هــــام جـــــدأً :- سياسة الإقصاء لا زالت تمارس من خلال الحوار الوطني تجاه أبناء الج

[ذو يهر]

بسم الله الرحمن الرحيم





هــــام جـــــدأً :- سياسة الإقصاء لا زالت تمارس من خلال الحوار الوطني تجاه أبناء الجنوب ؟

هذا الموضوع موجه لكل أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم السياسية ولا يعتقد احد منهم ان كاتب الموضوع ينتمي لأي تيار من التيارات القائمة الآن سواء كانت حزبية ام سلطوية ام حراكية .
وإنما هو خطاب من مواطن جنوبي المنشأ ، يمني الانتماء عروبي القومية ، وإسلامي الهوية ، يقولها بصراحة ان الحوار بالنسبة لنا كجنوبيين لا تترتب على نتائجه انهاء معاناتنا وانما ستزداد مالم يشارك ممثلي السواد الاعظم من ابناء الجنوب كتيار وطني مستقل في أي حوار يتناول القضية الجنوبية .
المتمعن في وضعنا نحن أبناء الجنوب يدرك أننا نتعامل مع الأوضاع التدميرية التي عانينا منها على امتداد أكثر من أربعة عقود يجد النتيجة أننا نتعامل معها بما تمليه علينا الشعارات المرفوعة من قبل من تولوا قيادنا والتي لا تتطابق مع واقعنا وإنما جلبت لنا المآسي والمعانة الملازمة لنا منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم وبالمقابل يستخلص المتمعن المنصف ان السواد الأعظم من أبناء الجنوب لم يقوموا بالدور المطلوب منهم من اجل التصحيح حتى وان لم يسمع صوتهم .

الحوار الوطني :-
بعد ان وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن اقر انه لا مخرج لمشاكل اليمن الا عن طريق الحوار الوطني .
أي حوار يتم مثله كمثل أي حوار يفيد الجميع كي يراجعوا الإختلالات والقصور كي يقدموا معالجات حقيقية وإجراءات تصحيحية تمنع تكرار مثل هذه القضايا التي يتناولها .
فالحوار الوطني اليمني نرى ان مثل هذا لا ينطبق عليه لأنه ينطلق من مبدأ تغليب المصالح الحزبية وغيرها على مصلحة الوطن العليا ، فبالنسبة للقضية الجنوبية فإننا لا ننتظر منه تقديم المعالجات التي تتوافق وحجم القضية لأنهاء معاناتنا وبالتالي نعتبره ناقصا لم يستفد من تجارب ودروس الماضي ويصر على تكرار الأخطاء .

الحلقة المفقودة :-
من المؤسف ان المتعاطون مع الحوار يجهلون الأسباب الحقيقة للقضية الجنوبية فمنذ فجر الاستقلال وحتى توقيع الوحدة لم يتم أحتوائها بقصد او بدون قصد ، وبسببها حصل الفشل الذريع لدولة ما بعد الاستقلال ، وأيضا فبعد الوحدة التي كنا نمني أنفسنا بسد هذه الثغرة لكنه مع الأسف لم يتم هذا ، وبالتالي برزت القضية الجنوبية كواقع لا مفر منه ، وأدت إلى ما نحن عليه الآن ، فإذا نظرنا إلى المكونات التي يقوم عليها الحوار انها لا زالت تغفل عن سد هذه الثغرة بتعمد لمصالحها وليس لمصلحة الوطن ، مما يجعلنا نؤمن ان هذا الحوار القائم الآن المتمثل فيه الحراك الجنوبي (ان رغب في ذلك ) سوف لن يقدم الحل الأمثل للقضية الجنوبية وان الأفراد المنضويين في الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي يبقى تمثيلهم ناقص لأبناء الجنوب وهذا ما عانينا منه منذ الأستقلال وحتى اليوم ، مما يدل على ان هذه الجهات لا تحمل ( مشروعا وطنياً ) وبالمقابل فإن التيار المستقل يحمل مشروعا وطنيا عليه أشهاره الأن لأنه ينظر لمصلحة ابناء الجنوب فوق كل الاعتبارات الحزبية وغيرها وهنا يكمن الفرق ويظهر الخلل .

كان الأحرى بهؤلاء ان يفكروا عن حلول مستقبلية وافية وشاملة والسماح لتيار المستقلين ولا تستثني احد من أبناء الجنوب . والا فما الفائده من هكذا حوار بين المتسببون لمعاناتنا دون سواهم
فالذي يزعجنا كجنوبيين ونمثل السواد الأعظم ان المشاركون في الحوار لا يسمحون للقوة الصامته من أبناء الجنوب بالمشاركة كصوت مستقل بعد ان تعمدوا إسكاتها لأكثر من أربعة عقود وبغيابها حصلت الأخفاقات المتتاليه.

القوة الصامته ( المقصية ) :-
تتشكل هذه المجموعة من غالبية أبناء الجنوب الذين مورست تجاههم السياسة الاقصائية منذ فجر الاستقلال ولا زالت تمارس ضدهم هذه السياسية منذ توقيع الوحدة وحتى اليوم فغالبيتهم من المستقلين ومنهم أيضا من كان في الحزب الاشتراكي .
واليوم ونحن نشاهد المسرح السياسي لم يتغير وعجز عن احتضان هذه الكتله المهمة لأنه لا يسمح لها بممارسة رائيها بما يتوافق ومصالحها الوطنية وانما يرد منها ان تبقى ديكورا يقدمه أمام الآخرين .
فما على هذه الكتلة الا ان تجهر بصوتها وتعّرف عن شخصيتها امام الجميع انطلاقا من حقها في ممارسة حقوقها الدستورية وأن تتحرر من عقدة الخوف المشينه والمهينه التي لا زمتها لفترة طويلة .
سيكتمل الحوار الوطني بقبول هذه الكتلة المستقلة كشريك فاعل تجاه كل ما يطرح من أفكار لحل القضية الجنوبية وبمشاركتها سيطمئن الأغلبيه من أبناء الجنوب . وهل من العدل والأنصاف أن تحرم هذه الشريحه من ممارستها حقها وتعبر عن رأيها ؟

أخيرا على الأحزاب السياسية والحركات الوطنية ان تدرك انه لا يمكن معالجة القضايا المصيرية من خلال انتقاء من يشارك في الحوار ممن بقدمونهم كصوره للأخرين بتمثليهم للجنوب طبعا لمصالح هذه الأحزاب وليس لمصلحة المواطن الجنوبي المغلوب على أمره ، ومنع من يحمل هم الجنوب لأنه يرى مصلحة المواطن الجنوبي قبل مصالح هذه الاحزاب هنا تتجلى الحقيقه .
وختاما على هذا التيار الجنوبي المستقل ان يتحمل مسئوليته كاملة بكل شجاعة بتسجيل حضوره الفاعل حتى يكون مكملا للآخرين وإلا فيتحمل نتائج لما يترتب على نتائج تدميريه لشعب الجنوب لهذاالحوار الناقص في شكله الحالي ، وبما ان الأحداث تتسارع فعليهم القيام بواجبهم لوضع حد لمعانة ابناء الجنوب الطويلة ، ما لم فسيكونوا مشاركين في المعاناة المستقبلية لأبناء الجنوب .

المصلحه الوطنيه تتطلب من الحراك الجنوبي الممثل بقيادته في الخارج أن لا تنظر للأغلبيه عندما تطالب بحقها المشروع بالمشاركه وكأنها عميله ، ويطلب منها الأ أن تكون تحت قيادتها التي جربها ابناء الجنوب منذ الأستقلال حتى اليوم . كما على الأحزاب السياسيه الحاكم والمعارضه أن لا ينتظروا من التيار المستقل لأبناء الجنوب أن يكون مجرد شاهد زور لما يقولونه بعد أن جربهم طيلة عقدين من الزمن . هنا يبان الصدق للنوايا .

فالشعارات الكاذبه لم تعد الوطن والمواطن ولا تغليب العواطف بعد عانينا منها ما الله به عليم .