الصحافة ومهرجانات الجنوب اتمنى نقل اخبار الصحف

[أبو غريب الصبيحي]

اليمنيون يحتفلون بمرور 46 عاما على «ثورة الجنوب» وسط احتجاجات ومطالب بالانفصال عن الشمال
علي صالح يعد بـ «النصر» على الحوثيين في الأيام القليلة المقبلة
يمنيون يرفعون يافطة في لحج تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال (ا ف ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط




|صنعاء - من حمود منصر|

قال الرئيس علي عبد الله صالح، لمناسبة الاحتفال بمرور 46 عاما على ثورة الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، إن اليمن «ينفق مليارات الريالات والدولارات من اجل اخماد فتنة تمرد الحوثيين، وكانت في الاصل مخصصة للتنمية»، معلناً أن الجيش يحقق انتصارات في جبهة الحرب مع المتمردين. ووعد بأن «النصر قادم في الأيام القليلة المقبلة».
وقال علي صالح في حفل جماهيري ( يو بي أي، ا ف ب)، امس، «نستقبل اكثر من 120 الف نازح وتصرف عشرات المليارات من الريالات ومئات الملايين من الدولارات والتي كانت مسخرة لكل ابناء الوطن للتنمية الشاملة». وأضاف: «لكن قوى التخلف الحوثية في صعدة ترفض الانصياع للحق وتستمر في ما هي عليه، في مهاجمة المواقع والمديريات ومراكز الشرطة والأمن، ليزعموا القول انهم يدافعون عن انفسهم وان الحرب مفروضة عليهم».
وتشهد محافظتا صعدة وعمران فى شمال اليمن، مواجهات هي الاعنف بين الجيش والحوثيين منذ 11 اغسطس الماضي، اسفرت عن مقتل وجرح واعتقال الالاف.
وتساءل الرئيس اليمني، «ممن يدافع الحوثيون عن انفسهم، وهل الطريق والمستشفى والجامعة والكهرباء والاتصالات اعداء لهم»؟
وجدد القول: «هذه الملايين من الريالات والدولارات، ما كنا نريد ان نشتري بها اسلحة او ذخائر او معدات، لكن مكره اخاك لا بطل، في مواجهة التخلف والرجعية».
واختتم صالح خطابه المرتجل بالقول: «اعد الاخوة والاخوات المواطنين ان شاء الله، ان النصر قادم، فقواتكم الباسلة تحقق انتصارات عظيمة... عظيمة... عظيمة نحققها ليلا ونهاراً ولا نعلنها».
يشار الى ان شرارة الحرب الاولى اندلعت منتصف يونيو 2004 واعقبتها خمس مواجهات ادت الى مقتل وجرح الالاف، وتشريد نحو 150 نازحاً، حسب احصاءات المنظمات الانسانية.
في المقابل، اكد الحوثيون استعدادهم لفتح ممرات انسانية لاغاثة النازحين استجابة لنداء وجهته الامم المتحدة، في بيان نشر على موقع قريب من المتمردين، امس.
وجاء في البيان الذي يحمل توقيع المكتب الاعلامي لقائد التمرد عبدالملك الحوثي: «نحن على استعداد لفتح ممرات وطرق آمنة تصل الى جميع المخيمات والمناطق المنكوبة وباشراف الامم المتحدة مباشرة، مع ضمان الا تستخدمها السلطة لتعزيزات عسكرية».
وذكر ان هذا القرار يأتي «تجاوبا مع جهود الامم المتحدة ومع النداء الاخير الذي وجهه وكيل الامين العام للشؤون الانسانية جون هولمز».
كما اكد المتمردون، «استعدادنا الدائم للتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية في كل ما من شأنه اغاثة النازحين وحماية المدنيين».
وكان هولمز دعا الاحد، في مؤتمر صحافي في ختام زيارة لليمن استمرت 3 ايام، اطراف القتال الى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات اليهم، مشيرا الى ان الالاف لا يزالون عرضة للعنف في مناطق الحرب.
وكانت السلطات اعلنت انها ستفتح ممرات انسانية غداة نداء هولمز، واتهمت المتمردين بعرقلة هذه المبادرة.
واحتفل اليمنيون، امس، بذكرى ثورة الجنوب ضد الاستعمار، وسط دعوات مستمرة من «الحراك الجنوبي» بانفصال الجنوب عن الشمال إثر وحدة بين الجانبين تمت في 22 مايو عام 1990.
وشهدت عدن، كبرى مدن الجنوب، حالة من الاستنفار تخوفاً من اندلاع مظاهرات وأعمال شغب ونهب، وأغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها.
وقال مصدر مطلع، «ان المئات من مناصري الحراك الجنوبي ينوون اليوم (امس) القيام بتظاهرات تدعو إلى انفصال الجنوب عن الشمال في عدد من المحافظات الجنوبية».
وكانت الأجهزة الأمنية في عدن اعتقلت مساء الثلاثاء عددا من الأشخاص ينتمون الى «الحراك الجنوبي» حاولوا التسلل الى المدينة متنكرين بالزي العسكري.
وأقام أنصار «الحراك»، اول من أمس، احتفالاً بالمناسبة، ودعا رئيس الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب ناصر النوبة في خطاب أمام أنصاره، «المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وكل أحرار العالم، إلى لفت النظر لقضية شعب الجنوب الذي تم احتلاله يوم 7 يوليو 1994 ونهبت أرضه وثرواته ويعمل على طمس هويته».
وشددت الشرطة امس، إجراءات التفتيش على مداخل عدن ومنعت الكثير من المحتجين دخول المدينة، بحجة انهم ينتمون الى «الحراك الجنوبي». وأدت تلك الإجراءات الى مشادات كلامية وعراك بالأيدي بين الشرطة وبعض المحتجين في نقطة دار سعد، وكذلك في نقطة العلم بمدينة أبين.
وأقدمت ميلشيات مسلحة في مدينة الضالع، امس، على حرق إطارات السيارات واشعلت النيران، وطالب المحتجون بتأييد الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، الذي وجه رسالة من منفاه الى المحتجين يطالبهم بالمزيد من التظاهر.
وقال البيض في رسالة وزعت على وسائل الإعلام: «جاءنا الاحتلال البريطاني من وراء البحار، وأما الاحتلال الحالي، فقد كان نتيجة لانقلاب نظام صنعاء على مشروع الشراكة الوحدوية».
ووجه في رسالته- تهانيه الحارة إلى من أسماهم «أهلنا في الجنوب»، لمناسبة ذكرى اندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي قال انها «حققت استقلال بلادنا وقادت إلى جلاء آخر جندي بريطاني عن تراب جنوبنا الحبيب في 30 نوفمبر 1967».
يشار الى ان اليمن توحد بشطريه الجنوبي والشمالي في 22 مايو، بعد سلسلة من الحروب الأهلية ادت الى قيام وحدة لم تدم أكثر من أربع سنوات، حيث اندلعت حرب بين صانعي الوحدة، انتهت بانتصار جيش الرئيس الشمالي علي صالح على نظيره الجنوبي البيض، الذي لجاء الى سلطنة عمان ومنها الى برلين، ليطالب بعودة انفصال الجنوب.

الرأي الكويتية : http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=161238