وقفة مع بيان الشيخ طارق

[ابو عدنـان الحضرمي]

وقفة مع بيان الشيخ طارقبقلم / محمد بالفخر - المكلا برس التاريخ: 12/4/2009 تناقلت الكثير من وسائل الإعلام البيان التاريخي الذي نشرته صحيفة الأيام عدد الخميس الماضي للشيخ طارق بن ناصر الفضلي والموجه إلى كافة أبناء الجنوب الأحرار بمختلف شرائحهم في الداخل والخارج والذي كان بمثابة الصاعقة المدوية على كثير من الناس فمنهم المصدق ومنهم المكذب ومنهم المستبشر ومنهم المشكك ومنهم من يرى التريّث في إطلاق التحليلات وتحديد المواقف . وكل له وجهة نظره وكل وجهة نظر لها المعطيات الخاصة بها .
وإذا عدنا إلى البيان وتمت قراءته بتجرّد بعيدا عن المواقف المسبقة فلا يمكن بحال أن يكون به ثغرة لمن تستهويهم نظريات المؤامرة . بل هو في حد ذاته شرح وافي لما وصل إليه الحال في أرض الجنوب . وتوضيح جلي لنوعية الوحدة المفروضة المعمّدة بالدم والتي مازال لديها الاستعداد لشرب كثير من الدماء لعلها ترتوي ولن ترتوي , أولا يعلم المتشوقون للدماء أن الكعبة المشرفة ((زادها الله تعظيما وتشريفا)) مع عظمتها وشرفها عند الله سبحانه وتعالى لو هدّمت حجرا حجرا لا قدر الله فهي أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم . هذا تذكير لأهل الحكمة .
وإذا عدنا ثانية إلى البيان التاريخي للشيخ طارق الفضلي
والذي حدد أهدافه وكلماته بعناية فائقة من حيث الشكل والمضمون فلم يقتصر على تعريف قادة ( الفيد ) وأهدافهم وصنائعهم وما آل إليه الوطن الجنوبي في عهدهم بل خاطب المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الدولي مطالبا إياه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحديدا قراري مجلس الأمن الدولي رقم 924 و931 واللذان ينصان على عدم فرض الوحدة بالقوة .
كما ركز البيان على إشاعة ثقافة التصالح والتسامح والتآلف والتي بدورها ستكون كفيلة بتحقيق النصر المزدوج على الماضي وأخطائه ومآسيه وعلى الحاضر ومصائبه . وعليه فانه لا ينبغي للمشككين أن يبرزوا شكوكهم وريبتهم على اعتبار أن الشيخ طارق كان احد أعوان قادة (الفيد) في حرب 1994م وان له مواقف عدائية تجاه الحزب الاشتراكي اليمني أو غير ذلك من هذا الكلام ومن ثقافة التصالح والتسامح الجنوبية ينبغي أن لا يشار إلى مثل هذه المواضيع لا من قريب ولا من بعيد إذا كان للتصالح والتسامح قيمة حقيقية في سلوكنا وحياتنا اليومية . لأن ذلك الموقف للشيخ طارق في حرب 1994
إن كان خطاء في نظر البعض فهو مبرر في نظره ونظر البعض الآخر . كما أن ما جرى من أحداث جسام من الستينات وحتى مايو 1990 هي الأخرى أخطاء جسيمة وفادحة ومدمرة وهي في الحقيقة التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه . وبالتالي لا ننظر إلى خطاء الأفراد ونضخمها أكبر من حجمها وننسى خطاء المجموع ونقلل من شأنها وتأثيرها .وليكن كما أسلفت مبادئ التصالح والتسامح والتضامن حقيقة لا شعارا وقد طبقت ذلك الكثير من قوى الحراك الجنوبي من خلال بياناتها الصادرة في كثير من مناطق الجنوب مرحبة ببيان الشيخ طارق الفضلي وما مجلس العزاء الكبير الذي أقيم لنجله إلا دليلا على تلاحم أبناء الجنوب . وبهذه المناسبة نقول للشيخ طارق أن لله ما أعطى وله ما أخذ وأحسن الله عزاءكم في ابنكم وألهمكم وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وأخيرا فان بيان الشيخ طارق الفضلي وهو المحسوب على إحدى تيارات الاتجاه الإسلامي فهو يقيم الحجة على الكثير من أتباع هذه الاتجاهات ليكونوا مبادرين إلى نصرة المظلوم ولا يبقوا مجرد تابعين يتلقون التوجيهات بالسمع والطاعة حتى وان خالفت الواقع والقناعات .
خاتمة للشاعر (فؤادالحميري)
يا ليل خيلك جامح في أرضنا
لكننا والله بالمرصاد
فلتبتعد عنّا
فخير عقوبة لك في الوجود عقوبة الإبعاد
ضيعت حاضرنا
فلن نرضى بأن تقضي على مستقبل الأحفاد