ما بك أيها الأخــــــلاق ؟

[ضالعي صنديد]

[align=center]دائما يتردد اسمه في كل مكان ، وفي كل الظروف .. أما أنا فتمنيت أن ألقاه ... وأتكلم إليه .. انتظرت هذه ألفرصه كثيرا حتى يأس انتظاري مني فالناس تتغير والأحوال تتغير وأنا أيضا تغيرت .. وهو يزداد ابتعادا عن الجميع ، وحين قررت أن أتناسى وجوده .. جاء دون مقدمات يحكي قصة عن الآهات ..وسنين الضياع وعمر رحل وفات .
جاء من اجل أن يضحكني حد البكاء ، ويبكيني حد الضحك .. جاء بقصص أبطالها من الخيال أو ربما عاشوا قبل مئات السنين ، جاء يبكي وهو ممزق الرداء ..جاء يعلن عن وجوده وهو يدرك انه يعيش في ضياع .. جاء يطالب كل محاكم العرف ... أن تنظر في قضيته .. جاء يصرخ في أناس لا يسمعون .. أناس تلاشت فيهم حاسة السمع .
أخذ قلمي وبدأ يكتب أول صفحات الحكاية ... كتب عنوانا ومحاه ثم عنوانا أخر حتى امتلأت الصفحة عناوين مجروحة .. بكى بشده وهو يقول : أتمنى أن ازرع شجرة في أرض خصبه تضرب بجذورها وتنتشر فروعها ويبتلع كل فرد ورقه .. تعجبت وقلت له : ما بك أيها الأخــــــلاق ؟
إذا ابتلعنا أوراقك هل تنبت في النفوس نخلة منك ؟
لماذا ذهبت أو رحلت .. تلاشيت وانحصرت ؟


لماذا أصبح القوي بقلة أخلاقه والضعيف ضعيفا بشدة أخلاقه
قال : سوف اكتب قصيدة عودتي .
قلت : بل اكتب بيتا تسكن فيه
قال : سوف استحلفهم بالقرآن
قلت: بل قل الله اكبر عليهم
قال : سوف أملؤ الدنيا أخلاق
قلت : سوف تملؤك الدنيا أعذار
قال : أنا موجود ضعيفا أما قويا .. يكفي إني مازلت موجودا .. وسيأتي يوما يتم لي رد ألاعتبار .

الأخلاق موجودة مهما تغيرت الظروف والمواقف ... فهنالك أناس يثبتون بأخلاقهم وجود الإنسانية .




سيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهة كان له في ذلك رايا فقال:[/align]

[align=center]إن المكارم أخلاق مطهرة = فالعقل أولها و الدين ثانيها

و العلم ثالثها و الحلم رابعها = و الجود خامسها و العرف سادسها

و البر سابعها و الصبر ثامنها = و الشكرتاسعها و اللين عاشرها

و النفس تعلم أني لا أصدقها = و لست أرشد إلا حين أعصيها

و العين تعلم في عيني محدثها = من كان من حزبها أو من أعاديها

عيناك قد دلتا عيني منك على = أشياء لولاهما ما كنت تبديها
[/align]