موجة الوسط .. أمل يحذونا

[ابو عهد الشعيبي]

رموزنا بالسجون .. وطلاب جامعات الجنوب منتفضون .. في ضل غياب العمل السياسي الجنوبي
المرتب على مستوى الداخل والخارج .. فمنذ اعتقال رموز الميدان الجنوبي والذي مضى ما
يقارب الشهر على إعتقالهم كان ملحوظ إن الشارع الجنوبي لا يزال يمتلك كل مقومات النهوض والإستمرارية
في تحريك أجندته المكرره ولم يغب على الشارع شيئ أكثر من الرمزية لأولئك المعتقلون
اما حالة المقاومة فهي تلك التي عرفنا شارعنا عليها لم تضعف .. زخم وحماس وأنفاس رافضه لكل
فرضيات القهر والحصار هكذا لا يزال الشعب الجنوبي .. ولكن بهذه اللحظة التاريخية بالذات
كان لا بد من ضهور شيئ جديد على المشهد السياسي الجنوبي أقل شيئ حتى يكسر الروتين
وليجعل للشارع متنفس جديد للصعداء وحتى يستمر ضخ الحماسة إلى الصدور إن لم يكن لأمور
ومخططات أخرى كنا ولا نزال نطمح إلى رؤية جهد يحركها على المحك ..
هذا الجديد الذي يبدو إننا لا زلنا ننتظره بلا شك قد يتمثل من وجهة نظري ببروز نسق متقد لحملت
الفكر السياسي الجنوبي الإستراتيجي إلى الساحة الوطنية والإقليمية والدولية للتحرك بشكل فاعل
وملائم بما يعزز من حضور قضيتنا على المستوى الإقليمي والدولي كما يجب وليضع المحيط
والعالم امام مستجدات االوضع ومعطيات الامر الواقع الجنوبي الجديد الناهض بقوة الحق وفي حين
ضل الأمل هو ذاته في صدورنا فأن الإهتمام المفاجئ بقضيتنا من قِبل بعض الكتاب والصحفيين
العرب في بعض الصحف العربية الدولية وكذلك ما تابعنا من تقارير لجهات دولية في الأسبوع
الأخير كل ذلك جعلنا نتعجب من فحوى هذا الدفع المتأخر والغير مواكب لما يدور بارضنا
من قِبل هذه الصحف والتي كانت إلى قبل ايام لا تنشر حتى مجرد خبر عما يدور بالجنوب !
هذا الإهتمام جعل البعض منا وانا من هذا البعض نذهب في تأمل إلى ما خلف الورق المكتوبه عليها
تلك السطور وكل هذا ليس لفقدان الأمل بالضمير لدى هذه النخبة من الصحفيين ولكن كون الامر يأتي فجئة
وفي ضل صمت مطبق لرموز السياسة الجنوبيين في الخارج وكذا الصمت العربي العام حيال قضيتنا
هذا الفجئة جعلتنا في حالة من هذا النوع المتأمل المحتار المنتظر مع العلم إن أغلب كُتاب الصحف العربية
العالمية يكتبون لمن يدفع وليس لمن يدافع ! وعلى كل حال فألأمر لا بد من النظر إليه بإيجابية حتى
يُثبت العكس .. وحتى لا تطول كلمات هذه المقالة الصغيرة على القارئ فأني أختصرها بالقول
متسائلاً إلى متى سيضل الصمت سيد الموقف عند البعض المِهم ؟وهل يمكنا القفز على الصامتون
عبر موجة جنوبية قادمة بتلاحم صفوة فاعلة للسياسيين الوسط مدعومين برجال الإخلاص والوطنية
من ذوي رؤس لاموال الجنوبيين الشهماء ؟