أليــس مـــنكم رجـــــــل رشيــــــــــــد؟

[ابو صالح الحضرمي]

أليــس مـــنكم رجـــــــل رشيــــــــــــد؟

لقد مر على الثورة الشعبية الجنوبية متمثلة بالحراك السلمي الجنوبي أربع سنوات ونيف , وقد حققت انتصارات عدة منها كسر حاجز الخوف لدى الجنوبيين وإعلانهم بعد موافقتهم على استمرار الوحدة المنتهية الصلاحية من عام 94 م .
كما استطاع الشعب الجنوبي إن يقف في وجهه المحتل اليمني ويقول له كفى , ويطالب بحقوقه باستعادة دولته واستقلاله بطرق حضارية وسلمية , و التي قوبلت من جانب الاحتلال بالعنف والقتل وكل أصناف العنجهية التي مارسها ضد شعب يريد استعادة حقوق طالما ناضل وكافح من اجلها , شعب يأبى أن يرضخ للعبودية .
ولكن السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه وهو :
هل فعلاً من خلال هذه الفترة من عمر الحراك أصبحت لدينا القدرة على استلام الدفة وقيادة الدولة فيما لو تحقق الاستقلال قريبا؟
ربما الكثير مننا سيجاوب بنعم إننا مستعدون وووو.. لا ننكر أننا كنا ( كان فعل ماضي ) لا اشكك في قدرة شعبنا على إقامة الدولة نظرا للكوادر المؤهلة والمستوى العلمي والوعي لدى شعبنا , ولكن هل فعلا نستطيع ذلك ونحن بدون قيادة حقيقية ؟ لا اعتقد فالمحتل كل يوم يعمل ويجتهد ليبتكر وسيلة لزرع الفتنة والشقاق بيننا مستخدم كل الوسائل من خلافات الماضي وأحداثه الأليمة إلى استغلال أسلوب التفجيرات وإلصاقها بالجنوبيين ( طبعا الضحايا جنوبيون ) ..
بينما نحن مازلنا منذو ذلك الحين لم نتفق على قيادة موحدة والكل يصرح ويعلن نحن موحدون على الهدف ووو , لا نختلف على ذلك ولكن نحن الآن بحاجة ماسة إلى إن تكون لدينا فعلا قيادة حقيقية تقود الشعب على المستوى الداخلي والخارجي وان يكون لنا ممثل واحد ومتحدث إعلامي واحد رسمي , فهل فعلا استطعنا انجاز ذلك خلال فترة 4 سنوات هي عمر الحراك الجنوبي ؟ طبعا لا لم نستطع فعل شيء من ذلك وهذا هو ما يؤخر كل جهود الحل والدعم لقضيتنا فإذا كنا نحن مختلفين ومنقسمين على أنفسنا فكيف ننتظر أن يقف معنا احد ويناصرنا .
يجب إن نتكلم بحس وطني ولا داعي إن نكابر ونقول لدينا ولدينا , المعضلة في القيادة موجودة وتأخر عدم الاتفاق بين القيادات ربما يجرنا إلى ويلات التفتت فيما لو تحقق الاستقلال قبل الاتفاق على قيادة موحدة .
فأين العقلاء والحكماء الجنوبيين ألا يرون إننا نمر بوقت عصيب يتطلب فعلا أن نضع أيدينا في أيدي بعض أم أننا وكما يزعم المحتل أننا لا نستطيع حتى الاتفاق على قيادة؟
أتمنى أن لا يطول انتظار الإجابة ممن يملكها.
بقلم /أبو صالح الحضرمي.