العدو يصطف وقيادة الحراك تمعن في التمزيق : بقلم عبدالسلام بن عاطف جابر

[العياشي اليافعي]

الخميس 16 يناير 2014 11:57 صباحاً
كنت قد كتبت مقالاً حول استراتجية الرئيس هادي في مشروع الاتحاد الفدرالي ؛ ولكن سبقني الأستاذ أحمد بن فريد بنشر مقاله [كل الطرق تؤدي إلى فك الارتباط] فألغيت نشره ونشرت مقال آخر [القوة الخفيَّة........]

ومهما يكن الكاتب ؛ فكل ما يُكتب يدور في نفس الحلقة ؛ بناء الجبهة الداخلية - تجاوز العجز عن الحسم - استحضار كل عناصر قوة الشعب [القوة الخفية] سواءً القوة الكامنة أو القوة المعطلة . . . إلى آخره . وكل ذلك لاقيمة له ..؟ إذا لم توجد قيادة سياسية موحدة . . . كفوءة – قادرة – متمكنة . . . تستفيد مما يكتب . ولكنَّ الواقع يقول : قيادة الحراك الحالية عكس ذلك . .! بل هي أكثر تعطيلاً للحراك من العدو ..؟ بغبائها وحرصها على مصالحها الشخصية...! والعجيب أن تصرفاتهم -القيادات- ظاهرة للعيان...! لكنَّ الشعب مازال يعلِّق آمالاً عليهم...! وهنا تكمن الكارثة ؛ عندما يتعلق شعب بالأمل فيما ثبت عكسه يقيناً للكون كله...!

قال المفكر هيكل في محاضرة عام 1995 ؛ تعليقاً على آمال المصريين في حسني مبارك [يبدو لي أنكم جميعاً من المتفائلين بحسب التعريف الذي يقول "إنَّ المتفائل شخص يتعلق بالأمل على حساب التجربة"
الأمل يقول : فلنحاول .. والتجربة تقول : كفانا .. وهكذا فإنني أشكركم في البداية ، وأضيف أنني مثلكم متفائل بنفس المعنى .. متعلق بالأمل على حساب التجربة ، أو بمعنى أدق أحاول مرة أخرى وعفا الله عمَّا سلف] .. انتهى كلامه

وقناعتي التي لا يساورها شك أنَّه –هيكل- قصد في كلامه ؛ لا تتعلقوا بالآمال .
ولذلك فأنا لم ولن اتعلق بالأمل على حساب التجربة أبداً .. وكلما نقله لنا التاريخ من تجارب الجنوب السابقة وتجارب العالم ؛ اعتبره علم قطعي الدلالة قطعي الثبوت لايمكن تغييره ، ولايمكن تجاوزه أو تجاهله .. وبهذا الادراك أعيش
ويحضرني بيتان لأبي العلاء المعري قال فيهما :
يسوسون الأمور بغير عقلٍ ،،،،، وينفذ أمـــــرهم فيقــــال ساســــة
فأفِّ من الحياة وأفّ مــني ،،،،، ومـــــن زمــــنٍ رياســته خساسـة

والواقع اليوم ينتحب . . . ويصرخ بالصوت العالي : يااااا قيادة الحراك ؛ أن خصومكم اختلفوا ثم تمزَّقوا ،، ثم ثار شعبهم عليهم ،، ثم اقتتلوا فيما بينهم ,, ثم تهادنوا وتحاوروا واتفقوا على الجنوب ؛ واليوم يوحدون صفوفهم ويحلون خلافاتهم ويتجنبون مثيرات الصراع بينهم . . . على مرئى ومسمع منكم وأنتم مازلتم في جدال بيزنطي ، وانقسام أندلسي . . . لكنَّ القيادات لايسمعونه...!

وعندما يلمس الشعب الواقع ؛ وتقع القيادة في حرج ؛ تصدر البيانات والتصريحات ويظهر الرئيس البيض ملقياً خطاباً نارياً . . . ويرضا الشعب ويرفع صورهم...! وأقسم بالله أنَّ الدول لاتسترد ولاتبنى بهذه الطريقة . يقول موشي ديان [كان بن جوريون يمقت الخطب والبيانات ؛ لأنه كان مؤمناً بأن الله هو الوحيد الذي يخلق بكلمة منه ، أما الأفراد فيخلقون بأفعالهم]..! ياسبحان الله اليهودي مؤمن بالله أكثر من القيادات الجنوبية .

عموماً ؛ هذا حالنا ...! ولا خيارات أمامنا إلَّا الصبر . . . حتى يحزم الشعب أمره ويقدم التجربة على الأمل . وحتى ذلك الحين سنظل نخاطب العقول ونتجاهل الغرائز على حد وصف الرئيس عبدالناصر.

ونختم هذا المقال بما بدأنا به - استراتيجية الرئيس هادي - ولكن من منظور ثالث [الربط بين تجربة مصرية وأمل جنوبي] ؛ تجربة عبدالناصر والأمل في هادي ؛ لعلَّ معاصرة الرئيسان للمستعمر البريطاني ،، واكتسابهما من ثقافته ؛ تنتج لنا تشابه في الواقع .
ونورد التجربة نقلاً عن -رفيق عبدالناصر في النضال- خالد محي الدين . . . الذي لخصت كلامه إلى التالي :
اشترطت بريطانيا للجلاء عن مصر [الاحتفاظ بحقها في العودة في حالة حدوث أي هجوم على بلد عربي أو في حالة التهديد بالحرب ضد كل من تركيا وإيران] وكان عبدالناصر الموافق الوحيد على الشرط ...! برغم معارضة مجلس قيادة الثورة ...؟ وقد برَّر موقفه بقوله ؛ [المهم أن نحقق للمصرين حلمهم . . . وأن تحقيق الجلاء انتصار تاريخي .. وإذا أراد الانجليز العودة بعد ذلك نمنعهم ،، بأمل أن نكون قد كسبنا قدراً كافياً من القوة]
وعندما وقع العدوان الثلاثي ؛ الغى عبدالناصر معاهدة الجلاء واستولى على القاعدة البريطانية في القناة ولم يستطع الانجليز فعل شيء .
انتهت التجربة ،،،،،،

فإذا خذلنا هادي ؛ فلن يكون أول الرؤساء الذين خذلوا الشعب .


اقرأ المزيد من عدن الغد | العدو يصطف وقيادة الحراك تمعن في التمزيق http://adenalghad.net/news/87011/#.U...#ixzz2qYCwkPY7