بعد الانباء التي اثارها نواب الكويت حول السيناريوا البحريني في اليمن ... حسن علي كرم

[مقهى الدروازه]

ماذا يروم السعدون من ذلك السؤال..؟!

عندما تنشر هذه المقالة، ربما قد يكون مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومصير نظامه قد افضيا ارثا من التاريخ، فما عادت ثمة فرص بقيت فلقد استنفد علي صالح كل الفرص الذهبية التي اتيحت له، وازاء الضغوط الامريكية والاوروبية واصرار الثوار على رحيله الفوري، فلا شيء بات في يده غير الرحيل وتسليم مقاليد اليمن الى شباب الثورة.
النائب المخضرم احمد السعدون وجه سؤالا برلمانيا الى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح مستفسرا عن صحة ادعاء المعارضة اليمنية من تهديدات وجهت اليها من مفاوضي مجلس التعاون الخليجي بالسيناريو البحريني، اذا لم توقع المعارضة اليمنية على المبادرة الخليجية، هذا السؤال يحتمل جوانب عدة، فهو اولا سؤال سياسي لا يدخل في الاختصاص البرلماني، وعليه فمن حق الوزير اذا شاء ان يمتنع عن الرد أو ان يرد لكنه يطلب بسرية الجواب وايداعه للحفظ، والاحتمال الثالث هو ان يرد الوزير ولكنه بالنفي..
بعض التحليلات والتكهنات الصحافية ربطت سؤال السعدون الى سؤال آخر لنائب التكتل الشعبي مسلم البراك الى وزير الخارجية حول العقارات التي اشترتها وزارة الخارجية في الخارج تحضيرا لتقديم استجواب للوزير، من المؤكد أن للتكتل الشعبي اجندة معلنة وهي اسقاط الحكومة وحل مجلس الامة والدعوة لانتخابات مبكرة، الا ان سؤال البراك سابق على سؤال السعدون وسابق ايضا على ما تردد عن التهديد الخليجي للمعارضة اليمنية بالسيناريو البحريني، وفي كل الاحوال لا يعجز التكتل الشعبي بتلفيق الذرائع لاسقاط الحكومة، فهم معروفون في التخريب وفي خلط الاوراق كالهواة سيما ان اخطاء الحكومة واخفاقاتها تستحق عشرات الاستجوابات.
لذا فأغلب الظن لا علاقة لسؤال السعدون بترتيبات اسقاط الحكومة أو بتقديم استجواب اضافي لوزير الخارجية بقدر ما رام معرفة دور القوات الخليجية المتواجدة في البحرين حاليا والدور المحتمل في اليمن اذا انتقلت تلك القوات الى هناك، فهل يكون دورها محق الثورة الشعبية اليمنية ضد نظام علي صالح وتنصيب نظام ألعوبة على انقاضه..؟!!
اليمن ليس كالبحرين، والسيناريو البحريني قطعا لا يصلح تطبيقه على الساحة اليمنية، فهناك الوضع معقد ومتشابك ففي الجنوب الدعوة للانفصال، واما الشمال فمنقسم ما بين مؤيد لعلي صالح وآخر لرحيله، وهناك الزعامات القبائلية التقليدية الباحثة عن نصيبها من كعكة الحكم، هذا فضلا عن مسلحي القاعدة الذين ينشطون في بعض المناطق، ناهيك عن وجود نحو (60) مليون قطعة سلاح في حوزة الاهالي…!!
في حربها على الحوثيين فشلت القوات اليمنية الحكومية في دحر الثوار ما اضطر السعودية الى التدخل ودك طيرانها معاقلهم..
تدخل الخليجيين في المسألة اليمنية اذا لم يكن تأييدا للثوار فلا لزوم للتدخل، فالسيناريو المطلوب هناك هو رحيل علي صالح وتسليم السلطة لابناء الشعب..
دخول القوات الخليجية في البحرين كان خطأ ودخولها في اليمن كارثة…

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...26&WriterId=35