مولود عمــلاق " والسياسيين " ينتـحرون على " أسوار الجنوب

[الصحّاف]

" مولود عمــلاق " والسياسيين " ينتـحرون على " أسوار الجنوب .


" مولود عمــلاق " والسياسيين " ينتـحرون على " أسوار الجنوب ..
بقلم / عبدالله الصحّاف

هناك مولود " عملاق " في الجنوب تجاوز كل التوقعات و الخيال ... وخاصة توقعات أولئك الذين لايثقون في شعوبهم أو يستخدمونهم فقط للابتزاز والاسترزاق .. وتجاوز كل الخطط والبرامج الحزبية إن كان هنالك برامجا ً رغم أن العرب لديهم أحزاب " تمضي بالبركة كما هو حال " رابطة أبناء الجنوب العربي " والتي أسست وبدأت فكرتها عام 1948م ولم تتحرك من مكانها لحد اللحظة عام 2010م ... وهذا ضرب من الأمثال الملموسة لإنشاء حزبية " نحرت قبل أن نرى لها عملا ً ..
ماهي أسباب الانتحار السياسي .. ؟ هو بسيطا ً لأنها تحولت من " حزب إلى ابتزاز واسترزاق واضحا ً وأيضا ً إلى حكم وراثي وتحولت الفكرة من كبرى في مخيلت المؤسسين إلى "لأشئ " في فكر الوارثون لها " وهكذا الحزبية حينما يمضي بها نحو الابتزاز والاسترزاق .. رغم أن رابطة أبناء الجنوب حزبا ً فكرة عظيمة وفي بدايتها كان نبراس " التحرر في منتصف الخمسينيات
أيام أولئك المؤسسين العمالقة رحمة الله عليهم إلا أن هذا الحزب انتهى بإنتهاء مؤسسيه وتحول إلى ركام وانتحر على أسوار الجنوب انتحارا ً ...
في الوقت المعاصر هنالك نهوضا قويا ً في الجنوب شعبيا ً كما نتحدث دائماً أفرزه " الخطأ من سوء الإدارة في اليمن " وهي نفس الفكرة التي ينتحر بها السياسيين حيث تحول الحكم في اليمن من حكم جمهوري كفكرة حداثية تتواكب مع العصر وتؤسس دولة ديمقراطية تصقل الإنسان وتجهزه للبناء إلى حكم " قبلي ووراثي وعائلي " وهذا ما جعل اليمن يفشل إداريا ً لأن المؤهلين والمتخصصين حيّدوا وهجروا سواء ً قسرا ً أو اختيارا ً .. لأ خلاف حول وسيلة التحييد والتهجير .. المهم أن مفاصل الحكم والإدارة بات يمضي وراثيا ً ...
وبالتالي أصبح "اليمن الموحد " يتوقف عند العقلية القديمة التي تمضي عبر "تكتلات وولاءات لاتنظر للقدرات " دون قراءة الساحة أو معرفة متطلبات البناء الحديث " لمؤسسات الدولة والإنسان ووضع الخطط للمستقبل " عبر المختصين مما أنتج حالة من الصراع القوي والقاتل في اليمن لسوء التفكير وقلة القدرات في المؤسسات المتوقفة من الحركة ...ولهذا بأت الوضع يفرز صراعات ً خطيرة لأ يمكن أن تتوقف إلا بثورة " فكرية وعمل تتوفر فيه لغة الحداثة وجعل نصب العين حياة الشعوب " ..
فمن تاريخ الثورتين المزعومة توقف العمل في اليمن وأيضا ً الجنوب ولم ينشاء عبرهما إلا " فكر متقوقع ولا يدور أو يتحرك مما جعل مراحل من عمر الثورتين حالة " انتحار واضح " لأسباب أن الدفع بغير المؤهلين إلى إدارة الدولة ومفاصلها هو نهجا ً وعُرفا ً وبرامج حيث لم تستوعب تلك العقول التي ورثت الثورتين حالة الحركة والبناء لتواكب العصر وتستطيع أن تواجه الأخطار ... مما جعل منهم " منتحرون على الأسوار حتى بات فكرة " الدولة لأ شئ " وبات اليمن والجنوب حقل للتجارب والمزايدة والانتحار ليس إلا ..
ما هو خطير أن هؤلاء المنتحرون حولوا اليمن والجنوب إلى " فكر الوصاية " أي لايستطيعوا أن يفعلوا شيئيا ً إلا بفكرة خارجية تلقي عليهم بظلالها وتفكفك لهم الألغام من الطريق حتى يستطيعوا يمضون في طريقهم الحافلة بالأخطاء والأخطار هم سببها ..
حتى بدأ العالم في حالة الانكماش في الألفية الثالثة ... وهذا يعود سببه "لتـَمدد بعض أقطاب " الصراع في العالم " حتى بات العالم يسير منتحرا ً عبر " كتل الإنتحار " و بدأت الشظايا في كل أرجاء العالم .. وكان لأ بد أن تظهر تلك الشظايا ً كأولى في المناطق أو الدول التي كانت تحت الوصاية ... منها " اليمن والجنوب " ولهذا بدأت شظايا كبيرة وخطيرة سيكون " ضحيتها الشعوب " ومن المفترض تحتاج لمجهود " أهل الأرض في المواجهة للإصلاح والإلتقاف " قبل غيرهم بفكر البناء ومحاولة " إلتقاف السقوط المدوي بطرق تقلل خسارة السقوط المدوي .. و حتى لا تكون شظاياه خطيرة على محيطه .. وأن لايصبح الإنتحار في حالة تبدد خطير يجعل الجميع ضحية الشظايا ..
في عام 2007م بدأ الجنوب يتحرك بقدرة إلهية من سوء الأوضاع .. وبدأية أثر ظهور السقوط المدوي " وكانت علامته الحالة المعيشية وهذا ما خيم بظلالها على الحركة وكانت " القائد " في هذا الظهور العلني للحراك الجنوبي " ولم يكن متوقع أنه سيود " عملاقا ً " ولكن كــــان المولود " عملاقا ً " تجاوز كل التوقعات والخطط والقدرات .. وبآت يسير " عملاقا ً " احتار فيه الساسة والقيادة وحتى فكر إنشاء الدول الكبير بآت في حيرة و يفكر في كيفية مواجهة هذا المولود " العملاق .. مما جعل الساسة في حالة الانتحار السياسي على أسوار الجنوب لعل وعسى يلحقون " هذا العملاق " المتبدد "
ومحاولة من الجميع دون استثناء الانخراط في العمل السياسي لعل وعسى أن يلحقوا هذا العملاق وتمهيد طريقه وتعبيد طريقه وصياغة برامجه إلا أنهم عاجزون على أن يلحقوا العملاق لسوء عقليتهم المتوارثة خاصة في من بقي بــ فكر الإدارة والسياسة في اليمن والجنوب بعد هجرة " العقول من سوء الأوضاع السابقة " و سوء تصرفات مرحلة القطبين العالميين الوصية على اليمن والجنوب و التي جمدت " العقل في اليمن والجنوب خلال فترة "الوصاية وغسل المخ " وتفريغه من مضمونه " مما جعلهم في حالة معوقة وغير قادرين على تعبيد طريق " العملاق المولود في الجنوب ... وهذه نتيجة حتمية ..
الآن مع الأسف أرى بأن السياسيين منهم الجنوبيين قبل غيرهم ينتحرون على أسوار الجنوب نحرا ً ومن لم ينتحر هناك قوة تدفع به نحو الانتحار السياسي لتخيلات هو يصيغها على أنه القادر دون غيره في تعبيد طريق " العملاق المولود في الجنوب . ولهذا بآت الفكر الانتحاري يمضي تجاه الجنوب عبر شظايا ً خلفها تفجير المنتحرين على أسوار الجنوب من الساسة ذو التخيلات والأوهام مما خلف الآن " ضحايا سياسيين " بآت الكثير يلامس بقايا الأجساد السياسية على أسوار الجنوب .. الآن ما يحتاجه الجنوب هو أن يكبر العملاق حتى يدير نفسه ويعبد طريقه وهو الحل السليم ليكون في أمان وآمن الإنقاذ للجميع ...
ما لفت نظري بالأمس هو بيان اللجنة المزكزية للحزب الاشتراكي اليمني بالأمس في موقعهم على أن الانحراط في " المولود العملاق " هو حركة الإنقاذ والخطة الصحيحة وكلا ً ينأى بنفسه من أن تدهسه " حركة العملاق المولود وهذا يعتبر محاولة منهم لعل وعسى أن يلحقوا المولود العملاق والجلوس بجواره والتقليل من خطر الشظايا عليهم ..فهل ستتوالى المواقف لتلحق " بالعملاق لتنأى بنفسها ؟

تحياتي