حراك الجنوب أو اصطفاف الشمال ..توصيف بغيض لبضاعة فاسدة !

[العقل المدبر]

حمود دغشر الإثنين 2008/11/10 الساعة 05:46:50

التغيير :

استوقفني عنوان فرعي بـالزميلة العزيزة (الديار) في عدد الأسبوع المنصرم به كلمات من نوع :رغبة..مكاشفة..تلبية..خلتها للوهلة الأولى الفاظ نابية تشير لموضوع اباحي..وحتى عندما قرأت العنوان الرئيسي (الاصطفاف الشمالي ضد الحراك الجنوبي)تعززت المسألة مع ورود كلمات كـ(الاصطفاف) أومن نوع (الحراك) والمأخوذ من الحركة والأخيرة كلمة لها مالها من تاريخ (منيل) في ذاكرتي منذ ان حدثنا قديما جار عزيز عن طيشانه أيام الصبا في بلاد الغربة و كان حريصا بصورة غريبة على سرد تفاصيل كل شئ دونما مؤاربة أو ستر لان وجهة نظره ترى الستر رديفا للغموض والتنكر وأنه يحب (الصراحة والوضوح) المهم من ضمن ما جاء في حديثه ان امرأة أوقعته في حبائلها ولم يجد فكاك من أن يلبي رغبتها وكونه خائفا مضطرا لم يحرك ساكنا فصرخت في وجهه(حَرجه) بمعنى تحرك أيها الجامد..!وعندما قرأت فحوى المقال المنشور بالديار لكاتبه(المشجري) تغير ظني قليلا فموضوعه لم يكن اباحيا بل مناطقيا وعنصريا مريضا به جمل وعبارات مستعدية تثير الفتنة وتكشف عن نفس مأزومة تعيسه يعيشها (المجري) كما ان حديثه الانفصالي المنمق غير مألوف لدي على الأقل كصحفي وكمواطن يمني والأدهى كذلك ان يتم نشرذلك في صحيفة توزع بين الناس ..



قد يتسأل البعض ممن يعرفون أسلوبي الهادئ في التناول عن سر هذا لغتي غير الوقورة هنا ..لكنها الظروف من نوع هذه الكتابة المشجرية فالأمر (مجبر أخاك لابطل) كما انه من حق أبى حنيفة ان يمدد هنا كيفما شاء وبكل صراحة ووضوح أمام (المشجري) وترهاته وأوهامه المسماة ظلما ومغالطة صراحة ووضوح !ومثلما كان حديثه عما ذكره من وجود صحفيين شماليين (فقط) دون ذكر بقية صحفيي الجهات الاربع وأنهم يتآمرون على الجنوب المحتل من قبل ..من..لا.. أدري لربما (الأمريكان أو التوتسي) وهو حديث إسفاف واستخفاف يطال صاحبه ويرد عليه..

لا ادري من اين جاء بمسألة الحراك والعياذ بالله أوالاصطفاف لاسمح الله ..!كما ان حديثه غير مسؤول وانتقائي مدخله ربما مشكلات ومعاناة يراها بعين واحدة في المناطق الجنوبية للجمهورية ومثلها الكثير في بقية المناطق لكنه لايراها كما ان هذا التناول المبتور والأناني لكل ما يواجهه ابناء اليمن من معضلات أومشكلات أوصعوبات ومحن..لاعلاقة له اطلاقا بما يدعيه من الصراحة أوالوضوح بل هو أمر اخر متعلق بالانحطاط والسفه ..وليعذرني ان شبهت ذلك كمن اغوى عقله الشيطان في سنون المراهقة فرأى أتيان معزة خيار مقبول لاطفأ الرغبه..فمثل هذه الأفكار والنزوات المنحطه والمريضه إن باح بها صاحبها أوكتبها على صفحات الجرائد بدعوى الصراحة كما فعل هذا الكاتب خالف الفطرة السوية وخدش حياء الناس واستفزاخلاقهم وصدم قيمهم..

المواطن اليمني يشكو من مظاهر فاسده أو تصرفات خاطئة ومن ظروف صعبة متعددة هذا المواطن في ذمار أوفي أبين أوالحديدة ولحج وحضرموت وفي..وفي..هم شركاء معاناتهم واحدة من التدهور المعيشي أومن ظاهرة السطو على الاراضي العامة أوالخاصة أوالبطالة أوانعدام المساواة والعدالة في داخل الوظيفة العامة وفي فرص العيش الكريم و..و...فكلنا في الهم يمنيون.. بدرجات متفاوته يتحمل الجميع مسئولية معالجتها والقضاء عليها , ومن غير المنطقي ولا المسؤولية الأخلاقية والتاريخية ولا اللياقة و احترام مشاعر اليمنيون الحديث عن همومهم وتطلعاتهم بصورة شطرية أو مناطقية أو عنصرية لانهم ببساطة شعب واحد و أسرة واحدة لا شعبين أومناطق متعددة ولغات وقوميات شتى احدها يتكلم العربية واخر الماغيزية أو البشتو اوالاشورية..!



ومن أين تأتي مثل هذه الأفكار (المسطولة) التي هي قطعا ليست من نتاج القات على كثرة مساوئه ! كما لم نسمع مثل هذه الأطروحات الشاحبه والبائسة في دولة كالعراق مثلا الذي كنا نتوقع ان يتقسم لخمس أو يزيد من الدويلات لكثرة ما يتكون منه من عرقيات أواديان مختلفة ومذاهب ولغات متعددة ..!



قد يكون لهذا (المشجري) مشاكل وصعوبات وإخفاقات وانتكاسات جزء منها لاشك متعلق بعقد نفسيه و شخصيه وبطريقة تناوله للحياة ومن حوله ..لكن ذلك لا يمنحه الحق فيما يقوله ويفوه به دونما خجل وكل واحد منا لديه مشاكل أو صعوبات جمة ومحن ومعانات عدة..لا يمكن ان نرجع أسبابها لغير مسبباتها فأنا أعمل في مؤسسة حكومية بارزة وزملاء العمل هم من مختلف المحافظات ..لا نرى ولا نفسر ما يدور من حولنا بمنظار مناطقي مقيت أو عنصري بغيض..فأقربهم الى قلبي قناعة زميل وأخ من مدينة عدن وأنا من مدينة ذمار كما ان لدي عم وأولاد عم من عدن وأقارب في البيضاء وحجة وغيرها..وعندما نجد زميلين أحدهما من المراوعة والاخر من شبوة انتقلا في عام واحد بعد الوحدة للعمل بالعاصمة .وان أحدهما يمتلك شقة في الليبي منحته له الدولة مجانا بينما الاخر لازال في بيوت الايجار لايمتلك حتى اللحظة شبر أرض في العاصمة فلا نعزو ذلك الا للحظ أو الأرزاق لا الاحتلال والغزو!

أتذكر أنه عقب إعلان الوحدة كنا في سكن طلابي اثناء الدراسة الجامعية وفجأة طلب منا صاحب المنزل الخروج في اليوم التالي لان اخيه وصل من الغربة وخرجنا مباغته ومذعورين الى الشارع بأمتعتنا وبصورة مأساوية ثم اكتشفنا بعد ذلك ان المؤجر فرغ البيت لصالح أسرة وصلت من المحافظات الجنوبية ودفعت له مبلغ كبير ومغري لتفريغ البيت ..ولم يراودنا البتة أي شعور مناطقي بغيض حتى اللحظة أوان نقول كـ(المجري) استباحوا الارض أو البيت..

نعم يحدث أن نتلاعب بألفاظ شطرية أومناطقية أو عنصرية دونما قصد حرفي بل في حدود المداعبة وتوثيق الصلات من مثل اقوال : انتم يادحابشة نهبتم الدنيا خربتم البلد..واخونا يحمل رزمتين من أبو ألف وسيارته وشقته أو الايجار مدفوع أو مصروف له من الدولة وراتبه كذلك ثلاثة اضعاف راتبي وتخزينته تتجاوز الالف والخمسمائة في اليوم وهي عندي ثلاثمائة قابله لقسمة على يومين ..ويكون الرد من حين جئتم أفقرتونا ..أو من مثل القول :ذماري بصنعانيان وقائله في الواقع مقارنة بحالي يعادل مائتين ذماري بمايلمح اليه ..



اذكر في السياق أنه بعد انتخاب اللواء يحي علي الراعي رئيسا لمجلس النواب قال لي زملاء (ماذلحين دولتكم ياذمار) وها قد مر العام وجدت ان غير صاحب البلاد كان هو المعين والنصير والمتعاون ومن ابرزهم الشدادي وحمير وعطية وأحمد الصويل وبسام الشاطر, وحتى في محافظتي ذمار لا يمكن ان يقول اهلها ان معظم الوظائف والفرص التي بها والتي معظمها لغير الذماريين انما هي من باب الاحتلال أو الإحلال وبالمثل اهالي العاصمة وكل مدينة ومحافظة في ربوع السعيدة..

فالحديث بألفاظ شطرية قد يحدث سهوا من باب المزاح واللغو لا أن نجده صراحة ودونما حياء منشورا على صفحات الجرائد ..كقضية أوفكرة أومبدأ..!

وقبل ايام قليلة تجمع عشرات من المتقاعدين في السلك العسكري من غير المحافظات الجنوبية من الذين عجز صوتهم ومظالمهم من ان تصل الى كل المهتمين أو المعنيين ..كانوا ينشدون العدالة وبمساواتهم بما تم لإخوانهم في المحافظات الجنوبية..وهم يمنيون مثل غيرهم لكن لم يتحدث عنهم الكثير بمن فيهم من سماهم (المجري) بصحفيي الشمال المصطفين ضد الجنوب حسب هلوسته أولئك الصحفيين الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها لتحقيق مطالب المتقاعدين في المحافظات الجنوبية لكنهم لم يتحمس بنفس العدالة الى البقية من غير المحافظات الجنوبية والذين يتكرر ترددهم الى البرلمان ..لذا لا ادري مع كل هذا من اين تفتقت عبقرية هذا الكاتب ليأتي بمثل هذا الافكار السقيمة والالفاظ السخيفة والبضاعة البائرة والفاسدة التي لا ولن يكتب لها الترويج.

كما لك الحق (سالم باجميل) بما ابتدأت به مقالك في صحيفة السياسية الصادر السبت 8 نوفمبر بالقول: ماذا افعل؟ نفسي تعاف التهافت البائس في وحول ومستنقعات الخلافات وتأبى الخوض في الممارسات الهادفة الى التمزيق ةالتفرق بعد لم الشمل والتوحد..منهم عزيزون على نفسي..أجدهم يلبون أرزاقهم اليوم على حساب مصالح الأهل والوطن في اليمن.

___________________

مدير الموقع الالكتروني للبرلمان