هذا ماكتبه الاخ وحيد الطوالبه

[مجنون رفض]

اثناء اقامتي في اليمن وعملي كمراسل صحفي هناك وتحديدا في يوم 17 - 9 - 1994 كنت في زيارة للعميد محمد عبدالله صالح قائد الأمن المركزي يومها في مكتبه بالأمن المركزي وهو شقيق الرئيس اليمني علي عبدالله .....وكان هدف الزيارة التوسط لشاب كنت مستأجرا منزل والده وكان هذا الشاب قد وقع عليه ظلم فاحش تمكنت من رفع الظلم عنه ..وبعد ان تناولت الفطور مع القائد ونائبه العميد عبد الملك الطيب تناولنا انا ومحمد عبدالله صالح سيرة الرئيس وطفولته ..وكان الحديث عفويا ومن جملة ما قال : كان الامام يصرف لنا انا وعلي ونحن صغارا كل شهر صاعا واحدا من البر - القمح - وكان علي يأخذ الصاعين ويبيعهما ويشتري بثمنهما سجائر ونبقى بلا خبز حتى اصبحت انا اذهب لاستلام المخصص الشهري مرة انا ومرة هو .

اليوم استذكر هذه القصة وان ارى الرئيس اليمني يجدد العزم على بناء يمن جديد ..يمن المستقبل كما يدعي بعد نتائج مؤتمر لندن وكما ادعى يوم ان طرح برنامجه الانتخابي الذي لم يتحقق منه شئ ..لقد بنى مسجدا اسماه مسجد الصالح واطلق مؤسسة اسماها مؤسسة الصالح الخيرية هادفا من بناء المسجد الصاق صفة الايمان بشخصة على الرغم من ان هدفه هو تخليد اسمه كباني اكبر مسجد في اليمن لأنه واثق ان الاجيال القادمة لن تجد له منجزا غير بناء هذا المسجد وهو بالتأكيد سيبقى مبنى له بعده الاجتماعي لكن اسمه سيتغير بعد رحيل بانيه ..اما هدفه من انشاء مؤسسة الصالح الخيرية فهو يدرك تماما انه الحق الضرر بالمجتمع والانسان والارض والتاريخ اليمني بسبب كل سياساته الفاشلة وتسبب بالفقر والجوع وسؤ التعليم وزيادة معدلات الانجاب وانخفاض معدلات النمو وتلوث البر والبحر والجو والبيئة وتلوث العقل اليمني حيث جعل من كل يمني انسانا لا هم له سوى طرق ابواب مؤسسة الصالح عسى ان يحظى برغيف خبز او كدمة يابسة وهو لن يحظى طبعا الا اذا كان يحمل توصية من آل الاكوع او الرئيس شخصيا .

الرئيس هو علي عبدالله فاسد وليس عبدالله صالح ...وهو الرئيس الذي اتيحت له فرصة لم تتح لأي زعيم عربي بأن يخلد التاريخ اسمه عندما تحققت الوحدة اليمنية بقدرة قادر ونتيجة لظروف دولية واقليمية ومحلية مؤقته وليس بشطارة الرئيس الفاسد ولا الرئيس البيض الذي خرج من المولد بلا حمص كما يقولون ...ورئيس فاسد لم يدرك كيف يستفد من فرصة تحقيق الوحدة اليمنية ورئيس فاسد الكل يدرك كيف وصل للرئاسة وكيف كان في اضعف حالاته ابان توليه رئاسة الحكم الشمالي وكيف جمع خيوط لعبة الوحدة وحشد القبائل واوهم شيوخها انه بعد اليوم لن يهمشهم كعادته السابقة وان عليهم ان يساندوه وبحبكة قبلية ودينية لا بد من ازالة الكفرة والشيوعيون من الجنوب وان القبائل لها حصتها من الفيد والغنيمة ..ورئيس فاسد جلس في معاشيق فور هزيمة البيض ومن معه ووضع امامه انخاب النصر وحوله شيوخ شماليون كانوا ينظرون للبحر ويتحسرون على الماء الذي لم يلامس اجسادهم منذ سنوات ..هو الرئيس الذي بدأ يصرف الاراضي والاموال والسلاح والسيارات لكافة قوى الضغط التي التفت حولة مطالبة بثمن موقفها معه ..ومن هناك ومنذ ذالك اليوم بدأت عدن تتوجع وتئن وتصرخ ...بدأ يسيل الدم من وجهها وكل جسدها ...لقد وقعت فريسة بين ايدي وحوش لا يحترمون الا ولا ذمة ...مزقوا جسدها ولوثوا كل جسمها لكنها بقيت عذراء طاهرة وستبقى ..لأن لها نبض اسمه ..نبض عدن .

اليوم الرئيس الفاسد يجدد العزم على انه سيصلح ما حدث وسيخلق من اليمن التعيس يمنا سعيدا من جديد ومن عدن التائهة المغتصبة سيخلق جنات عدن ...أي هراء هذا ..؟؟؟ هل الفاسد وسبب الفساد على مدى ثلاثون عاما هو الذي سيصلح اليمن والجنوب وسيعيد لعدن توهجها وبريقها ...؟؟؟؟ منذ متى كان السرطان علاجا ..؟؟؟ ومنذ متى كان الفاسدون هم المصلحون ..؟؟؟ نحن نعرف ان الصالح يأتي فورا بعد الفاسد ..ولكن ان يتقمص الفاسد كل الادوار مرة فاسد وأخرى صالح ..فهذا هراء .


الطفل الذي باع قوت وخبز شقيقه وهما ايتام سيبيع قوت وخبز كل اليمنيين والجنوبيين وسيجعل من كل انسان يتيما .. لا بل جعل من كل انسان يتيما وعقيما ومخذولا وحول الاشراف الى متسولون على ابواب الرئاسة ومؤسسة الصالح .. ومن تمكن غادر كل الارض اليمنية .. حفاظا على ما تبقى له من انسانية .