ويسألونك عن الجنوب

[المهندس]

ويسألونك عن الجنوب 0محمد عبدالملك المتوكل:قل الجنوب وطن مستباح، في فم أبنائه مرارة، وفي نفوسهم حسرة، وفي قلوبهم جراح، وفي مآقيهم دموع، وفي أعماقهم إرادة لا تستكين، وفي مسيرتهم ضباب. اختلطت الألوان أمامهم، يتحسرون على الماضي البعيد.

ويعتبون على الماضي القريب، ويلعنون الحاضر الكئيب، حالة الغضب أفقدتهم التمييز بين الصديق والعدو، والظالم والمظلوم، والحق والباطل، والخطأ والصواب. تركز همهم على الخلاص مما هو قائم بصرف النظر عما هو قادم.

والخشية أن يكرروا الخطأ، فكما انتقلوا من عاطفة الحب الأعمى إلى الوحدة، يتنقلون بشعور الكراهية الأعمى إلى وضع غير محسوب.. هاجت مشاعرهم فدخلوا الوحدة، وقاتلوا في سبيلها بأحلام غامضة وآمال غير محسوبة، وحين لاحت المساوئ وتبخرت الآمال هاجت مشاعر الكراهية فنادوا بالخلاص دون رؤية واضحة وخطوات محسوبة وإذا بهم في كل مرة يبكون على الزمان الذي بكوا منه.

رحم الله الزبيري حين سأله الرباعي - في الخمسينيات - عماذا سيعمل الأحرار بعد الخلاص من الإمام قال بانفعال: لاداعي للتفكير في ذلك الآن لأننا سوف نختلف. علينا أن نتخلص من الإمام أولاً.

خلص الزبيري من الإمام، وخلصت الجمهورية من الزبيري والنعمان، والإرياني، والحمدي، وضباط سبتمبر وأحرار نوفمبر و14 أكتوبر.

يا ترى لو سئل الزبيري بعد هذه الرحلة الطويلة هل كان على حق في رفضه التفكير والتخطيط للمستقبل أم كان على خطأ.. ربما لو فكر الأحرار في المستقبل بعناية وعقلانية ووضعوا تصورهم العملي للدولة التي يحلمون بها والوسائل والأدوات التي تحققها لما كان حالنا كما هو الحال.. ولو فكر الحزب الاشتراكي بعقلانية وتصور واضح للنتائج قبل الدخول في الوحدة لما كان حالنا كما هو الحال.

أما آن لنا أن نتعلم بعد كل هذه التجارب؟.. ليس المطلوب من مناضلي الحراك أن يحدوا من طموحهم سواء بدعوة العودة إلى ما قبل الوحدة أو بدعوة تنفيذ وثيقة العهد ولاتفاق.. لكن المطلوب أن يدرسوا خيارهم بعناية كاملة وبعقلانية لا تتحكم فيها العواطف، وأن يضعوا أمامهم عددا من التصورات للنتائج، وألا يضيقوا من الرأي الآخر فقد يحتمل الصواب، وفي ضوء ما يتوصلون إليه ينشئون الآلية المناسبة لتحقيق هذا الطموح.. أما أن يغني كل على ليلاه في عشوائية واضحة، وحنق انفعالي.. فليس لدي ما أقوله سوى: «فابشر بطول سلامة يامربع».

..ولا جاكم شر.

> نعتذر للدكتور العزيز محمد عبدالملك المتوكل عن التأخي

[نيران ردفان]

على قيادة الحرك ان يستشيرو شعبهم في اي خطوة هم مقدمين عليهاء وان ينفذو ما يطلب منهم حتى لانعود الى نفس الاخطا المرتكبه في حقه اصحاب العقول من الشباب المتنور ولدكاتره هم من يجب يرسمو مستقبل الاجيال

[علي احمد احمد]

كلام انسان عاقل ومجرب وحكيم يفترض الاخذ به

[ابن المنصور اليافعي]

اتمنى ان ترسل هذه الآراء الى كل المواقع والمنتديات لكي تتوسع دائره الاستفاده من آراء هذا الرجل الوطني الحكيم

[أبو عامر اليافعي]

الدعوة هذه بحد ذاتها رائعة بغض النظر عن أهدافها أو نوايا أصحابها.

دعوة المتوكل عقلانية وفيها من الحكمة الشيء الكثير .

نعم نحن جربناهم مرات ومرات وعرفنا نواياهم قرون وعقود من الزمان ولكن دعوة العقل يقبلها العقلاء وليس المهم من قائلها المهم أنها تدعو إلى النظر والتبصر فيما نحن قادمون إليه ومانحن عازمون عليه .

أفضل وسيلة بالنسبة لتحقيق ذلك هو إعطاء مساحة لأنفسنا من الحرية والرأي والرأي الآخر وكل منا يناضل حسب قناعاته وبالأخير جميعنا سنكون مع الرأي الصائب والذي فيه أمل شعبنا وحقه وحريته وكرامته .

بمعنى آخر:

أولا : يجب أن ننظر إلى الميدان الجنوبي ونرى القوى المؤثرة فيه .

ثانيا: علينا أن نفصل بالمواقف ووجهات النظر المختلفة حتى يتبين لنا الوضع في الجنوب كما هو على حقيقته.

ثالثا: القبول بكل التيارات والأفكار مهما كانت تناقضاتها واختلافها وتنوعها واعتقد أنها بين الآتي :

- الذين ينادون بالاستقلال ولا يرون سبيل غيره وهؤلاء هم قسمين:

قسم يرى أن ذلك يجب أن يتم عن طريق الكفاح المسلح وانه لا فائدة من نهج أسلوب آخر وقسم يراه عن طريق النضال السلمي ولا يمنع الخيارات الأخرى عند الضرورة.

- الذين ينادون بالتحول من الوحدة إلى النظام الاتحادي وهؤلاء قسمان:

قسم يرى أن الاتحاد الأفضل يجب أن يكون عن طريق الفيدرالية كنظام اتحادي ذات دولة واحدة وتحدد صلاحيات احدهما ( أي الدولة المركزية أو المكونات الفيدرالية ) وقسم يرى الكونفدرالية سبيل أفضل كاتحاد دولتين يجمعهما روابط مشتركة واتفاقيات ملزمة مع الاحتفاظ بالأسس والاعتبارات القانونية لكل منهما مع إعطاء الحق للانفصال احدهما عن الأخرى إذا ما اخل الطرف الآخر بالاتفاقيات الملزمة .

- الذين ينادون بإصلاح الوضع القائم ( إصلاح مسار الوحدة ) وهم عدة أقسام:

قسم يرى العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق وتعديل منها مايحتاج إلى تعديل وقسم يرى تقسيم البلاد إلى مكونات جغرافية كبيرة " أقاليم "تضم كل واحدة منها عدد من المحافظات ذات التجانس الجغرافي أولا والاقتصادي ثانيا . وقسم يرى إعطاء السلطات المحلية في المحافظات صلاحيات أوسع وإجراء الانتخابات للمحافظين والمدراء للمديريات والتقليل من المركزية إلى ابعد مدى ممكن وقسم يرى إعطاء الوجاهات الاجتماعيات سلطات وصلاحيات نافذة في مناطقها القبلية أسوة بالقبائل الشمالية .

- الذين يرون أن الوضع القائم هو أفضل حالاته وهو من يجعل الدولة المركزية قوية ويتم فيه السيطرة على كل البلاد مع إعطاء صلاحيات محدودة وتدريجية بعيدة المدى للسلطات المحلية.

رابعا: الاتفاق بميثاق شرف بين كل الاتجاهات الموجودة في الساحة الجنوبية بالعمل في الشكل السلمي وعدم اللجوء إلى القوة وإعطاء الفرصة للجميع بالتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم وعدم خلق العقبات والصعوبات للآخر وعدم استخدام أي قوة بحكم مواقفهم المعلنة لا من السلطة ولا من أي قوة أخرى والإذعان لرأي الجماهير وإرادة الشعب في أن يتبع مايريد من تلك التكوينات بدون وصاية ولا غلبة تحت مبدأ " رأيي صواب يحتمل الخطاء ورأيك خاطئ يحتمل الصواب"

خامسا : يمكن لأي شريحة أو فئة أو أفراد انشأ أحزاب أو منظمات سياسية أو اجتماعية تمارس نشاطها لأجل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها كمثل ماهو موجود في تايوان مثلا أو كندا أو غيرها من الشعوب التي تتوق إلى الاستقلال ولها أحزاب تمثل توجهاتها . فعلى سبيل تايوان والتي تسمى الصين الوطنية لا تزال تعتبرها الصين جزء منها وفيها أحزاب عدة واكبر أحزابها هما حزب الاستقلال عن الصين وحزب الاتحاد مع الصين والشعب التايواني منقسم بين الحزبين وكل يعمل لأجل الهدف المرسوم له لأنه وببساطة لايوجد احد وصي على الشعب ولا يوجد من يلغي آراء الآخرين وتوجهاتهم ورغباتهم فكلنا للجنوب ومن الجنوب وكلنا يهمنا جنوبنا ومصلحة أجيالنا القادمة والذي يرى نفسه هو الأصح فهذا الميدان وهذه الجماهير فليشمر سواعده ويعمل بإخلاص لتحقيق مايرى انه لمصلحة وطنه وشعبه.

سادسا : على جميع المكونات المختلفة المشارب أن تعلن توجهاتها بصدق وبوضوح ولا نقبل بخداع الجماهير وإعلان شيء وتبطين أمورا أخرى فالمشهد العام مفتوح للكل وميثاق الشرف هو الجامع للجميع .

اعتقد بهذا سيكون العمل على الطريق الصحيح والمستقيم والجماهير هي من تحدد الهدف الأفضل من خلال الرؤية التي ترى فيها تحقيق ماتصبو إليه وماتصبو إليه الأجيال القادمة .

واعتقد إننا بهذا نحل إشكالية هامة وهي إشكالية اتخاذ القرارات المستعجلة وغير المدروسة.

هذه المداخلة طرحتها تعقيبا على مقال الأستاذ المتوكل ومن قناعاتي بان الشعب الجنوبي سيتبع الأهداف التي تعطيه حقوقه وتمنحه المصداقية والإخلاص والحصول على الحرية الحقيقية وتوطيد قناعاته في العمل والبناء وحب الوطن والكرامة الإنسانية.