الضحك على ذقون الجنوبيين

[هاف لندن]

عدن / عنا / 18 يونيو حزيران 2010

كتب/حسام باعزب: هكذا هي السياسة تكتيكات ولعب أدوار وخيانة ومؤامرة وجلسات سرية غير معلنة وما نراه من فرقعات إعلامية وهدير مكرفونات من على المنصات ومسيرات حاشدة والجموع تهتف "يا شعبي يكفي يكفي حكومة طفي لصي" هذه هي مسيرات اللقاء المشترك والتي أحيكت فصول أدواره بعناية وحنكة سياسية شمالية وبمكر سياسي مشهود له بالتغلب على خصومه الجنوبيين أكثر من مرة حيث اتفق أطراف اللعبة هذه على هذه التكتيكات وتنفيذ اللعب على أصوله فقد اتفق و اجتمع علي عبدالله صالح مع حميد الأحمر وحسين الأحمر على تنفيذ خطة لضرب الحراك الجنوبي وتشتيت قياداته وإقناع دول الجوار والعالم بعد استقطاب قيادات جنوبية كي تكون كبش الفداء لضرب إخوانهم وتحويل القضية من قضية جنوب محتل يناضل لنيل حق مشروع وتحويل القضية إلى قضية سلطة ومعارضة ولذا اتفق خلال الاجتماع على توزيع الأدوار فقد كلف حميد الأحمر بتبني مشروع فيدرالية أقاليم أربعه مع المشترك وثقله فيه وبإقناع قيادات جنوبية به سواء عبره مباشرة أو عبر الحزب الاشتراكي داخل المشترك والذي غالبية أعضائه من الشمال ناهيك عن سيطرة حزب حوشي على مفاصله وقراراته منذ تأسيسه الذي طمس تاريخ ثورة 14 أكتوبر لأنها جنوبية خالصة واستبدلت الثورة بالحزب وما جاء اتفاق هولاء الثلاثة إلا امتداداً لتاريخ المؤامرات على الجنوب وشعبه وثورته وتاريخه وهويته ولإقناع الخارج والمحيط الإقليمي وبالذات السعودية فقد كلف حسين الأحمر بإقناع السعودية بهذا المشروع أو التقسيم الإداري الجديد والذي يتكون من أربعه أقاليم متفق عليها ضمن الخطة للحيلولة دون اتفاق الجنوبيين على رأي وهدف واحد والذي هو فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب وضرب فتنة بينهم وبالتالي يبقى الجنوب تحت سيطرتهم, ومثل ما قال علي عبدالله لحميد بذلك الاجتماع "بقاء الجنوب وثروته تحت أيدي الشمال وما عداه يهون بما فيه منصب الرئاسة في سبيل بقاء الجنوب مصدر ثراء الشمال".

وفي لقاء آخر أيضاً ولنفس الغرض والهدف وهو إبقاء الجنوب تحت المظلة الشمالية فقد التقى علي عبدالله صالح بمكتبه في وزارة الدفاع بياسين سعيد نعمان وبحضور علي محسن الأحمر في منتصف شهر 3 من هذا العام حيث اتفق على نزول المشترك للشارع والتطبيل والتهريج والمسيرات التي تدعو لمحاربة الفساد وإضافة تغييرات بالحكم بل بالدعوة لتغيير النظام نفسه لإضفاء صبغة وتبرئة السلطة ويدها في هذا الشأن الذي أريد له وكأنه نبع من الشارع دون مؤامرة أو اتفاق مسبق ولكن السلطة هدفها آخر غير ما يهتف به المشترك ولا تحتاج لمن يخبرها أن هناك فساد وفاسدين فالفساد من مزرعتها والمفسدين من خبرائها ومسئوليها ولكن الهدف هو الجنوب وبالأخص الحراك الجنوبي لاختطافه, ففكرت بتفريخ حراك على طريقتها وعبر المعارضة التي هي من صنعها وفتحت أمامهم بوابات الملاعب التي هي تحت سيطرتها ممثله بوزارة الشباب والرياضة ورغم وجود بعض التشديد الأمني لإضفاء روح الجدية المفقودة وأيضاً رفع شعارات فك المعتقلين من الحراك الجنوبي, وفك الحصار على عدة مدن جنوبية لدغدغة مشاعر الجنوبيين والدخول إلى قلوبهم لسلب عقولهم وعبرها سلب قضيتهم وأيضاً تمهيد الطريق أمام الحزب الاشتراكي وسماسرته للبيع والشراء والمتاجرة بقضية شعب تخلى عنها الحزب الاشتراكي الذي هو المسئول الأول أخلاقياَ ومعنوياَ وفعلياَ أمامها, واليوم الحزب باتفاقه مع السلطة واتفاقه مع المشترك الذي هو متفق مع السلطة ينفذون أسوأ السيناريوهات لمؤامرة تحاك ضد الجنوب وشعبه الذي لن يرضى ولن ينخدع بمشاريع مثل هذه ومن يعتقد أن الحزب الاشتراكي مازالت له قواعد شعبية يريد الاستفادة منها لصالح مثل هذا المشروع فهو بعيش في وهم ويجري وراء سراب وإن انطلت تلك اللعبة على بعض الجنوبيين ممن حكموا الجنوب وكانوا قيادة بالحزب سواء برغبة منهم أو بغير قصد أو فهم فإننا نحذرهم من اللعب بالنار مع الشعب الجنوبي والسير معاً إلى جانب إخوانهم والاتفاق على هدف شعب الجنوب المتمثل بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية, ومن يطلب دون ذلك أو يفكر بقبول شعب الجنوب به فهو لا يعرف الوضع بالجنوب وما يحصل فيه من معاناة وألم فعلى الجميع أن يحسنوا قراءة نبض الشارع الجنوبي قبل اتخاذ أي خطوة وهدر أي جهد يفترض أن يصب في خانة استقلال الجنوب.

http://aden-na.com/default.asp?page=1010&NewsID=1685