العلاقه مع الجوار ..... العلاقه مع ايران

[الطائر المهاجر]

العلاقه مع الجوار ... ..العلاقه مع ايران بقلم / د.عيدروس صالح يافعي

لقد قامت الوحدة بين الدولتين ( جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه والجمهوريه اليمنيه ) في العام 1990م بقرار سياسي عاطفي استند فيه الطرف الجنوبي على ثقافه وشعارات تم تكريسها في عقول الجنوبيين خلال اكثر من ثلاثه عقود واعتمدة هذه الثقافه على اساس اننا شعب واحد ومصيرنا واحد ومستقبلنا مرتبط بالوحدة بين ( الشطرين ), ولم تراعي القيادة الجنوبية حينها مصالح الشعب الجنوبي والفوارق الاقتصاديه وعلاقة ابناء الجنوب بأرضهم وتاريخهم وخصائصهم وثقافتهم المختلفه كليآ مع اشقاءنا في الجمهوريه العربيه اليمنيه, بل اعتبروا ابناء الجنوب جزء لا يتجزاء من ابناء الشعب اليمني وبالتالي لا داعي لوضع شروط وظمانات لابناء الجنوب في اطار الدوله اليمنيه الجديده, بل كان هم القيادة الجنوبية ظمان المشاركة السياسية لابناء الجمهورية العربيه اليمنيه وذلك من خلال الشرط الوحيد لاقامة الوحدة وهو التعدد الحزبي والديمقراطيه والذي يخدم الاغلبيه السكانيه بطبيعة الحال, اي يخدم اشقاءنا في الجمهوريه العربيه اليمنيه ولا يظمن لشعب الجنوب حقهم في اطار الدوله الجديده.
ونظرآ لثقافة ان الوحده هدفآ استرتيجيآ ووطنيآ بغض النظر عن النتائج الكارثيه التي ستلحق بشعب الجنوب, فأن القياده في الجنوب سدة كل الابواب في وجه من حاول اثنائها بالتراجع عن هذا القرار الذي يقرر مصير شعب وليس نظام حاكم فقط او على الاقل تأجيله والبدء بعمل مصالحه جنوبيه جنوبيه شامله يتجاوز بها شعب الجنوب الأثار المدمره للصراعات السياسيه منذ ما قبل الاستقلال وحتى العام 1989م اي قبل اعلان الوحده المشؤمه.
لقد ارسلت المملكه العربيه السعوديه وزير خارجيتها ووزير الماليه في العام 1989م لاقناع القياده الجنوبيه بالتريث وتأجيل الوحده لادراك الاشقاء في الشقيقه الكبرى للمخاطر التي تترتب على اعلانها بحق ابنا الجنوب وكذا النتائج السلبيه على امن المنطقه خاصة وان صنعاء اقامة حلف مع عراق صدام حينها ولمعرفتهم لمخطط نظام صنعاء تجاه الجنوب بعد اعلان الوحده, وابدت المملكه رغبتها بمساعدة الحكومه في عدن لتجاوز ازمتها الماليه بعد توقف المساعدات من الدول الاشتراكيه. الا ان عقلية المؤامره وثقافة الشعارات العاطفيه بالوحدة اعمى بصيرة القيادة السياسيه في الجنوب فرفضت كل هذه النصائح واعتبرتها مؤامرة تستهدف قتل الحلم اليمني العظيم على طريق تحقيق الحلم العربي الكبير.
لم تدرك القياده الجنوبيه بفداحة قرارها السياسي المدمر للجنوب الا بعد فوات الاوان ودفع شعب الجنوب ومازال يدفع ثمن طيش القياده السياسيه الجنوبيه حتى يومنا هذا.
ان الاشاره الى هذه المقدمه التي يعرفها ابناء الجنوب ليس الهدف منها تأليب الشارع الجنوبي على من كان يحكم الجنوب قبل الوحده لانني مقتنع بمبداء التصالح والتسامح ولكن اريد ان اذكر شعبنا الجنوبي الصابر المتسامح خطورة السكوت او الانجرار وراء القرارات السياسيه العاطفيه والانفعاليه المبنيه على ردة فعل تجاة موقف سياسي من هنا او هناك دون قراءة عميقه ودقيقه لطبيعة القوى الاقليميه والدوليه المؤثرة في مسار حل القضيه الجنوبيه التي دفع ويدفع ابناء الجنوب التظحيات من اجلها.
يجب التعامل مع هذه القوى بجديه وبمسؤليه بغض ان النظر نتفق معها او نختلف بشأن رؤيتها لطبيعة قضيتنا وحلها.
لقد قال الرئيس السادات رحمه الله عليه بعد حرب اكتوبر وقبل زيارته للقدس ان حل القضيه الفلسطينيه بيد امريكا 99% فشنت ضده حمله عنيفه من قبل القوميين والليبراليين والاسلاميين العرب واعتبروا هذا تفريط بالقضيه الفلسطينيه وتسليمها لاسرائيل وامريكا, لكن وللتاريخ لقد كان محقآ في قوله فهو مدرك ان حرب اكتوبر هي آخر حرب تشنها مصر ضد اسرائيل ليس لانها تنازلت عن الفلسطينيين ولكن لان الحرب في ظل اختلال موازين القوى لن تحقق الحل للقضيه الفلسطينيه ولن يسمح بازالة اسرائيل من الوجود عن طريق الحرب وان الحل يجب ان يكون سياسيآ وهذا بيد امريكا.
وانا اقول ان حل قضيتنا سياسيآ هو بيد ابنا الجنوب اولآ ان احسنوا عملهم ونظالهم وثانيآ بيد الرياض وواشنطن رغبنا في ذلك ام لا, ومن يعتقد ان الحل بيد اطراف اخرى فهو للاسف يكرر اخطاء الماضي وسوف يقودنا الى كارثه جديده لن نكون فيها في مواجهة الاحتلال اليمني فقط بل ايضآ في مواجهة المجتمع الدولي وسوف يدفع ابناء الجنوب في الداخل والخارج ثمن غاليلمثل هكذا قرار. فهل آن الاوان ان نقول لا للطيش السياسي, لا لسياسة المحاور حتى وان كانت غير معلنه, لا لعلاقه مع اي دوله على حساب قضية شعبنا, لا لعلاقه تجعلنا طرف في الصراع الاقليمي الذي ليس لنا فيه لا ناقه ولا جمل, لا لعلاقه ثمنها حفنه من الدولارات تمزق الصف الجنوبي وتحاول تحويل نظال شعبنا الى مسيرات تخرج لتلميع هذه الفئه او تلك بالأجر اليومي.
انني على يقين ان ابناء شعبنا الذي خرج الى الشوارع ودفع تظحيات جسيمه وما زال يعي خطورة ما يحدث هذه الايام ولن يقبل ان تستخدم تظحياته ورقه بيد غيرة لاستخدامها في صراع اقليمي او لاغراض اخرى لا تخدم قضيه الجنوب. الله ما اني بلغت الله ما فشهد.