حوار هام مع (مدمن خلزنوفا, وحاج خمسه نجوم)

[نزار السنيدي]

قصه تستحق ان ارويها لكم لانها مليئه بالسياسه " ولكني قبل ان ارويها لكم افسر كلمه خلزنوفا
ومن هو بطل هذه القصه "شارع خلزنوفا هو شارع في اطراف مدينه فارونيج الروسيه " وتقع فيه جامعه كبيره جدا تضم عده تخصصات منها الصحافه" تعرفت على (زميلي ابو نادر)وكنت حينها في السنه التحضيره للجامعه منذو خمس عشر عاما تقريبا"( اما ابو نادر) فكان طالب درسات عليا
حينها اي من الطلاب القداما" شهادت الماجستر عنده في الصحافه " بينما الدكتوراه في التاريخ
كان ابونادر"مشهورا بين اوساط الطلاب " معروف بمشاكله سوى مع الجاليات او مع الطلاب او مع الاداره" سيئ الخلق بشكل قد لا تتسع كلمه سيئ الى هذا المعنى" اضف الى هذا مبتعث من جهاز امن الدوله سابقا" اي كان دخله جيدا اي ان الاعانه التي كان يحصل عليها مزدوجه" من التربيه ومن الامن" تجعله يعيش سلطاننا" لا استطع ان اصف لكم اي نوع من الحياه عاش هذا الاخ" ابو نادر" سكيرا عربيدا" حتى ان لياليه الحمراء تستمر احياننا اسابيع" واحيانا اكثر من ذلك" ومن النوادر انه عندما ياتي الامتحان كان يسائل عن اسم مدرس الماده قيد الامتحان"

من يومين وبينما انا في مكه المكرمه في زياره لاحد الاقرباء الاتيين من الوطن الحبيب لادا فريضه الحج " في السكن المخصص للحجاج اليمن" افاجا بابو نادرا هذا امامي " تفاجئت كما تفاجئ هو " سلمنا على بعض " وتوقعت في الاول انه مقيم هنا بالسعوديه " مبعد من عمله " شاننا نحن "
بعد الاحضان وبوسات الشوق " دعاني لاشرب الشاي" وافقت على ان اتي اليه في المسا بعد ان انهي مهمتي التي اتيت من اجلها" اخذت رقم هاتفه على ان اكمل حديثي معه مساء"

في المسا تذكرت موعدي " تفاجئت ان اقامت المذكور في فندق خمسه نجوم" من تلك الفنادق التي نسمع عنهافي التلفزيون فقط" وفاجئني اكثر انه ضمن خمسه اشخاص اتو على نفقه الرئيس شخصيا" وفاجئني اكثر عندما عرفت ان ابو نادروكيل احد المحافضات الجنوبيه" كلها مفاجئات"
من العيار الثقيل"

سبحان مغير الاحوال " والله غفورا رحيم" يهدي من يشاء " فرحت له وجوده هنا في اطهر مكان على الارض " لكني لم افوت الفرصه واستقل معرفتي القديمه" وربولاتي التي في ذمته حيث انه كان كثير السلف قليل الوفاء" استغليت كل هذاكي اناقشه في بعض الامور" بعد ان كلفته ان يدعو لنا في عرفه"

يا ابو نادر" يبدو انك من اصحاب الحضوه" الله يعطي" كيف الامور؟ ليه كذا؟ الى ترى ان الامور تتدهور وانكم تماديتم في لعب دور العراب للوحده المنتهيه"؟ الناس تسجن تسحل" تموت تعذب
تهان وانتم ولا انتم هنا" الى تشاهدون ما يجري؟ الستم بشر ؟ ذول اهلكم " ابتسم ابتسامته الصفرى الكاذبه المعتاده" ياخي خلي لنا حالنا خلينا نحج" حرك اصابعه ليلف مسبحته الغاليه الثمن"شف هذه هديه من الرئيس قيمتها 300 دولار" شف هذا الوزير فلان وهذا فلان مسؤل كذا وهذا مسؤل كذا " هذا بن عم الرئيس" وهذا قريبه فلان" بينما يشير اليهم على مقاعد بهو الفندق الفارهه"

كنت مصر اعرف كيف يفكر اخينا وكيف يفكر امثاله الجنوبين في السلطه" كررت سوالي السابق ولكن بطريقه اخرى " والله ما توقعنا منكم هذا"!!

عرق غضب اشتد بين عينيه " وتلون وجهه من اسمر فاتح الى الداكن" واجحضت عينيه غضب" لكنه حاول ان يتمالك نفسه لاني في ضيافته" ياخي" قالها ممزوجه بين المزح والغضب"
لكنها الابتسامه الصفراء المعتاده اخفت ذلك" ياخي انتو اصحاب الحزب" سويتوا وسويتوا" وعملتوا وتركتوا" خربتوا" وطحنتوا وقتلتوا" قالها وكررها" تقدر تقولي وين فلان وفلان زفلان" ذكر سالمين ومطيع " وغيرهم " وعلى ناصر" وتنقدر تقولي لو انتصرتوا واش با تسووا بنا" وافرض اني تقدم لكم بوظيفه كانني عاطل عن العمل"" الان انا وكيل محافظه" كل الي عملته اني انظميت للمؤتمر"وشويه فهلوه"

دار نقاشا حاميا" طويلا عريضا" ماتت عند صاحب كل القيم" وتبلدت كل الاحاسيس" يفكر في الاراضي والفلل " واسعار المعادن " شي غريب وعجيب" خرجت وانا اسائل نفسي" هل ما تبقى
لدى النظام من اشباه موظفون هم على هذه الشاكله وهذا التفكير " ام ان هذه حاله فرديه"
علما بان زميلي كان حزبي اشتراكي متشدد" وانفصالي 94 متشدد" الان مؤتمري متشدد
ووحدوي متشدد" تركته بعد ان حملته امانه الدعا لنا في عرفه