دعوة العميد السعدي بين الترحيب والنقد/ صالح الجبواني

[الجنوب الجديد]

في الأيام القليلة الماضية كتب الأخ المناضل الكبير علي محمد السعدي موضوعا أبدى فيه وجهة نظره من دعوة الأخ علي سالم البيض للإحتفال بما أسماها ذكرى فك الإرتباط وأستند الأخ العميد في معارضتة للدعوة على حيثيات الإعلان الذي صدر في 21/ مايو 1994م من حيث أن ذلك الإعلان كان إعلانا لإنشاء كيان جديد أستند في قيامة على دستور الجمهورية اليمنية ووثيقة العهد والإتفاق والأسس التي أنشئت على أساسها جمهورية اليمن الديمقراطية ليست صحيحة البتة من حيث أنها تعيدنا لحضن الدولة القائمة ولذلك ونحن الذين ثرنا من أجل التحرير والإستقلال لا يجوز أن نحتفل بإعلان لفك إرتباط لم يكن كذلك بل إعلان يجعلنا نحتفل بدستور الجمهورية اليمنية ووثيقة العهد والإتفاق وهذا أمر يتنافى مع تضحيات أبناء الجنوب ودماء شهدائهم . دلك إيجاز لوجهة نظر العميد كما فهمتها وقد قوبلت دعوتة بنقد لاذع من الكثيرين وصل الأمر بالبعض إلى إطلاق لسانة بلا رقيب بما يتنافى مع الإعراف والإخلاق والقيم النضالية.
أسمحوا لي هنا أن أضع بعض المؤشرات لنقراء مابعدها بعيدا عن التشنج والتعصب:
-- جاءت الدعوة مبكرة وهذا أمر لم يحدث من قبل وحدد يوم 21 مايو وليس يوم 22 مايو كما كان الجنوبيون يعبرون في السنوات الماضية عن رفضهم للإحتلال في هذا اليوم.. وهذا يطرح علامة إستفهام.
-- جاءت الدعوة بعد فشل العصيان المدني الذي دعى له فريق البيض يوم 27 إبريل المنصرم ونجاح دعوة المليونية التي دعى لها العميد المناضل ناصر النوبة، هذا المليونية التي لم ير فريق البيض من بد للسير فيها مع بقية المكونات مع إندفاعهم بصور البيض وفرضها في المنصة ومنع العميد النوبة من القاء كلمة في المليونية وكأن ذلك التصرف ردا على فشل العصيان الذي دعوا له وتأكيد على حضورهم وسيادتهم للساحة .. هذا يطرح إيضا علامات إستفهام.
-- جاءت الدعوة مبكرة بعد فشل جهود قام بها مجموعة من الخيرين بين بيروت والقاهرة للم شمل القيادات والمكونات الجنوبية في إطار أن لم يكن واحد فتنسيقي . وكأن الدعوة للفت النظر عن المتسبب في فشل تلك الجهود ولتأكيد زعامتة ودفع الآخرين خارج حلبة القيادة.. هذا أيضا يلقي علامات إستفهام خصوصا وتجاربنا في الجنوب مروعة بعد التفرد والإقصاء اللذان مارسهما الإشتراكي وزعاماتة.
-- تأتي هذه الدعوة بعد النشاط المحموم للعصبة الحضرمية والدعوات المتزايدة لفكرة الإقاليم والإجتماعات التي جرت بين بعض الوجوه الحضرمية والبيض في بيروت والرسائل التي تبودلت بين البيض وقيادات حضرمية رئيسية تتصدر الحراك الجنوبي وتقع على رأس بعض أطراف الحراك الجنوبي سيأتي الوقت للإشارة اليها.. هذا يلقي إيضا علامات إستفهام خصوصا والإحتفال بذكرى إنشاء جمهورية اليمن الديمقراطية الي سقطت ووثائقها وكانة يلقي بعصي جديده في دواليب الحراك وإدخاله في دوامة وإنفصام المفاهيم والمشروعيات تشوش حركتة وتشل تفكيره وتشق صفوفة لتمهيد الإرضية لقبول المشاريع البديلة وأهمها مشروع الأقاليم...
-- تأتي هذه الدعوة بعد أن سوق البيض وتيارة أنفسهم بأنهم الإوصياء الأمناء على الجنوب وشعبة وحركتة التحررية ومن تابع مقابلة قاسم عسكر مع العربية يدرك ذلك بعد غمزه ولمزه من قناة الزعيم باعوم وتياره العريض فلمصلحة من هذا السلوك والتفرد والإقصاء لكل التيارات الأخرى والجنوب لازال تحت الإحتلال مما سيتسبب فيه من صراع جنوبي - جنوبي لن يخدم الا المشاريع البديلة.. وهذا أيضا يلقي بعلامات إستفهام كثيره.
أخواني الإعزاء ارجو أن تمعنوا النظر في مختلف الأمور لأن الجنوب ليس مفهوم مجرد يالله خلونا نحتفل ونمشي كيفما كان لأن المفاهيم المجردة والمسالك العاطفية غير المضبوطة دمرت الجنوب في الماضي ووجدنا أنفسنا بباب اليمن لا ضمانات ولا خطوط رجعة حتى أضحى الجنوب قضية من ضمن قضاياء متعددة في مؤتمر حوار الجمهورية العربية اليمنية.. اليس ذلك معيبا والسبب هو في تلك العقلية الجنوبية المجبولة على الكره والبغضاء والتفرد والإقصاء وإدمان الإنقسام والصراع.. نرجوا من الأخ البيض أن يعيد النظر النظر في دعوتة ويدعوا لو كان حريصا حقا على الحراك السلمي الجنوبي إلى عصيان مدني يوم 22 مايو وكل الناس ستلبي دعوتة أما هذه الدعوة فأسمحوا لي أن أقول أنها غير موفقة وستحدث بلبلة وتصدعا يزيد ماهو موجود في الشارع الجنوبي. فلمصلحة من؟؟؟

نقلا عن منتدى الحراك