تحية لك ياأبو عامر على ما أوردته من نقد لمكامن الضعف في نضالنا الجنوبي. مشكلتنا أن معظم قياداتنا السياسية الحالية وفي أعلى المستويات تعاني من عقدة عدم الثقه بالنفس . ربما تلك العقده تحصيل حاصل لسلوك من نجى من صراعات الجنوب في الماضي. لقد تخلصنا في الماضي من كل القيادات التي أتسمت بالثقة بالنفس.
الجنوب اليوم بحاجة لرجل بشخصية غاندي ، الجنوب اليوم وفي الغد محتاج لرجل بشخصية مانديلا. لكي ينتصر الجنوب على ثورتنا الجنوبية أن تولد من بطنها رجال مثل فيصل عبداللطيف وسالمين وعلي عنتر.
لا يمكن لحراكنا الجنوبي أن يولد مثل أولئك الرجال القادة ما لم تعتمد الثورة الجنوبية على ذاتها. منذ 94 وثقافتنا في النضال منقوصه لأنها تعتمد على الغير (على الخارج) . الثورات التي تعتمد على شعبها فقط هي التي تحقق النصر على الواقع والأمثلة كثيرة أمامنا ولسنا بحاجة لذكرها.
لدينا الالآف من المناضلين أمثال سالمين وعلى عنتر ولكننا صدرنا إلى نفوسهم وهم الأعتماد على الخارج. مثلنا مثل ذلك التلميذ المنحرف الذي يذهب للأمتحان وهو معول على الغش وتكون نتيجة غشه الفشل . فالتلميذ لم يفشل بسبب الغش بل بسبب فقدانه الثقه بنفسه وأنعدام الأيمان عند التلميذ "بأن من جد وجد ومن زرع حصد".
بعض مظاهر السلوك المناطقي في صفوف بعض القيادات ليس إلا تعبيرات عن عقليات تستجر الماضي ولا تعيش الحاضر ولا يمكن أن يحقق الجنوب أي نصر بمثل تلك العقليات وعلى حراكنا الجنوبي أن يقذف بهولاء إلى مؤخلرة الصفوف.
عندما تتجسد الثقة لدى قيادات الجنوب الحاليه بشعبهم فستمتلي قلوبهم بالحب لأبناء شعبهم وسيصبح الجنوب هو الوطن وهو القرية وهو القبيلة لكل منهم وستصل معظم القيادات إلى قناعة بأن مسيرة نضال شعبنا بحاجة إلى تكاتف الكل ولمساهمة الكل على قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب" .
وخلاصة القول أنني شديد الأعتقاد وواثق 100% من أن معاناة شعبنا هي الكفيلة بخلق القادة الكبار الذين سيتحقق على أيديهم أنتصار شعب الجنوب وتحقيق أهدافه في التحرر والأستقلال. فالشعب الذي يقدم من بين أبنائه الشهداء يمكنه أن يفرز من أبنائه قيادات مسكونة بأرواح الشهداء . تلك القيادات أما أن نفضي لها الطريق وبكل تواضع " ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه" وأما سيفرضها شعبنا شئنا أم أبينا. من سيقف مع شعبه ومستعدآ للتضحية كما يضحي الشهداء هو من سيتقدم الصفوف كقائد لشعبنا الأبي ومن لم يمحي من نفسه عقد الماضي بما فيها عقدة الزعامه فسيرمي به شعبنا في مزبلة الماضي. أما مسيرة نضال شعب الجنوب فسيتحقق لها النصر المبين في التحرر والأستقلال بإذن الله تعالى.
|