عندما نختلف ونحن بلا وطن جريمة, عندما نتجادل الى حد يشبه الاقتتال جريمة أيضا, وعندما نفتح ملفاتنا القديمة لنحاكم بعضنا بعضا كارثة أيضا, أتذكر انه منذ سنين خلت ونحن مقسمون أو نخترع تقسيمات وهميه من بنات الخيال نتسلى بها , ونجد أنفسنا فجئه إسراء لها ,ثم تدريجيا نتقمصها وما نلبس إلا إن نكون ضحايا لها , تم تقسيم أنفسنا سياسيا عام 78 الى يساريين ويمنيتين, وعام 86 الى طقمه وزمره, وعام 94 الى وحدويين وانفصاليين , وما بعدها من مصطلحات اخترعتاها أيضا , استقلاليين وفدراليين , وقاعديين , والله العالم ما سيظهر من تقسيمات زمان ومكانيه وظرفيه ستظهر وسنجري ورائها ؟
السوال الجوهرية من المسؤل عن ذالك ؟ الاجابه! نحن لا محالة , ولكن ليس نحن المثقفون العارفون بالنتائج الوخيمة, بل نحن الجاهلون , المتخلفون الذين لا ندرك صنيعتنا الخبلا , ولا نعلم نتائج ما نفعل ! حتى وان وجهنا الاتهام الى نفرا منا دهائنا منهم , كي يركبوا دوما فوق طموحاتنا ويستقلون سذاجتنا, نكاد إن نكتشف أنهم اغب مخلوقات الله وأكثرهم سطحيه ودونيه ومن ذوي الثقافة الضحلة ,
الحل, الوسطية , ولا اقصد بالوسطية هنا التخلي عن القيم والمبادئ والأهداف السامية , التي قدمت من اجلها الشهد والدماء ولكني اقصد بالوسطية , تعال لنتحاور , خذ أجمل وأسمى ما عندي واخذ أسمى ما عندك وأجمله, لعل بالحوار البناء تقترب وجهات النظر, ولعل بالحوار ستذوب الفجوات وتتلاشى, لان الاختلاف اليوم بين الاستقلاليين والفيدراليين نظري بحت, ولا يصح هذا التقسيم الوهمي, وكلهم يريدون الوطن ولكن ربما بأساليب مختلفة , وبفهم مختلف للمعطيات ألسياسيه المتوفرة اليوم, كلهم وطنيون وكلهم مناضلون, ولكن ربما تغير الظرف ألزماني والمكاني له تأثير مختلف ومتباين , فكفاء اختلافا والوسطية هي الحل