فرق بين رفع صور الزعماء ،بالدولارات ، ورفعها حبا بقلم عبدالله الصحاف

[العياشي اليافعي]

منذ يوم أمس ونحن نترقب عودة الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم إلى العاصمة الجنوبية عدن كلنا في حالة الفرحة الغامرة ، حيث أن باعوم أجمع عليه أبناء الجنوب على أن يكون قائدة لثورتهم ولايمكن أن يكون هنالك آخر غيره لما تقتضيه الضرورة بعدم وجود رؤوسا متعددة في الزعامة أو القيادة على أن يكون العمل متجها ً نحو العمل المؤسسي لبناء مؤسسة سياسية جنوبية بما تحمل الكلمة من معنى .

ما جعل هذا الحب صدقا ً هو ماهية العمل والصدق في صاحبه في مسيرته منذ انطلاقة الحراك وليس لديه فكر التمزق والتدمير والإقصاء من خلال مسيرته أثبت هذا حيث أن خروجه لأجل قضية الجنوب وشعبه العظيم الذي يعطيه قوة التحرك والثقة ، ولم يناقش أحدا ماضيه بالمطلق رغم مشاركته في منظومة الحكم للجنوب سابقا ً مايعني أن شعب الجنوب ليس عدائي بل يحمل راية السلام والتصالح والتسامح لمن تراجع واعتذر مما بدر منه من الأخطاء والعبرة منها على أن يكون المستقبل كفيلا ً في تجاوز الأخطاء .
كما يحث ديننا " أن التوبة الصادقة تجب ماقبله " ومع العمل يظهر الصدق والتعامل ، لهذا كان باعوم صادقا ً مع قضيته وشعبه وبادله الشعب الجنوبي "أكبر وأكثر حبا "حيث أهداه عظمة شعب الجنوب وقوته والثبات على المبادئ ، مع تشبث الزعيم باعوم بأرضه والنضال من على التراب الجنوبي وهذا مايميزه عن الآخرين المتسلقين ، ليس كذلك فحسب ،بل ورسخها في وجدان وقوة باعوم ويستمد هذا من عظمة وقوة وعنفوان شعب الجنوب... وبالتالي ما أن مضى في هذا لطريق فله الحب ومن حاد عن الطريق بلاشك أنه سيكون على الرصيف ينتظر القطار الآخر .
لهذا شعب الجنوب يعطي والجنوب يعطي ،ولايمكن أن يأتي أحد يتمنن على أنه قدم لـ شعب الجنوب حيث أن العمل في القضية الجنوبية في الأصل لابد أن يأخذ مقابلها الكثير من البلاد المعطى وتحقق لها الكثير ، ما أن عمل إلا ويرى ذاته في سماء الأرض يصرخ باسمه الجميع ويهبه الحب وتهرول خلفه أسراب للبحث عن تحقق مصالح ذاتيه ، وكلما رفضها كلما أرتفع قيمته لدى شعبه بالإضافة إلى الحياة الزمنية في سجلات التاريخ .
فمثالا ً على هذا لو لم يعطي الشعب الجنوب الساحة الجنوبية هذا العنفوان والإصرار منذ ست سنوات لما كان هنالك أسماء سطع في سماء الجنوب من أولئك الذين نسمع عنهم كثيرا ً . إذن المصالح متبادلة وفيها الحب الخالص والركل ما أن ظهر المرء بمظهر آخر .
ما نلاحظه هي الهتافات في الساحة الجنوبية لـ باعوم من خلال استقباله "استقبال الزعماء والكرام ، حبا ً وصدقا ً دون مقابل أو أن يسخر الدولارات لشراء الذمم أو لطباعة صوره لرفعها تحت ظل الاستغلال للظروف أو عبر المستأجرين ، فهنا نرى الفرق في رفع الصور حبا ً وبمجهودات شخصية ، وبين رفع الصور من خلال بذل الدولارات والمستأجرين .
لا أدري كيف يزاحم البعض في قيادة الجنوب من أولئك الذين يستأجرون الأجير لطباعة الصور ورفعها في المسيرات أو المناسبات دون أن يدرك أن صناعة الذات لابد أن يرافقها العمل الصحيح والصدق مع الشعب وعدم الإقصاء أو المراوغة أو الرفض لكل جنوبي يمد يده على أن يكون هنالك نقاطا ً مشتركة للانطلاق نحو الخلاص مما وصل إليه الجنوب من احتلال آثم كان سببها تلك العقليات الطائشة والتي بات يتمسخر فيها الرئيس اليمني المخلوع في مقابلته على أنه أوقعهم وانتصر في سلب الجنوب من بين أيدهم .
الحقيقة أن الجنوب في مسيرته لايمكن أن يكون عبر (الرؤوس المتعددة)فمن الواجب تفكيك الرؤوس المتعدد والإبقاء على رأس واحد لتكون المسيرة آمنة بعيداً عن الصراعات المحدقة بالجنوب ، ولايمكن أن يخرج الجنوب من أزمته الطاحنة إلا برأس واحد فقط أجمع عليه شعب الجنوب و العمل المؤسسي هو ما يفرض ماهية العمل وكيفية المضي قدما ،نحو شروق شمس الجنوب . وليس هنالك ثورة عبر التاريخ كانت من خلال (الرؤوس المتعددة) فلابد أن يكون لها رأسا في المؤسسة السياسية عبر برامجها وانظمتها الداخلية التي تنظم العمل ...فـ منذ فترة و كان الجنوب يبحث عن رأس له في مسيرته المظفرة ، الآن ها هو بات الإجماع على أن يكون باعوم هو الرأس في هذه المسيرة من خلال صوت الشعب المطالب بذلك ( اجماع) ، إذن ولما التسلق والتسابق على أن يكون المرفوض أصلاً ، أن يكون على رأس المسيرة الجنوبية فرضاً .؟
فمن الممكن أن يتم البت في انجاز العمل لإنشاء ( المؤسسة السياسية الجنوبية ) التي تفرض القضية على المجتمع الدولي وتتفاوض باسم شعب الجنوب ، وهي ما تنظم العمل والمستقبل وتؤمنه من الأخطار المحدقة بـ الجنوب في هذه المرحلة الحرجة ... ومن خلال توزيع المهام ، على الجميع الانضباط لتنفيذ وتحقيق الأهداف لثورة الجنوبية ،
إذن شعب الجنوب الآن ألقى على عاتق الزعيم باعوم مسؤولية كبرى وعليه أن يدرك حجمها ليكون في الطريق الصحيح للملمة الشمل الجنوبي عبر " المؤسسة السياسية التي تمثل كل أطياف الجنوب تحت راية واحدة لطالما أن الإجماع شعبيا ً !!!

[bakre]

لا نشك ابدا في اخلاص ابونا حسن باعوم ابدا وهو يبيع حياتة لاجل القضية التي يؤمن بها وقلما نجد مثل هذة الشخصيات في هذا الزمن الصعب ورغم ان حسن باعوم يؤمن ايمان مطلق بالاستقلال وهو الذي مهّد للحراك منذ ان كان البيض نائم في العسل في ضيافة السلطان قابوس .
هل سيترك البيض الساحة القيادية لحسن باعوم ؟ عن رضاء نفس