هل كانت استعانة الجنوبي سيف بن ذيزن بالفرس على الاحباش لتحرير صنعاء توسعا ام وطنية؟

[نبيل العوذلي]

لايزال البعض مصرا على تحوير مفاهيم القصص التاريخيه التي تكشف تفاصيلها بان ما يروج له البعض من اننا عرب وليس لنا في اليمنية شيئا ..وان اليمننة انما كانت مؤامرة من الشماليين الذين حلوا في الجنوب ...وان علينا اعادة الامور الى نصابها بل ومحاسبة ومحاكمة المشاركين في تلك المؤامرة
؟


؟

؟
وهو لايعلم انه قد كان سببا من اسباب التاريخ القديم في جلب هذه المشكلة--انا سبب نفسي بنفسي جبت صبعي صوب عيني-

من الثابت ان في قصة الملك المظفر الجنوبي الحميري الذيزني العولقي الذي ذهب الى كسرى ملك الفرس كما تروي كتب السير--سيرة ابن هشام--وغيره ليستعين به على اخراج الاحباش الذين غزو اليمن من البحر واحتلوا شماله وجنوبه ما يبين ان مفهوم اننا عرب ولسنا يمنيين لم يكن مستقرا عند الاسلاف بدليل ان الملك الحميري الجنوبي الذي تؤكد روايات المؤرخين من انه كان من شبوة بل ويكاد يكون العوالق -تلك القبيلة الابية الحميرية الحميرية العظيمة-من نسل هذا الملك كما يحقق ذلك المؤرخين الجنوبيين كالدكتور علوي بن فريد وبانافع وغيره لم يكتفي بتحرير ما يسمونه اليوم بالجنوب العربي بل وحررتعز وصنعاء واستقر عرش ملكه في صنعاء حتى التقى بعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره عن قرب قدوم مبعث النبوة ومحذرا اياه من اليهود ثم ما لبث ان تآمر عليه الفرس واليهود لينقلبوا عليه ويسيطروا على الملك

يريد البعض ان يقول ان ذلك لم يكن وطنية بل توسعا --اي استعمارا--لانه كان رحمه الله ملكا كسائر الملوك الحميريين الذي توسعوا في الارض بينما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن سبأ اهو رجلا ام امرأة .فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل رجلا وله عشرة اولاد وعد من بينهم حمير

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول : إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة ، فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان ، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد




ولكننا نعلم بحمدالله ان مايحتج به اخوتنا في الشمال على اساس هذه الروايات من ان كونهم هم الاصل ونحن الفرع ليس صحيحا لان سيف بن ذي يزن رحمه الله حينما اتى بالفرس الذين اعطاهم اياه كسرى من سجون فارس ليحرربهم اليمن كانوا قد انقلبوا على الملك الجنوبي العولقي سيف بن ذي يزن بتآمرهم مع اليهود لانه كان رحمة الله عليه يكرههم ولايثق بهم-اي اليهود-فيهم بدليل حواره مع عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي طالب فعاد انصار الملك الحميري الى الجنوب --شبوة -بينما سيطر الفرس على اليمن الشمالي بثقافتهم التي اتوا بها من سجون فارس التي نشاهد اثارها في سلوك كثير من ابناء المحافظات الشمالية مهجنين النسل هناك والثقافة بطبيعة الفرس مما حدى بكثير من القبائل العربيه اليمنية الى ترك الاستقرار في اماكن دولة الفرس ليحافظوا على خصالهم العربيه الحميرية والسبأية ..الامر الذي يكشف ان الاصول قد نزحت وفرت بنسلها وثقافتها الى الاماكن الغير مسيطر عليها من قبل الفرس في الشمال والجنوب وكان الجنوب العربي بحمدالله من احسن الاماكن التي استقر فيها اولئك محافظين على نسبة كبيرة من الصفاء العربي من التهجين الاستعماري الفارسي الذي مارسه الفرس حال سيطرتهم على اليمن



اننا نتسائل هل يجوز للتاريخ ان يحاكمنا لجلبنا هذا النسل الاجرامي من سجون فارس لنحرر به الارض بمفسدة ربما كان اثرها الى اليوم واضحا في سلوك الكثير من الناس في الشمال اليمني؟
بل كيف سيكون الذنب لمن يريد الاستعانة بالفرس اليوم على اساس انهم قد ساعدوننا قديما من خلال استلهام سنن التاريخ من تلك القصة؟

لقد آن الاوان ان يعرف الجنوبيين من ان هناك جزء كبير من الصراع الذي يديره البعض انما كان على اساس مفرزات الاحداث التاريخيه تلك وما لحقها حينما دخل الترك-العثمانيين-اليمن واوقض اليهود النزعة العدنانية الشيعيه في ابناء الفرس اليمنين ضد الترك العثمانيين فقط على اساس تاريخ صراع القسطنطينة والفرس المترسخة جذوره في دماء الاتراك والفرس تاريخيا وقد فر الترك الى مناطق معينة في اليمن شمالا وجنوبا وصاروا يمنيين كذلك الحال للايوبيين-الاكراد--وهكذا بات المحرك موروث تاريخي في ثقافة الناس على اساس ذلك الانتماء الذي ربما لايعلمه الكثير من المشاركين فيه لابتعادهم عن المراد الشرعي -الديني- فاصبح المراد الكوني التاريخي والثقافي والاجتماعي هو المحرك لتلك الصراعات في اليمن وربما يعلمه اساطين الحكمة من بيوتات الملك والنبوة ويحركون الصراع على اساسه

ولهذا كان لابد من ان تكون ثقافة الخلاف بيننا واخوتنا على اساس مسميات تتعلق بذات المشكلة وهي ان هناك دولة اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دخلت في اتفاق وحدوي مع الجمهورية العربية اليمنية التي نقضت العهود وتآمرت على الجنوبيين على اساس تلك الموروثات التاريخيه لتحتل الشطر الجنوبي الذي يريد استعادة دولته ثم يمكن الاستئناس بنصيب معقول من السرد التاريخي المقوي لهذه المطالب وليس ادخال الجنوبيين فيما بينهم في صراع سيقتضي اثره المحاكمات والمحاسبات التاريخيه بينما نحن كنا شريك في تحقيقها اما بعلم او بجهل او بهوى وامزجة كحال بعض التنافسات والمماحكات اليوم-والله اعلم بالصواب-
نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي