ضاعت القضية الجنوبية بضياع مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .فهل من عودة

[حادي العيس]

ضاعت القضية الجنوبية بضياع مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. فهل من عودة .!!!
______________________________________________

لقد ارتكبنا خطأً جسيماً يوم أن جعلنا من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الدولة ذات السيادة والعضو الفاعل في الأمم المتحدة والعضو غير الدائم في مجلس الأمن منطقة أو أقليم من أقاليم اليمن بأسلوب عاطفي وغبي أبعد القضية عن مسارها الدولي وحولها إلى قضية داخلية تختص بأقاليم اليمن .

إن العالم يعرف دولة إسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولا يعرف أو يعترف بسمى الجنوب العربي أو غيره . إن سفارات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في أرجاء العالم كانت خير شاهد على وجود تلك الدولة الفتية ولم تكن شاهداً على الجنوب العربي ولم تكن حتى تعلم بذلك المسمى .

لقد توحدت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بمكونات دولتها مع الجمهورية العربية اليمنية بمكونات دولتها على اساس الند بالند ولكن ويا للأسف أسقطنا هذا الند بشعاراتنا ومسمياتنا الجديدة .

لقد أسقطنا دولتنا مرتين يوم تم البسط عليها بالقوة ويوم أن سميناها الحنوب العربي .

إن تسمية الجنوب العربي لا تناسب ولا تتناسب مع وضع قضيتنا بل أن تلك التسمية قد أعادت إلى أذهان الجنوبيين ماضي السلطنات والمشيخات وأعادت تقسيمات الجنوب لما قبل الجنوب العربي وجعلت الجمهورية العربية تعزف على وتر التقسيمات السابقة وتقدمها كورقة تهديد وضغط تمارسها على الجنوبيين حتى أنها هي عملت ولا زالت تعمل على إسقاط مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من على الخارطة الدولية ولا تريد حتى أن ترى خرائط قديمة بهذا الإسم وتريد أن تمسحها من ذاكرة الجنوبيين لسبب أن الجنوب لم يشهد توحد لرقعته إلا تحت ذلك المسمى ولم تقم له دولة سابقة معترف بها دولياً إلا تحت ذلك المسمى والأهم من ذلك أن التوقيع على الوحدة كان بإسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

وعليه فإننا مطالبون بأن نحيي ذلك الإسم ونسطر به شعاراتنا باللغتين العربية والإنجليزية حتى يتذكرنا العالم ويتذكرنا الأصدقاء وتتذكرنا مباني سفاراتنا بالعالم ونعيد للذاكرة وللخارطة مسمى تلك الدولة الفتية ونعززها في ذاكرة الأجيال ونعيد إلى قلوبهم الرعب والخوف من ذلك الإسم الذي كان يخيفهم حتى أنهم رفضوا الوحدة بسبب ذلك الإسم الذي تحت مسماه خاض الجنوبيين حروباً سحقوا بها الشماليين وأذاقوهم الأمرين .

كما إننا نتمنى من فخامة الرئيس علي سالم البيض أن يذيل كل بيانته الصادرة بمسمى رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

إن الحزب الإشتراكي اليمني الذي حتى لا نطيق ذكره لا زآل هو القائم والموجود على الساحة من بقايا تلك الدولة ولو أنه بعناصر من غير الجنوبيين ولا زآل يمثل دولة الجنوب على حسب الطلب ويتخذون منه شماعة أمام الرأي العام الدولي على أساس أنه هو من يمثل دولة الجنوب لأنهم يعلمون تماماً مدى أهمية ذلك وعلى العكس يعلمون خطورة ذلك عندما يكون ذلك الحزب قائماً على عكس ما يريدونه وخاصة تجاه الرأي العام الدولي فلماذا لا نحيي الحزب على ترابنا بنفس التسمية الظاهرة ونغير مضمونه الداخلي حتى يتناسب مع هويتنا وديننا وعروبتنا ويكون هو الحامل والموجه لإستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية والذي كان ركيزتها الأولى حيث وأن وجود قائده فخامة الرئيس البيض يشكل أهمية كبيرة في إعادة تشكيله من جديد على اسس جديدة تعزز هويتنا الدينية والعربية وبالتالي سوف يسقط التشكيلة القائمة الخالية من أي مضمون والتي تستخدم لمصلحة نظام اليمن الشمالي .

وعلى الجميع أن يعلم أن هناك سلطنات في الجنوب لم تكن داخلة تحت مسمى الجنوب العربي ولكنها دخلت جميعها تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

إن تسمية اليمن الجنوبي قائمة بذاتها وهي تختلف عن مسمى جنوب اليمن والفرق بينهما كبير فبالأولى هنك يمنان كل قائم بذاته وفي الثانية يمن واحد محدد بجهاته .

وبهذا فلا تدعوا قضيتنا تتعرض للضياع بسبب التسميات الجديد ة القديمة والتي لم يعرفها العالم ولم يعترف بها بعكس إسم الدولة الحديثة التي ذاع صيتها في الآفاق ورفع علمها على مبنى الأمم المتحدة وفي كل عواصم العالم ومثلت ثلث العالم في مجلس الأمن وكذلك نغلق باب فتحناه على مصراعيه لمن يريد أن ينخر الجسد الجنوبي .

إن خير شاهد على قولي هو ما حدث هذه الأيام في تشكيلة المجلس الوطني حيث ان الشماليين أستبعدوا تقسيم المجلس على أساس ال 50% للجنوبيين مناصفة مع الشماليين لأن هذا لوحدث سيكون علامة فاصلة ومساوآة في إتخاذ القرار وتوحيد ظاهر للجنوبيين وإعادة إعتبار لدولتهم . بل يعتبرونه تاكيداً على أن الجنوبيين ليسوا ضيعة من ضياعهم وإنما هم يمثلون دولة جمهورية اليمن الديمقراطية . وعلى هذا الاساس رفضوا ذلك وأمعنوا في تكريس سياسة الحزب الحاكم . ..