا المستنقع إلا بإعترافنا بما جرى و معالجته و عدم تكراره .
إن الموضوع الذي كتبه الأخ علي المفلحي هو بحد ذاته إعتراف جنوبي بقضية الجنوب ، و هي حالة نادرة أن نرى إخوة جنوبيين يعترفون بقضيتهم الجنوبية من رؤية جنوبية و ليست من أساس سلطوي أو حزبي أو إعتراف من المنظور المناطقي . . . فللأسف كل ينظر إلى القضية الجنوبية من منظور مصالح الحزب الفلاني ، أو حسب تلك المنطقة . .. و لكنك أنت هنا نظرت لها من منظور جنوبي
سأمر على النقاط و أعقب حسب الترتيب :
1- إن النقطة الأولى التي تفضلت بها كاتب الموضوع و هي إعطاء ضمانات لدول الجوار وفق الحدود التي تم ترسيمها فقد تناوله البند الخامس من إعلان عدن ، حيث أكد التعامل مع قضيتنا الجنوبية إنطلاقاً من مبدأ إحترام دول الجوار و العالم العربي بإعتبارها دولاً كاملة السيادة و لها حقائق ثابتة يحرم المساس بها و الإعتراف المتبادل دون إلغاء أو فرض وحدة بالقوة العسكرية و بالضم و الإلغاء .
كما أكد البيان الرؤية السياسية للمجلس الوطني الأعلى لتحرير و إستعادة دولة الجنوب ، على خصوصية العلاقة مع دول الجوار الاقليمي وعدم المساس بالحدود المعترف بها حالياً
كما أن بيان الرؤية السياسية للهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب أكد على إحترام التعايش السلمي بين الشعوب و إحترام كل شعب في تقرير مصيره كما شدد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ، و إحترام مصالح الدول الصديقة و الشقيقة بما فيها وفقاُ لما تمليه الإتفاقيات و المواثيق الدولية

2- اما بخصوص النقطة الثانية فقد أكد بيان الرؤية السياسية للمجلس الوطني الأعلى على ضمان مصالح العالم الحر المتمثل بالشركات العاملة في الجنوب وضمان أمن منطقة جنوب البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي .
الهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب هي الأخرى في بيان رؤيتها السياسية أكدت على ضمان حقوق الشركات العاملة في بلادنا .
و في برنامج الهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب أكدت الهيئة على تشجيع الإستثمار الأجنبي و خلق بيئة إستثمارية دستورياً و تنفيذياً و حماية ضمانات و غيرها . . كما أكدت في برنامجها السياسي على أهمية العاصمة عدن و ما يشكله ميناء عدن الإستراتيجي من أهمية لحركة التجارة و الملاحة البحرية الدولية ، و العمل على التفاعل بإيجابية مع المتغيرات العالمية و الإقليمية و تقوية الروابط مع دول العالم لمصلحة الجنوب و تمنيته .

3- إن النقطة الثالثة و هي التي تتعلق بالأقلية اليمنية التي تعيش في عدن قبل الوحدة 90م ، و ليس الجالية التي أنتقلت للعيش بعد الإحتلال ، فقد أكد بيان الرؤية السياسية للهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب على إحترام جميع الحقوق و الحريات دون تمييز عرقي أو ديني ، كما شددت على إحترام كافة المواثيق و العهود الدولية المعنية بحقوق الأفراد و الجماعات .
و في البرنامج السياسي للهيئة الوطنية أكدت إيمانها الراسخ بمبدأ تحقيق مبدأ المساواة للمواطنين في كل أجهزة الدولة بغض النظر عن جنسهم و لونهم .
كما ألتزمت الهيئة في برنامجها السياسي بمبدأ المواطنة كأساس للمساواة التامة في جميع الحقوق بين جميع الجنوبيين بغض النظر عن اللون و أو الجنس أو الأصل .
و كما قال الأخ العزيز جنوب 67 : لا خلاف بأن هؤلاء يجب أن يعاملو كأبناء الجنوب إلا من ثبت تآمره على شعب الجنوب و تعامله مع المخابرات الشمالية فهؤلاء يجب محاسبتهم حسب القوانين النافذة على أن يتم تغليب مبدأ التسامح حسب الإمكان!!!


4- النقطة الرابعة و التي تتعلق بالضمانات للعسكريين الملتحقين في صفوف الإحتلال هؤلاء يعرفون إن الجيش الجنوبي غير متمكنين على قيادته جميع عمداء و عقداء الجيش الجنوبي المتقاعد الذين هم اليوم في الحراك ، لإنهم بعد سنوات التقاعد و ما لحقهم من أضرار نفسية و معنوية نتيجة المطاردات و السجن و قطع الرواتب و التقاعد طيلة 14 سنة الماضية ، لم يعودوا بإستطاعتهم قيادة الجيش و الخبرة موجودة في هؤلاء الملتحقين في صفوف جيش الإحتلال أكثر من القيادات المتقاعدة في الحراك ، والجيش الجنوبي في المستقبل لن يكون جيشاً جراراً كما كان لكي نستخدم فوهته فيما بيننا ، بل سيكون حرساً و جيشاً رمزياً لحماية الحدود و المياه الإقليمية و ذو وسائل هجومية محدودة و وسائل دفاعية عالية عن سيادة الوطن الجنوبي ، لهذا لن تكون هناك محاكمات تطالهم ، طالما و هم لم يعينوا المحتل على مهاجمة أهلهم في الجنوب و إرتكاب المجازر بأمر من الإحتلال اليمني ، و بالنسبة للمشايخ لهم إحترامهم كما ورد في بيان الرؤية السياسية للمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب حيث أكد إنه لاخلاف مع أي طرف جنوبي كان بمن فيهم إخواننا الجنوبيين في سلطة 7 يوليو حيث سيتم الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية.
كما إن إعلان عدن أكد أن بسبب الصراعات و الإنقسامات في الماضي وجد أبناء الجنوب أنفسهم موزعين على عدد من المكونات فمنهم الموجودين في الداخل و منهم من لا زال محافظاً على وظيفته بعد الإحتلال 7/7/1994م و البعض منفياً سياسياً أو مغترباً ناهيك عن إنتمائاتهم السياسية التي ليس سقفها الإستقلال و إعادة الحق الجنوبي ، أشاربيان إعلان عدن إلى أن القاسم المشترك بين هؤلاء و بين الآخرين هو الجنوب و الهوية الجنوبية مؤكداً إن حقوقهم مسلمة كاملة غير منقوصة أما بخصوص الرتب العسكرية و المشايخ فهي كما ذكرت في النقطة الثالثة من مداخلتي بخصوص الحريات و المساوات و ضمان حفظ حقوق الأفراد والجماعات مع العلم أن الرؤية المستقبلية لقيادة البلد و تشكيل نواة النظام السياسي على أساس الكفاءات و الدرجات العلمية ، لا على أساس القبلية و من خرج إلى الشارع و النضال .

5- 6- النقطتين الخامسة و السادسة بخصوص الضمانات للداخل تنقسم إلى عدة نقاط دمجتها سوياً في هذه النقاط :
فقد أكد ميثاق إعلان عدن بإن الجنوب أكتوى بكل مكوناته بنار الأيديولوجيات على إختلاف صورها ، و هي تعتبر من الماضي اليوم و المستقبل ، حيث حولت كل أبناء الجنوب إلى أشتات و أجزاء مفككة جعلته فريسة سهلة للإصطياد و سلب و نهب حقوقه و سحب منه أسباب الإنتماء و الهوية . .
و لهذا يجب الحرص على على عدم الوقوع مجدداً في فخ الأيديولوجيات ، مما أستوجب الإستفادة من صراعات الماضي و إستخلاص الدروس و العبر منها ، لهذا ورد في مشروع الدراسة لميثاق الشرف الجنوبي بإنه عندما لا تأخذ بعين الإعتبار واقع و تاريخ هذا البلد فإن مصيرها كان و سيظل مضطرباً و يؤسس لدوامة جديدة من الصراعات و الحروب ، بل و تكرار ممل لدورات التاريخ ، و في ضوء ذلك تبرز أهمية معرفة الماضي و استعراض أبرز المحطات التي تبين النمو الطبيعي و التاريخي بأبعاده الافقية و الرأسية لسكان هذه المنطقة أمل ٌ في التوصل إلى تشخيص صادق يُمكننا من تشكيل رؤية سلمية للتعامل مع الواقع الراهن و مشكلاته.
إن إنحياز بعض المؤسسات مثل الجيش و الإعلام و هيمنة الأحزاب عليها و قيادة البلد إلى فخ الأيديولوجيات الخاطئة المدسوسة التي كانت سبب الصراعات لهذا ورد في ميثاق إعلان عدن :
بأن أول الاولويات التي يهدف اليها الحراك المدنيالسلمي الجنوبي هو منع الهروله والانزلاق نحو المجهول من خلال التركيز على أعادةبناء التوازن بأعادة بناء دولة الجنوب وأعادة بناء مؤسساتها التي تعرضت للتدميروالتخريب ، الأمر الذي سيمهد الطريق لأعادة بناء أسس الشرعية السياسية لدولة الجنوببحيث تصبح دولة ديمقراطية تؤمن بالحرية والتعددية الحزبية والتبادل السلمي للسلطة . . . و وجود حكم محلي واسع الصلاحيات ( فيدرالية جنوبية جنوبية ) هو الذي يقضي على أسباب الصراعات في الجنوب .
و بعد بناء المؤسسات التي خربها الإحتلال يجب المحافظة عليها و تحييدها للمحافظة على البلد من الصراعات .
الشريعة و الهوية الإسلامية :
يقول ميثاق إعلان عدن : الجنوب شعب مسلموقضيته مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وهي دولة مسلمة كما هو شعب عربي وقضيتهمع دولة عربية وبالتالي تنتفيالحاجة الى الغطاء الايدلوجي سوى كان ديني أوقومي أو أي فضاءات أخرى من فضاءات الايدلوجيا لما يترتب على ذلك من أدخالنا فيمصنفات لا تزيدنا الا أعداد .
أما البرنامج السياسي للهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب فقد ورد :
تؤكد على انتماء الجنوب الحضاري للأمتين العربيةوالإسلامية.
و حكم الماضي لن يتكرر أبداً و ممكن أنقل كلام الدكتور خالد القاسمي الذي قال في حواره في منتديات الضالع بوابة الجنوب :
إن الظروف الدولية والاقليمية تغيرت حتى في الدول الصغيرة والتي أصبحت فيها ديمقراطية واحزاب مختلفة .

بقية النقاط التي تحدث بها الأخ العزيز المفلحي و التي تتمثل بالتمييز المناطقي والمواطنه المتساويه والعداله الاجتماعيه ( ذكر سابقاً في أحد نقاط الموضوع )
و كذلك بخصوص عدم احتكار السلطه او توريثها والغاء وزارة امن الدوله ووزارة الاعلام وسيادة القانون واستغلال القضاء والثواب والعقاب والذم الماليه وغيرها من الاجراءات التي تحارب الفساد
وكذلك بيئه استثماريه وتشجيع المستثمرين والتجار
من خلال نصوص دستوريه ، اعطاء ضمانات للمقتربيين وربطهم بالوطن واعتماد نظام التامين والاستثمار والدفاع عن مصالحهم .

و كل هذه النقاط وردت في مشروع البرنامج السياسي للهيئة الوطنية لإستقلال الجنوب
http://smcentrer.com/vb/showthread.php?t=10005

كما بإمكانك مراجعة الروابط التالية :
إعلان عدن
http://smcentrer.com/vb/showthread.php?t=7626

مشروع ميثاق الشرف الوطني

http://smcentrer.com/vb/showthread.php?t=7274