ماذا بعد لقاء أبو ظبي ديسمبر 2008

[bakre]

ماذا بعد لقاء أبو ظبي ديسمبر 2008 كتب: شبوة برس / بقلم : حسين ناصر منصور* التاريخ: 26/1/2009 القراءات: 12

نحن من المتابعين لما تقوم به القيادة السياسية اليمنية من نشاط واسع للخروج من الأزمة الطاحنة الحالية والتي ان استمرت ستعصف بالنظام اليمني بكل مكوناته وقد تعددت النشاطات والمقترحات الهادفة إلى تفادي السقوط ومنح النظام اليمني فرصة لاستعادة الأنفاس وإعادة بناء نفسه من جديد .

في هذا السياق كانت مبادرات الرئيس اليمني نفسه مع قيادات المشترك ويمثل اتفاق الحديدة فبراير 2008 ثم اتفاق رمضان الفائت بشأن إعادة تأهيل الحزب الاشتراكي لقيادة الجنوب وتمكينه من السيطرة على الحراك الجنوبي والتحكم بوجهته لضمان بقاء الاحتلال بمسمى الوحده من أهم وابرز تلك النشاطات خاصة وان كل مكونات ( السياسية ) النظام اليمني متفقة على ان التهديد الأكبر والخطر الأعظم هو القادم من الجنوب وبالذات بعد ان تجذر وترسخ مطلب الاستقلال في عقلية المناضلين الجنوبيين ولم يعد مقصورا على نخب سياسية جنوبية ( مأزومة حسب التوصيف الرسمي ) تتواجد في الخارج أساسا وتتمثل في تنظيم تاج وأصبحت الجماهير الجنوبية لا تقبل بأقل من الاستقلال هدفا لنضالها السلمي .
هنا بدا تناغم مريب في نشاط القيادات السياسية في الداخل والخارج وقرأنا بمناسبة وبدون مناسبة مقابلات صحفية ومقالات وما يشبه المقالات لقاده جنوبيين في الخارج تمجد الحزب الاشتراكي وتلمعه وتتبرع بهذا التوصيف او ذاك لمفهوم الحراك ومفهوم القضية الجنوبية
وتسهب في أدوارها المخترعة لقيادة الحراك وأفضالها في توجيه صغار القادة في الميدان حتى لا يذهبوا بعيدا في مطالبهم وبالتالي يصطدمون بالواقع الإقليمي والدولي المغاير لطموحاتهم والذي لن يقبل إلا ببقاء النظام اليمني الحالي مؤكدين على ارتباطهم بالحراك والوطن تحت سقف الوحده وان لديهم ما يطمئنهم إلى أهلية الحزب الاشتراكي اليمني لقيادة الحراك والوصول به إلى ما يرضي الجماهير وان هذا الحزب هو حزب هذه القيادات ولهذا فهو مضمون ومكفول ؟؟؟؟؟؟كما رأينا نشاطا غير مسبوق لقادة الحزب الاشتراكي وأمانته العامه بشكل مستقل وفي احيان غير قليلة بمشاركة مباشرة من قيادة أحزاب المشترك تهدف لإعادة صياغة مضمون ومفهوم القضية الجنوبية الى جانب صياغة الأهداف السياسية النهائية للحراك بحيث يضمن عدم خروجها عن سقف الوحدة وعدم تجاوزها ما يعتبره النظام اليمني خطوط حمراء ورأينا نشاطا متسارعا لاستكمال بناء الهيئات المنظمة للحراك وكان هدف استكمال بناء الهيئات وفقا لقرار اتخذه المشترك للحصول على شرعية رسمية بقيادة الحراك ولضمان مشاركة فعلية لقادة جنوبيين من الحراك في المؤتمر الوطني الكبير الذي يجري التحضير له بإشراف الرئيس اليمني شخصيا وان كان الشخص الذي في الواجهة هو عبدالوهاب الانسي امين عام حزب الاصلاح اليمني وهذا المؤتمر الوطني مخطط له ان ينعقد في فبراير القادم بعد ان فشل في العام الماضي ولهذا نشهد تسارع محموم من قيادات الاشتراكي وقيادات احزاب المشترك لانجاز مهمة الحصول على مندوبين جنوبيين لكن ليس كيف ما كان وإنما بتفويض من مؤتمر جنوبي جنوبي يسعى لاستكمال إقامته الاشتراكي تحت إشراف المناضل اليمني سيء الصيت محسن الشرجبي وهو الموثوق والمعين لهذه الغاية من قبل الرئيس اليمني شخصيا.
نقول هذا الكلام كله لكي يعرف الناس ما يخطط له النظام اليمني وما تسعى الى تنفيذه القيادات الجنوبية التي في الخارج ايضا .
طبعا ليس كل ما يخطط له النظام وترصد له الملايين من الدولارات سيجري تنفيذه ببساطة وسيكون النجاح حليفه لان أيضا القوى المناضلة الجنوبية التي تؤمن بالاستقلال لها برامجها وخططها وقد رأينا كيف يتعثر مشروع إعادة الاشتراكي لحكم الجنوب وكيف تتعثر إعادة فرض وصاية القيادة التاريخية الجنوبية الموجوده في الخارج على الجنوب وعلى الحراك الجنوبي ورأينا كيف استطاعت قوى الاستقلال ان تفضح مشروع النظام وبدأ ان ما خطط له المشترك مع النظام ومع القيادات الجنوبية في الخارج لم يحقق النجاح الكبير الذي توقعوه وأظهرت التطورات الاخيره في الجنوب وبالذات استكمال بناء التشكيلات التاجية بتناسق كامل مع فروع المجلس الوطني للتحرير تقدم وترسخ قوى الاستقلال والتفاف الناس حولهم على حساب مشروع المشترك والنظام اليمني ولم يحقق تدخل القيادات الجنوبية التي في الخارج حتى الان أوكله كما يقول العرب وبدا ان ما بذلوه من جهد في المقابلات وفي المقالات وفي الاتصالات وفي التحويلات لم يعطي النتائج التي راهن عليها قادة احزاب المشترك وفي المقدمة منهم قيادة الحزب الحالية البائسة التي دأبت على الاستعانة بقيادات الخارج لإنقاذها من الحالة المتردية الراهنة .
امام هذا الوضع البائس للحزب الاشتراكي ولاحزاب المشترك وللقيادات التاريخية الجنوبية في الخارج كان لابد ان يقدم المخرج بعض الإرشادات والتوجيهات للمساعدة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولضمان عرقلة وإذا أمكن إفشال مشروع الاستقلال من ناحية وتذليل العراقيل وإزالة الصعوبات التي تقف حائلا دون تحقيق المؤتمر الوطني اليمني للإنقاذ هكذا نقرأ نحن المتابعون ما تقوم به القيادة السياسية اليمنية حاليا حيث أوفدت إلى ابوظبي مكان اللقاء الأخير للقيادات التاريخية الجنوبية ( ديسمبر 2008 ) مندوب الرئيس اليمني وجرى تدارس الأمر من مختلف جوانبه وما تسرب من معلومات يشير إلى ان احد الأقطاب الكبار قد دعى القادة الجنوبيين إلى إتباع نفس الخطاب السياسي الذي يقدمه أصحاب مشروع الاستقلال حتى لا يتخلفوا عن الشارع الجنوبي حسب وصفه وحتى لا يبقى تاج والمجلس الوطني محتكرين لهذا المطلب وأضاف في صيغة الأمر ان عليهم ان يتبعوا نفس طريقة الرئيس اليمني في التفريخ والاستنساخ وعليهم ان لا يتأخروا في ذلك وهو ضامن تسديد
التكاليف مهما كانت .
من هنا نفهم التغيير الكبير في خطاب بعض القادة الجنوبيين في الخارج وبعض الهيئات الجنوبية الاشتراكية المكونة حديثا في لحج وفي ابين وفي بريطانيا وترديدها لجمل سياسية وتعبيرات سياسية كانت تعاديها إلى نوفمبر 2008 هل تعتقد هذه القيادات ان الشارع الجنوبي سينخدع بهذه السرعة؟ ام أنها تعتقد أنها هي الوصية على الشعب في الجنوب وان على الناس تصديق ماتقوله وتنفيذ ما تطلبه؟
شخصيا لا اعرف كيف تسمح بعض القيادات لنفسها ان تسلك هذا السلوك غير الفطن بل يمكن القول بانه سلوك غبي فعلا.لماذ ؟ لانه ببساطة شديدة لا يمكن ان تخدع الناس وتأكل بعقولهم حلاوه حسب المثل المصري ولان الناس لديها عقول يدركون بها ولهم عيون يبصرون بها ويعيشون واقع يلمسوه يوميا ولذا لا يمكن خداعهم بهذه البساطة وبهذه السذاجة.
اذكر قادة المشترك وبالذات قادة الحزب الاشتراكي في الداخل وفي الخارج بالمثل الانجليزي الذي يقول ( انك يمكن تخدع بعض الناس بعض الوقت ويصدقك بعض الناس بعض الوقت ولكن لا يمكن ان تخدع كل الناس كل الوقت ويصدقك كل الناس كل الوقت.)
فهل يفطن من يسموا أنفسهم بالقيادة التاريخية ومعهم أحزاب المشترك ان شعب الجنوب قد قرر ان لا يقبل بأقل من الاستقلال وان شعب الجنوب له قيادته الشابة الجديدة التي تجيد فن الارتباط بالشعب وتمتثل لارادة الشعب وتنفذ رغبة الشعب ولا تحب وصاية عليها ولا تقبل بوصاية على الشعب وهي ان تمسكت باحترام القادة الأكبر سنا
فهي لا تنوي السماح بعودة الحزب الاشتراكي لحكم الجنوب ولن تسمح بإعادة تجربة الحكم السابقة وشخوصها ورموزها. وقبل وبعد كل هذا لن تقبل بعد اليوم بالاحتلال اليمني تحت اي صيغة كانت مثل الوحدة مع حكم محلي واسع الصلاحيات او حكم ذاتي كما اقترح في فترة من الفترات الدكتور عبدالكريم الارياني والواضح أيضا بل المؤكد أنها لن تقبل بمشاركة القيادات اليمنية في إدارة الشأن الجنوبي .
حسين ناصر منصور
ناشط سياسي
عدن