مذكرات .. ((لاجي سياسي ))... في سويسرا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قد كان يوما سعيدا اليوم الاخير قبل مغادرة الاراضي العربية 17 فبراير2010 في تمام الخامسة صباحا , لبست البدلة الزرقى والكرفتة برفقة ثلاثة من زملاء النضال السلمي. وانطلقنا في الصباح الباكر عبر الطريق الصحراوي نتبادل النكات والضحكات المفعمة بالامل , وندعوا اللة لايعكر صفوا رحلتنا ونصل الى مبتغانا لربما نقوم بدور نضالي افضل لتحرير الجنوب الحبيب المحتل من النظام الهمجي المتخلف .. وكانوا الشباب يقولون ايش هذة الشياكة ياعم سعيد ... وانا مثل الطاوْوس مفتخرا بريشة . حتى وصلنا الى مطار دبي ولم يعترض طريقنا احد .. طبعا كنا حاجزين على الخطوط السويسرية , انتقصنا بعض النقود لتكملة التذاكر فقمنا بالاتصال بصديق وكان لة موقف رجولي لن انساه . فلولاه لن نتمكن من مواصلة الرحلة ... وبعد دخولنا الى الطائرة في الدقائق الاخيرة من موعد الاقلاع تنفسنا الصعدى , شعرت حينها اننا تمكنا من تجاوز الامتحان الصعب , استمرت الرحلة تقريبا ست ساعات لم تغمض فيها الجفون من شدة الفرح ... مقلدين انفسنا من رجال الاعمال , لانتكلم الا بالاشارة وبعض الهمسات . وصلنا الى مطار زيورخ فجرا واندهشنا بتلك المناظر الخلابة والثلوج والرفاهية التي يعيشون فيها الاوربيون على انغام الموسيقى الكلاسيكية .. جلسنا في ركن احدى الصالات الضخمة , وقبل الاقلاع تقريبا بنصف ساعة توجهنا الى بوابة يقف فيها مجموعة من افراد البوليس .. تحدث الية احد الزملاء باللغة الانجليزية التي تقريبا جميعنا لانجيدها جيدا .. فهم اننا طالبين اللجواء , وبلمح البصر ادخلنا الى مكاتب فيها غرف صغيرة وقام بتوزيعنا على الغرف .. دخل الى الغرفة التي اجلس فيها احد الجنود وطلب مني خلع الملابس .. استجبت الامر .. وضعت الجاكيت الذي ارتدية جانبا .. فرد قائلا كل شي , خلعت البنطلون والقميص والكرفتة ولم يبقى خلاف ( الهندرويل ) لفت الي تارة اخرى واشار بيدة .. حاولت ان افهمة ان هذا عندنا عيب وليس لدي شيء اخفية ولكنة اصر على ذلك .. فقلت في نفسي الامر لك يارب خلعنا .. اشار بيدة ( خلف دور ) وانا قول وينك ياأم علي تشوفي الي ماشفتية لك 25 سنة .. على اخر العمر .. ووجهي تحول من السمار الى السواد الحالك .. هوه يدور وانا دور .. صرخ بصوت عالي ..stop قف .. وقفت .. المهم قام بتفتيش كل شي , وكان بحوزتي مفاعل نووي .. ثم قال البس , لبست وجلست على كرسي خارج الغرفة بانتظار زملائي .. وكل خمس دقائق يخرج واحد منهم .. وانظر الى وجوة زملائي وهي مكفهرة يكسوها سواد الليل في اخر ليلة من الشهر .. وكل ما رمقت الى احدهم يغض نظرة الى الارض خجلا مما جراء .. بعد ذلك نقلونا الى مكان اخر , وكان في استقبالنا فتاة كوبية الاصل .. قدمت لنا الطعام والشراب .. نسيت ماتعرضت لة قبل دقائق .. فانفجرت بالضحك .. والشباب دمعت اعينهم من كثر الضحك عندما قلت .. وينك ياأم علي تشوفي ماجراء لي .. في اليوم الثاني .. سلمونا العتاد عبارة وهو ( مكنسة وشامبوا والبسة النظافة مع قائمة المهام .. ابتداء من الغرفة ثم المطبخ والكوري دور ثم اخر شي .. دورة المياه .. اخذت بيدي احد ( المكانس ) وقمت بترديد النشيد الوطني ... سلاحي في يدي دوما ... وعيني لاتر النوما .. استمرينا على هذا الحال شهرين تقريبا .. لم اتوقع تلك المعاملة لنا .. وكيف نحن نعاملهم وكانهم ملوك نزلوا من السماء .. ندمت على خروجي من الجنوب وتمنيت لو قتلت شهيدا هناك افضل من تلك الاهانات .. فلا عزة لنا الا في الجنوب ولا كرامة الا فية .. فحذاري ممن يغترون باللجواء .. وقبل التفكير بطلب اللجواء .. افضل ان تموت شهيد .. اللهم أشهد انني بلغت .. واللة من ورى القصد .....
|