كل من يذهب الى كرسي الحكم في صنعاء0000

[المهندس]

اليضاني في بيان عن الصحافة : كل من يذهب إلى كرسي الحكم في صنعاء يبدأ حينها بتقمص "شخصية الإمام المتوكلي" يسجن من يشاء ويعفو عن من يشاء كوبنهاجن - المكلا برس - خاص التاريخ: 15/9/2008 القراءات: 44 قدم الكاتب والمؤرخ محمد احمد البيضاني لرئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور درسا في كيفية احترام الدول الكبير ة للصحافة ودور الصحفيين وعدم قدرة رؤساء هذه الدول على التطاول وحجر حريات الصحفيين وذلك ايمانا وهيبة بحرية الصحافة وقدسية الكلمة .
جاء ذلك في بلاغ صحفي وجهه البيضاني لمجور على إثر الخبر الذي نشره موقع المكلا برس أمس عن توجيهات صدرت من مجور بسجن مراسلي صحيفة الايام بشبوة والزميل سالم بامدوخ رئيس تحرير موقع شبوة برس انتقاما لخبر نشر عنه في شبوة برس ونقلته عنه الايام.
واعتبر البيضاني في بلاغه أن المشكلة تكمن في أن كل من يذهب إلى كرسي الحكم في صنعاء يبدأ حينها بتقمص "شخصية الإمام المتوكلي" يسجن من يشاء ويعفو عن من يشاء ..
بيان في حرية الصحافة
السيد .. د/ علي محمد مجور
رئيس الوزراء
إن ما يدعو إلى الدهشة والإستغراب ، أن تأمر بسجن الصحفي المعروف في عالم الصحافة الحديثة الأستاذ الزميل سالم بامدوخ – شبوة برس الأخبارية ، ومراسلي صحيفة "الأيام" ، أشهر وأقدم صحيفة .
إن هذا التصرف ليس من مكارم الأخلاق ، ولا صفة من صفات الحاكم النزيه المتعلم والمثقف ،
إن الحكم يا سيدي .. أخلاق ، وصبر ، وسعة أفق ، وليس سرعة إنفعال ، وشطط الغضب ، والأمر بسجن الناس ، وتقيد حرية الصحافة والصحافيين ، إن المشكلة تكمن بأن أي شخص يذهب إلي صنعاء ويجلس على أي كرسي للمسؤلية ، فبمجرد جلوسه على ذلك الكرسي المشؤم المريض ، يبدء حينها بتقمص "شخصية الإمام المتوكلي" ، يسجن من يشاء ويعفو عن من يشاء ، وبمجرد أي تصرف بسيط من أي مواطن ، يصدر الفرمان الإمامي الشهير "أسجنوه" .
السيد .. د/ علي محمد مجور ، أود أن أسر على سيادتك هذه القصة التاريخية ، في يوم الأحد ، 18 يونيو ، من عام 1972 ، قام أثنان من الصحفيين الشباب في سن العشرين ، كارل برنشتاين وزميله بوب وددوارد ، من صحيفة "واشنطون بوست" في نشر خبر عن إعتقال مجموعة " واتر جيت " ، وقاما بالتحقيق في هذه القضية التاريخية المشهورة . أثنان من الصحفيين الشباب ، بشجاعتهم الصحفية ، وأحترامهم نقل الخبر الصحفي إلى المجتمع ، قاد هذا العمل الشجاع الذي دخل التاريخ ، بأن يسبب في إستقالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، الرئيس نيكسون ، أقوى رجل في أميركا ، الرجل الوحيد الذي يحمل الشفرة السرية للصواريخ النووية ، الرجل الوحيد في أقوي دولة في العالم وفي التاريخ ، والذي يستطيع أن يعطي الأمر بالهجوم النووي ، هذا الرجل القوي ، أمام حرية الفكر والصحافة الحرة ، وقف عاجزآ في أن يمنع نشر الفضيحة ، فضيحة " واتر جيت " . إنها عبقرية و شجاعة الصحفي الشاب إبن العشرين سنه ، كارل برنشتاين ، وزميله بوب وددوارد ، هذه الصحافة الحرة ، قالت لرئيس أعظم دولة في العالم ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، قالت له : قدم إستقالتك ، وأرجع إلى بيتك .
السيد د/ علي محمد مجور .. اليوم عصر ثورة المعلومات Digital ، اليوم عصر الحرية ، وسمو البشرية نحو المعرفة ، اليوم عصر التسامح الديني والعرقي والثقافي .. اليوم عصر النور والتقدم الإنساني في شتى مجالات العلم . السيد الدكتور مجور .. دعك من عقدة تضخيم الأنا ، Inflated Ego، وواكب عصر التقدم ، والحكم بطريقة حضارية ، خالية من تفكير الإمام والإمامة ، مرة أخرى نقول ، إن الحكم عدل ، وحكمة ، وأخلاق ، ورحمة ، الناس ليس رعايا في دولتك ، الناس أحرارآ ، في ظل الحرية لهذا العصر ، عصر الحرية الصحفية ، عصر النظام العالمي الجديد .
السيد .. د/ علي محمد مجور .. مع إحترامي وتقديري .
محمد أحمد البيضانــي
كاتب و مؤرخ سياسي
[email protected]
كوبنهاجن – الدنما رك