اخي سفيان انا وانت لم نعايش تلك الأحداث
وكلما ورثناه من تاريخ ثورة 14 اكتوبر ما هو الا تظليل للحقائق من قبل الجماعة اليمنيين امثال عبدالفتاح وشلته وسأورد لك اعتراف احد الشخصيات والتي شاركت في ذلك الزمن وهو :
عبدالله علي النسي محافظ محافظة مارب سابقاً
14أكتوبر حطمت وحدتنا الوطنية العظيمة وفككت شعب الجنوب الى يومنا هذا.
بالنسبة 14أكتوبر إسمحو لنا ولو لمرة واحدة أن نبتعد عن المزايدات والخطاب المعتاد -من وجهة نظري الشخصية علماً بأني من المشاركين الفاعلين في حركة القوميين العرب- أقول وبقناعة تامة أنها كانت أكبر خطأ بل وفادح إرتكبناه لأنه كان ضد مصلحة شعب الجنوب -14أكتوبر لم تأت إلا لمصلحة المستعمر البريطاني وقدمنا له خدمة لم يكن يحلم بها إطلاقاً فقد إستطاع من خلالها تنفيذ مشروعه القذر «لما بعد الإستقلال» بكل نجاح طوال الفترة «1967-1990م».
أنا أعرف أن البعض لن يرضى على ماذهبت إليه- لكن ولتبرئة الذمة يجب أن نقوله ويجب أن لانشوش أفكار النشء بالكذب والدجل ولتدليل على ما قلته سيعرف الحيوان قبل بني آدم عندما يطرح أمامه ما تم منذ «30نوفمبر 1967م وحتى مايو 1990م».
سيتضح أننا لم نقل غير الحقيقة.
14أكتوبر كانت ولازالت بالنسبة لنا كارثة «لأنها كانت منذ نشأتها تكلفة باهظة جداً لازال أبناء الجنوب يدفعونها إلى اليوم فقد قادتنا الى السحل والقتل والإلحاد والتشرد ولا نعرف غير ذلك» ..نعم كانت غلطة فادحة قادتنا وإلى اليوم لمزيد من الذل والهوان-فليعرف الجميع الحقيقة لأن ما يكتب عن تاريخنا يكتب لكي يتماشى ورغبات وأهواء من مكنهم الاستعمار التحكم بمصائرنا -فقط ثورة أرغمنا عليها التدخل الأقليمي والدولي لنقتل ونشرد بعضنا بعضاً في الوقت الذي أعلن فيها المستعمر الجلاء عن البلاد ألسنا بأغبياء؟!
أرغب أن أوضح لمن لازال يؤمن بمثل هذه الشعارات بل وأخرون يقدسونها أننا نحن من أوائل الذين ناضلوا وضحوا فيما نسميه بحرب التحرير وبتشجيع «لاينكر من الإنجليز»؟! وفعلاً كنا مخدوعين كالآخرين -ولكننا أدركنا فداحة الخطأ مبكراً بعد الإستقلال وتحديداً في العام 1986م وأن الأمور تسير وفقاً لمخطط أعد مسبقاً لم يكن في مصلحة شعب الجنوب وقمنا بالمناداة بوحدة وطنية لجميع أبناء الجنوب لكي تتوسع المشاركة للجميع بما فيهم من شردوا بالقوة العسكرية الإستعمارية-فكانت وحدة وطنية حقيقية وعندما ظهرت الدعوة على الساحة وتم بالفعل فصل الكثير من المناطق في ردمان وشبوة- ولأن الخارج قبل الداخل لايقبل بمثل هذه المصالحة تم التآمر على هذه الحركة وتم القضاء عليها وقتل الكثير وإستطاع العملاء تشريد موجة جديدة الى المنفى بعد السلاطين وجبهة التحرير-ولأن هذه الحركة يمثل أعضائها الكثير من الوطنيين وتحتل وتمثل العلاج الحقيقي لأمن وإستقرار الجنوب بتبنيها الوحدة الوطنية ثم التقييم عليها إعلامياً وأهمالها حتى في المنفى ولأن المنفذين للمخطط الأستعماري هم عملاء وليسوا بمناضلين مضوا والى اليوم في تنفيذ مخططهم القذر في تفكيك وشرذمة أبناء الجنوب فهل نستمر في إقتفاء أثارهم والى متى وهم يقفون ضد أي مبادرة وعمل من أجل توحدنا؟ هذا السؤال لمن لايشاركني الرأي،
فهل لكل من عنده حس وطني صادق يفكر في إحيائها؟
كنا ننادي بـ1968م ويتحرر من بعض الأفكار التي لم تحقق لنا سوى التشرذم ولا تنطبق وأرثنا التاريخي والحضاري؟ المعاناة ومعالجاتها لن يتم أبداً إلا من خلال التوحد لأننا جرمبنا سابقاً شريحة إستحوذت على الحكم ولم توح بالمشاركة فلم تقدم لنا إلا ما قدمته وأنقسمت هذه الفئة على نفسها وألحقت بنصفها الشعب المنكوب والمتشرذم-ولم تحقق شيء، وأنفردت بمشروع الوحدة وعجزت وأنقلبت عليه في الوقت كما أعتقد أن الأخرين يروننا على ما نحن عليه لأن دولة الوحدة لم تعترف إلا بالنصف السابق للأقليم- ولهذا لايفهم لماذا لم تعترف دولة الوحدة بأغلبية شعب الجنوب وكذا على المستوى الأقليمي والدولي فليسأل نفسه كل واحد منا؟ وهل يخطط للجنوب ليصبح فراغاً جغرافياً دون سكان أصليين ويملاء بمن تتلاقى مصالحهم مع شركات النفط المهيمنة الآن؟.
__________________