التدخل السعودي وترسيم جديد للحدود مع اليمن

[عابر القارات]

كلنا قرأنا وشاهدنا خلال الأيام القليلة ماقام به الحوثيون تجاه اراضي المملكة العربية السعودية ودخولهم إلى داخل الحدود السعودية والتي أقرتها إتفاقية جدة بين اليمن والسعودية.

ولم يتأخر الرد السعودي كثيرا على هذا الإختراق أوماتسميه السعودية إعتداء على أراضيها وقامت بتحريك أربعة ألوية من قاعدة خميس مشيط بالإضافة إلى ماهو متواجد في المنطقة أصلا وأيضا إستدعاء قوات مظلية من قاعدة تبوك وباشرة هذه القوات القصف المدفعي ونفذت طائرات الـ إف 16 والتورنيدو السعودية ضربات محددة كما وصفتها القنوات الإخبارية.

وبطبيعة الحال سيكون للقوات البرية السعودية تحركات على الأرض بعد الضربات الجوية وذلك من أجل مطاردة الحوثيون ولن تكتفي هذه القوات بمطاردة الحوثيين حتى نقطة الحدود فقط بل سيتم تعقبهم إلى داخل الحدود اليمنية حتى لايشكلون مستقبلا تهديدا جديدا على حدودها.

ربما يكتفي السعوديون بالدخول بضع مئات الأمتار داخل الحدود اليمنية وربما يكررون مافعلوه سابقا عندما وصل الملك فيصل بقواته إلى الحديدة أو ماقامت به قريبا أثناء أزمة العراق والكويت عندما كانت تفتعل المشاكل مع اليمن من أجل جرها إلى دخول حرب يفسرها العالم على أنها محاولة يمنية لمساعدة صدام ولتنفيذ ما قيل أيامها على أن أتفاق اليمن والعراق والأردن والسودان وهو الدخول على الخليج من أربع جهات الجهة الحنوبية تكون من مهمة الحكومة اليمنية وتحت هذه الذريعة تمكنت السعودية في تلك الفترة من إحتلال الكثير من الأراضي اليمنية مثل باقي مناطق شرورة والوديعة والخرخير. أستخدمتها لاحقا أثناء المفاوضات وأنسحبت من بعضها بالإضافة إلى عدة أمتار من منطقة الطوال على أنها أرضي سعودية تنازلت عنها من أجل أن يتم التوقيع على الإتفاقية المذكورة.

خلاصة القول أن السعودية أستفادت من ذلك الدخول في تلك المرات للتنازل عن أراضي أحتلها قريبا وليس الأراضي التي تحتلها من قديم مقابل أقامة إتفاق فهل سيكون دخولها اليوم أراضي جديدة وترفض الخروج منها بحجة عدم قيام الحوثيون بإستعمالها مجددا لتصبح بعد ذلك أراضي سعودية يتم التفاوض عليها مجددا أم سيكون هذا الدخول أحد أسباب نشوء أزمة جديدة تلخبط الأوراق من جديد وتجدها اليمن ذريعة لنسف ذلك الإتفاق الذي يراه الكثير من اليمنيين إجحافا في حقهم والذي أخذت السعودية بموجبه أكثر مما أعطت.