حين تُفقد القيم - أحمد المقرمي

[@نسل الهلالي@]

حين تُفقد القيم

حين تُفقد القيم - أحمد المقرمي
14/11/2009 الصحوة نت – خاص:



منذ عدة أشهر والأستاذ أحمد محمد بامعلم –عضو مجلس النواب السابق- عن دائرة من دوائر مدينة المكلا يقبع وراء القضبان.

مات والده -رحمه الله- هذا الأسبوع وفي الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه الرجل حاضراً لتشييع أبيه ووداعه إلى مثواه الأخير، وتلقي التعازي، بالإضافة إلى أمر مهم وهو أن يكون حاضراً في هذا الظرف الصعب إلى جانب الأسرة المفجوعة بوفاة الوالد الذي مضى لملاقاة ربه، لكن أبت السلطة إلا أن تجعل هذه الأسرة تشيع فرداً من أفراده إلى المقبرة، وتتابع أخبار ابن من أبنائها غيبته السلطة في سجونها!

في الوقت الذي يشيع فيه الوالد إلى قبره، يساق الولد من السجن إلى المحكمة، وبدلاً من أن تقوم السلطة بتقديم واجب العزاء لسجينها ومواساته والتعامل معه وفق الثوابت الدينية التي تتباكى عليها السلطة كلما دعتها الحاجة لتذكرها، إلا أنها –للأسف الشديد- لم تعبأ بما يوجبه الدين الإسلامي أو الشعور الإنساني أو الواجب الأخلاقي، بل بدا الأمر مختلفاً جداً، فبدلاً من التعزية والمواساة، وبدلاً من مراعاة ظروف الرجل أراد محاكموه إلا أن تنكشف سوءة تصرفاتهم وإذا بهم يقفون بأنفسهم في موقف لا يحسدون عليها، لقد ظهروا بمظهر القاضي المخاصم للمشاعر الإنسانية، المجافي للقيم الدينية، فهل أقفرت النفوس إلى هذا الحد من العاطفة والرحمة؟ هل تخلت بهذه الصورة عن الشهامة والنبل؟

أي تراجع في منظومة القيم؟ ثم أين خلق الصفح والعفو، وأين التراحم؟ وأين تقدير المشاعر والظروف؟

ماضر لو أن الرجل ترك ليحضر في تشييع جنازة والده؟ ماذا كان سيسجل سجانوه من موقف لو أنهم فعلوا ذلك وساهموا في تخفيف معاناة الأسرة ومواساتها في مصابها بالسماح للرجل بالوقوف إلى جوار الأسرة في هذه الفجيعة؟ بل ماذا لو أنهم حتى وهو أقل القليل أجلوا محاكمة الرجل حتى تخف عنه الأحزان، لماذا أرادوا أن يظهروا بمظهر الشامت المتشفي؟

إنه خلق سلبي وسيء لا نرضاه لأحد، ولا يرضى به أحد، فكيف رضي الله به أصحابه!؟

لك أيها الأخ الزميل تعازينا الصادقة بوالدك، وتعازينا جميعاً بسلطة هذه أخلاقها!

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء