التحالف الاخواني العسقبلي هل سيجهض اهداف ثورة الشباب؟

[اوراس شمسان]

التحالف الاخواني العسقبلي هل سيجهض اهداف ثورة الشباب؟

احمد علي عبداللاه
ان ألدعوه لتوسيع قاعدة المشاركه في الانتفاضه الشعبيه من اجل إسقاط النظام امر حيوي للغايه باعتبار ان تغيير هذا النظام باكمله يعد مدخل لحل كافة القضايا السياسيه في الشمال والجنوب وافقا للحرية والديمقراطيه . لكن ما حدث في الآونة الاخيره من انضمام قادة عسكريين بارزين للانتفاضة الشعبية للشباب قد أضاف الى معادلة الثورة والسلطه بعدا لا يخلو من التخوف والاثاره لدى قطاعات واسعه من قاعدة الانتفاضه خاصة وان اؤلئك ألقاده ظلوا جزءا أساسيا من النظام وأعمدة متينة له شاركت في حمايته خلال الحروب التي نشبت على الساحة اليمنيه وهي معروفة تماماً. ويعتقد كثير من المراقبين بان هناك تحالف بين جماعة الاخوان المسلمين وقيادات عسكريه وقبليه بارزه نشأ ربما بدعم سعودي يتحرك الان باتجاه تحديد مسار الانتفاضه والمشاركه بنصيب اكبر في الحصاد المرتقب..ويعتقد الكثيرون بان هذه الاضافه التي تم إدخالها الى ساحة التغيير قد سلبت بريق المدنيه الديمقراطيه في هذه العمليه الهادفه الى النظام باكمله وأنها تتحرك كجسم غريب في جوف هذا الزخم الشبابي المدني المجرد عن كل تواريخ السياسة والصراعات التي امتدت لعقود على الساحه اليمنيه..والذي لا يقبل البته باي شئ قد يخدش هذا النقاء ويبهت إبداعاته وتضحياته بل ويؤثر على سحناته العفويه.. وهو امر مفهوم للغايه. وعلى مستوى آخر فان هناك تخوف من ان هذا الالتحاق الغير محسوب له والمفاجئ قد يعمل على انحراف المسار المدني السلمي الصرف الى سبل الاحتكاك العسكري الغير محمود عقباه . فلقد انبرى الرئيس صالح ( الذي لم يعد يسيطر على صنعاء تماما)في حديثه الاخير بالقول بان أية محاوله للانقلاب على السلطه سيؤدي الى حرب أهليه . جاء هذا الامر بعد ان كان يعتقد بان الثورة السلميه المدنيه هي الضمان الوحيد لانتقال السلطه سلميا في ظل إجماع شعبي وان مسألة الحروب الاهليه لم تعد أمرا واردا في اي حسابات. إذن السؤال الان هل يستطيع هذا التحالف الجديد والذي يملك قدرا من المؤيدين له توظيف الانتفاضه وحيوية الشباب كوقود لتحقيق اهداف غير معلنه ام ان حركة الجماهير قد تجاوزت هذا النوع من التحالفات وأنها قادره على امتصاصه بل وتطويعه لخدمة أهدافها المدنيه اليمقراطيه؟؟ ذلك سؤال جدير بالاهتمام ويكتسب اهميه حيويه وبالتأكيد سيجيب عليه قادم الايام. اما الامر الاخر والشديد الحساسية في هذا الواقع المتحرك فانه يتمثل بالحراك الجنوبي باعتباره اول البوابات التي فتحت المجال واسعا امام النضال السلمي لاستعادة الحقوق كامله وقدم تضحيات كبيره في مساره . وأمام هذه التغييرات الكبيره في الساحه اليمنيه فان الحراك يعد جزءا كبيرا من انتفاضة الجماهير لاسقاط النظام باعتبار ذلك شرطا رئيساً لتحقيق اهدافه التي وضعها واهمها تقرير المصير. ويعتقد المراقبون بان المشاركة الفاعله للحراك في هبة الجماهير على مستوى اليمن هو امتداد طبيعي لنضاله ضد النظام والذي كان سباقا له . ويجب التأكيد هنا بان سقوط النظام لا يعني إسقاط حق الجنوب في تقرير مصيره باي شكل من الأشكال لكن الامر المختلف بان تحقيق تلك الاهداف الحراكيه سوف تتحقق على قاعدة الحل السلمي العادل حيث سيكون راي الجماهير في الجنوب هو الفيصل . ومع ذلك فان أللحظه الثوريه الحاليه والمهيمنه على الساحات تفرض تقديم المشاركه الواسعه شمالا وجنوبا من اجل إسقاط النظام وعلى الحراك في تقديرنا ان لا يترك اي فراغ وان يتحد بكل مكوناته وقياداته في الداخل والخارج من اجل ان يظل كما كان طرفا قويا في اي معادلة قادمه لتحقيق اهداف جماهيره. .. وان لا يخضع لأي حسابات عامه محلية او إقليميه فلقد قطع الطريق حتى مشارف الأمل وعليه ان يملا اي فراغ محتمل جراء ما قد تؤول اليه الاوضاع الصاخبه.

شبكــــة صــدى عـــدن
http://goo.gl/sXmtd