الهوس الديكي !!!

[الجنوب العربي]

الهوس الديكي !!!

بقلم / محمد أحمد البيضاني -

المكلا برس التاريخ: 19/3/200م



هذا مصطلح جديد خطر على بالنا ونريد أن ندخله في عالم أمراض علم النفس – الهوس الديكي وهوعلى وزن المرض المعروف السعال الديكي ، وهو مرض بكتيري معدي وحاد ويصيب الأطفال دون سن الخامسة وقد تمكن الطب الحديث أن يسيطر على هذا المرض بكل بساطة . وما نحن بصدده الآن هو مرض الهوس الديكي أيضا يصيب قلة من الأطفال ، إنه يصيبهم في سن مبكرة وسببه عدم إستقرار الحياة العائلية وتعرض الطفل إلى الأمراض النفسية ومنها الحرمان من العطف العائلي والإضطهاد والقسوة في الطفولة ، ويزامن هذا المرض الفرد طوال حياته وتكمن خطورة هذا المرض إذا أصبح المريض زعيمآ أو رئيسآ من الروؤساء في غفلة من القدر كما حدث في منطقتنا ، إن من المؤسف حقآ أن تبتلي المنطقة بروؤساء مصابون بالهوس الديكي ، هذا الهوس الذي قاد المنطقة إلى الكوراث و منها سرقة الأموال العامة ، زرع عصابات الإجرام المنظم و إعلان الحروب والإعتداء على الدول المجاورة وفرض الوحدة بالقوة لأجل نهب الثروات وطمس هوية الناس ، إن تشخيص هذا المرض يمكن شرحة بكل بساطة وهو إن الرئيس المريض يعتقد في قرارة نفسة بأنه الديك الأوحد وبقية الناس مجموعة من الدجاج.
كارل جوستاف يونج Carl Gustav Yung 1875 - 1961 - نمساوي – طبيب نفسي ، وهو تلميذ وصديق العالم النفسي الدكتور سيجموند فرويد ، تمكن الدكتور يونج التفوق في أبحاثة في علم النفس ، ووصل إلى أغوار النفس البشريه وأعلن إن العقل الباطن هو السبب الرئيسي في تصرفات الإنسان الغير واعية وهي تظهر فجأة إلى الوعي وبدون مقدمات وكان لهذا الإكتشاف العلمي للنفس البشرية صدى كبيروإلى يومنا هذا ، وبما أن الدول في الغرب المتحضر يقودها علماء الرجال ، ففي عام 1943 قام الدكتور يونج بأعداد دراسات نفسية في تحليل شخصيات الزعماء النازيين – مجرمي الحرب ، وكانت هذه الدراسات بأمرمكتب الخدمات الأستراتجية – الذي أصبح فيما بعد المخابرات المركزية الأمريكية .. وكانت هذه المعلومات لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. كانت هذه الدراسات ونتائجها معلومات خطيرة و في غاية السرية ، ولكن الدكتور يونج أخرج بعض منها ليفيد البشرية والدراسات الإنسانية. ذكر الدكتور يونج " إن عامل فترة الطفولة في حياة الإنسان تلعب دورآ مهما في تصرفات الإنسان حين يصل إلى سن البلوغ ، وحين يتعرض الطفل إلى الحرمان والحاجه والفقر والخوف والأضهاد - كل هذه العوامل تستقر في العقل الباطن." ، ومن ثم تسيطر على تصرفاتة إلى الأبد .
ونضيف أيضآ إن التعصب المذهبي والعرقي يتغلل في صدور وعقول بعض البشر ويسبب البلادة في العقل والشلل في التفكير ويقود إلى الكوراث عبر مسار التاريخ الإنساني، وقد ذكر هذا عالم النفس النمساوي الشهير الدكتور جوستاف يونج - إ ن ما يستقر في العقل الباطن ، لا يستطيع البشر إزالته ببساطة ، انه يكمن في أغوار النفس البشرية وقد يظهر فجأة من العقل الباطن ويقود البشر إلى كوارث إنسانية مثل الحروب والإنقلابات الحاقدة والثورات الدموية ، وبل المذابح العرقية - وعلى سبيل المثال ، الجرائم والمذابح النازية التي كان دافعها التطرف العرقي ، إن خفايا التطرف العرقي والديني سكنت في العقل الباطن النازي الذي تغذى من أفكار فريدريك نيتشة – 1844 - 1900، والتي ترجمت أفكارة بخطاء حاقد وتطرف متعمد ، قاد ذلك إلى كارثة إنسانية وسفك دماء ملايين البشر الأبرياء بدون سبب . إن وحي العقل الباطن هو الذي يحدد تصرف البشر.
معظم أفراد العصابة الحاكمة في دولة صنعاء هم من مواليد الأربعينيات - 1940 ، جميعهم قد عانوا في طفولتهم من ظلم الإمامة ووحشيتها ، ذلك ما سبب لهم "الهوس الديكي" المزمن التي أستقر في أعماق عقلهم الباطن ، فحين وصلوا للحكم في غفلة من الزمن قاموا بتشريد سكان اليمن الأسفل في الشمال ودفعوه إلى النفي القسري المسمى الإغتراب من أجل العمل ولكن في الحقيقة ما هو إلا نفي أمة بكاملها ، ولم يبق في البلد سوى العجزة والنساء والأطفال ، وبعد ذلك قامت تلك العصابة الحاكمة المصابة بالهوس الديكي ، فصنعت تلك الوحدة الغادرة وفرضوها على شعب الجنوب العربي ، صبوا حقدهم على كل ما هو جميل في هذه الحياة وعلى عدن عاصمتنا التاريخية الجميلة .. منارة العلم والحضارة عبر الزمن ، لماذا نخاف ونهرب من الحقيقة ، نقول لهم .. نقول بكل وضوح ويقين لعصابة صنعاء .. نقول للتاريخ والعالم الحر ، إنها حركة إنتقامية سببها تراكمات نفسية ضد أمة من خير أمم الأرض – شعب الجنوب العربي ، أن المرض ليس عيبآ أو جريمة ، ولكن حين تكون الحكومة مريضة وتتصرف في مصير أمة ، فهنا قمة المأساة والجريمة.
آن الأوان للغزاة أن يخرجوا جنودهم ومدافعهم من ساحل خليج حقات حيث يستطيع الأطفال يتنفسوا الهواء النظيف ويلعبوا في بحر حقات ، لا تحرموا الأطفال الفرحة بسواحل بلادهم ، إن أطفال الجنوب العربي لا يطالبوا بإقامة مدينة للملاهي وألعاب إلكترونية ، إنهم بكل بساطه يريدوا ساحل حقات ليتنفسوا الهواء النظيف. إن أطفال عدن في منطقة العيدروس يتجولوا في الحواري يبيعوا "ايسكريم"ملوث ومسمم ، لقد نشرت أحد الصحف الشجاعة صورهم ، والكل منا يتذكر في طفولتنا في عدن حين كان الإنجليز يصرفوا في كل صباح في المدارس - كوب من الحليب مخلوط بالبيض والسكر وحبة موز، كان الإنجليز يعرفوا أن هناك أطفال فقراء وليس لديهم الغداء الكامل التي يحتاج له الطفل في سن مبكرة فأرادوا أن يرفعوا القيمة الغذائية عند الأطفال ، حتى يجنبوهم "مرض السل" القاتل وضعف العظام وبقية الأمراض التي تعيق تقدم الأطفال و تمتعهم باللياقة البدنية والعقلية التي هي الأساس الأول لبناء المجتمع الإنساني السليم .
إن حرمان أطفال عدن من السباحة واللعب في بحر خليج حقات هو قمة الهوس الديكي - الجنوني الحاقد ضد الأبرياء وضد الأطفال ، كان أجدر بهم بعد نصرهم المسعور أن يقوموا بترميم المسبح والملاعب وإعادة الأعمار لتلك المنطقة الجميلة ، متنفس الفقراء والمساكين ولكنهم أحضروا أطقم مدافع "الدتوتشكا" والجنود والسلاح ليشعروا أنفسهم المريضة بأحلام النصر والقوة ، ومن المؤسف أيضا وفي ساحل "أبو الوادي" يوجد ضريح ولي الله الصالح المعروف "بأبو الوادي" ، وكانت تقام له زيارة سنوية وأعتاد الأطفال وألامهات يحضروا يوم الزيارة لقضاء يوما جميلا في السباحة واللعب ، لقد أغلقوا مسجدآ كان يرتفع منه صوت الآذان يدعو إلى الصلاة لأكثر من 300 عام .
في تلك البقعة الجميلة من أرض عدن ومن ذلك الساحل المسحور حيث تعانق الأمواج أطراف الجبال في نشيد سرمدي وطيور البحر البيضاء تطير من صخرة إلى أخرى .. إنه ساحل المحبة والسلام ، حوله الغزاة إلى ساحل المبكى .. سوف تفتقد الأمواج والجبال والساحل والرمال صوت الأطفال ، إنه صوت الموسيقى الأبدي ، وخيم الصمت .. صمت القبور وصوت الرياح الحزين على ساحل حقات وأصبح الساحل المهجور، بعد أن كان يضج بالحياة والأمل . ساحل خليج حقات سيبقى عبر التاريخ والزمان ، " ساحل المبكى " للأطفال عدن .. إنها وثيقة عار في جبين تاريخ الغزو الهمجي لبلادنا ، إن السبب الرئيسي لهذا الحقد الأعمى والوحدة الكاذبة مع الخيال المريض .. الجمهورية العربية اليمنية - ما هو إلا مرض الهوس الديكي .
سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك شعب الجنوب العربي .. سلامٌ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي .. وبلاد أمي وأبي .
كوبنهاجن
[email protected]

[شعيفان البكري]

اشكرك اخي المناضل الجنوب العربي على اختيارك المتميز
يعطيك الف صحه وعافيه

[معلاوي]

تحية لك وللكاتب