باعوم بلع الطعم .. فوقع في الفخ .

[عبدالله السنمي]

الحزن يعصر مهجتي كالبرتقالة ،

الآن .. أعرف مأزق الكلمات ،

أعرف ورطة اللغة المحالة ..

وأنا الذي اخترع الرسائل ،

لست أدري كيف ابتدىء الرسالة ..

السيف يدخل لحم خاصرتي

وخاصرة العبارة ..

كنت بشارتي الكبرى ،،

فمن ترى سرق البشارة .

----نزار قباني -------

يستطيع المتتبع لظروف وملابسات الخلاف المحتدم حول انعقاد المؤتمر الذي انتهى للتو في المنصورة ، يستطيع بسهول اكتشاف حثياته وخلفياته واغراضه واهم ما يمكن ملاحظته ان هذا المؤتمر لم تكن مقدماته تبشر بتحقيق اي مصلحة للقضية الجنوبية والحراك الجنوبي والعكس صحيح تماما حيث كانت الاجواء بادية للعيان ان الظروف غير مهيأة لتحقيق أي انجاز يكون في صالح الثور الجنوبية ، وكان الامر الطبيعي والواقعي في ظل هكذا خلاف وتغليبا للمصلحة الجنوبية ان يؤجل المؤتمر حتى تأخذ القضايا حقها في الحوار والتهيئة ، وفي نفس الوقت وهو الأهم تفويت الفرصة لأي نتائج سلبية قد تؤدي الى انقسام المجلس والشارع الجنوبي ، ولكن أمام هذا المشهد الواضح المعالم يبدو أن اصرار الاخوة حسن باعوم ومن ورائه قد عقدوا النية على المناطحة والسير قدما لعقد المؤتمر ، ليس لانهم يعتقدون ان المؤتمر سيتمخض عنه استعادة الجنوب ، ولا الانتقال الى مرحلة جديدة نقترب فيها من نيل الحرية ، ولا لأن المؤتمر سيخرجنا الى آفاق وحدة وطنية واسعة فكل هذا غير وارد البتة لأن المقدمات كانت تشير الى عكس ذلك ، ولكن الاخوة كانوا يريدونها هكذا حتى تتحقق لهم الفرصة للوصول الى حالة تسنح لهم فك الارتباط بالسيد الرئيس علي سالم البيض .

وها هو المؤتمر كما هو واضح رغم ما يدعي اصحابه قد انعقد وخلف وراؤه انقسامات متعددة الاتجاهات وعلى كافة المستويات ، على مستوى القيادات ، والشباب وعلى مستوى المرأة والهيئات والنقابات والنخب والاعلام ..الخ

فهل هذا ما كان يحلم ويطمح به الشارع الجنوبي ، ان يتعرض لهذا التمزيق والتدمير؟

هل الانقلاب على السيد علي سالم البيض كان لابد منه حتى ولو كان الثمن مزيد من الشتات والتفتيت والاحباط الذي عم الشارع الجنوبي ؟

السؤال ، لماذا فك الارتباط أو الانقلاب على البيض ؟

هذا المشهد القبيح الذي يبدو عليه الجنوب كان بفعل السياسات والحسابات الحمقى والطائشة من بعض المحيطين بالزعيم باعوم ، كذلك بفعل تيارات ساخنة قادمة من وراء الحدود القريبة للجنوب من صنعاء والرياض اعطت للزعيم باعوم رسالة خاطئة بشأن الرئيس علي سالم البيض .

ولكن فقد انقلب السحر على الساحر ، وقاطع المؤتمر غالبية قادة المجلس في المحافظات واعترض عليه الكثير من القوى السياسية والنخب والاعلاميين والشباب وغيرهم في الشارع الجنوبي

وبهذا فقد اضحى واضحا ان أول ضحايا هذا الخطأ هو الزعيم حسن باعوم ذاته الذي وجد نفسه بين شعبه وقد خسر الكثير من رصيده النضالي تحت تأثير حالة التضليل والدفع اللامسئول من قبل نفر قليل ممن حوله واخص بالذكر فادي باعوم والغريب والشنفرة .