فيتو روسيا و الصين و علاقته بتحرير ارضنا ... تحليل

[محمد اليافعي 99]

لماذا قامت روسيا و الصين و للمرّه الثانيه على التوالي من استخدام حق الفيتو ضد قرار ادانة سوريا
فلو كان الموضوع موضوع مصالح لما باعت روسيا و الصين لحلفائها كليبيا و العراق في السابق البلدين التي تبحر على ابار من النفط
الموضوع ان امريكا هي من تريد الفيتو ان يدخل في القرار و اذا كانت امريكا تريد تمرير القرار لما منعها احد لا روسيا و لا الصين

و لأن امريكا تضحك على دقون العرب فوضت بالفيتو روسيا و الصين كي تبعد اي شبهه عن نفسها .. فليس من المعقول ان تغامر امريكا و تزيح جار ودود على حدود اسرائيل لتأتي بحكومه لا تعرف نوايها فامريكا اتبعت المثل الذي يقول .. جني تعرفه احسن من انسي لا تعرفه .. و لأن علاقة امريكا مع ايران هي بالحقيقه سمن على عسل كان لابد ان لا تقوم بازعاجها في مجلس الامن و تفرض قرار الادانه على المجلس

الحقيقه ان امريكا تمارس الخبث السياسي في سياستها مع ايران فهو البعبع الذي حل محل الرئيس صدام حسين التي تضمن بقاء مصالحها في الخليج فاضعاف ايران ليست في مصلحة امريكا و سقوط النظام السوري هو حلقه في اضعاف ايران لذلك كان يجب ان لا يسقط النظام السوري في حين ان تكون امريكا و من خلفها اسرائيل بعيده عن الأمر

لذلك لا روسيا و لا الصين باستطاعتهم الوقوف في وجه امريكا و لو رجعنا قليلا" الى الخلف في حرب البلقان حين استخدم الروس حق الفيتو ضد قرار ادانة صرب البوسنه الذي يحمل نفس العقيده الارذوكسيه مع الروس و امتنعت الصين عن التصويت قامت امريكا بتحريك حلف الناتو و قصفت الصرب و قصفت سفارة الصين في بلغراد لكي ترسل رساله الى الصين بأن مخالفة امريكا فيما تريد ان تقوم بفعله قد تعقبه نتائج سيئه و قد فهمت الصين الدرس و لم تعارض امريكا بقوه عندما غزت العراق عام 2003

و لأن اسرائيل فقدت حليف قوي في مصر و الى الان لم يعرف نوايا الحكومه القادمه و ما هي طبيعة الحدود الجنوبيه التي كانت هادئه و اعطت الجيش الاسرائيلي قدرا" من التفرغ للجبهه الشماليه و الداخليه لمواجهة حماس فهي لن تستطيع ان تخلق لنفسها ازمه في الجبهه الشرقيه و على الحدود السوريه فسقوط النظام السوري قد يعرّض حدودها مع الجولان للخطر الذي لا زالت لا تعرف ما مداه على الحدود الجنوبيه مع مصر .. لذلك سقوط النظام السوري هو تهديد مبطّن لاسرائيل و هذا مالا تريده امريكا بالطبع

و كما ان تمرير القرار قد يعرّض المجتمع الدولي للاحراج امام الرأي العالمي عامّة و الرأي العربي خاصة فلو مرر القرار فلا بد ان يتبعه تحرّك عسكري الأمر الذي يعد مواجهه عسكريه لا يخلفها اي مصلحه اقتصاديه فسوريا لا تتمتع بنفط كالعراق او ليبيا و ليس بها موارد طبيعيه تستدعي اي تحرّك عسكري و هنأ لعبة المصالح الخاصة بعيد عن الشعارات التي يتغنّى بها الغرب من حقوق الانسان و الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدّه

لذلك من يعّول على المجتمع الدولي ان ينصف القضيه الجنوبيه و يدعم الشعب الجنوبي في حقه بالاستقلال هو كمن يعيش في حلم اليقضه .. فالقضية الجنوبيه سوف يستغلها الغرب للابتزاز مع النظام اليمني في اي مطلب يريده او تسهيل في عمل الشركات الغربيه او اذا ما فكّر النظام اليمني من التتطاول و مد يد العون للاخوه في فلسطين

لكن اذا ما استهدفت المصالح الغربيه في الجنوب و فشل النظام اليمني من حمايتها حينها سوف يلتفت المجتمع الدولي لقضيتنا و اجبار النظام اليمني على الانصياع لقراري مجلس الامن 931 و 924 و مسألة اجبار النظام اليمني على الانصياع هي من ابسط الامور التي قد يقابلها المجتمع الدولي في تاريخيه فمثلا" لو فقط تم فرض حضر على استيراد النفط من النظام اليمني لرفع النظام الرايه البيضاء سريعا" بعد ان تنفذ خزينته من المال الاجنبي فالنظام يعتمد على ما نسبته 80% من دخله من بيع النفط المستخرج من الابار في حضرموت و القليل من مارب ....