الشهيد عمر والعين المفقوءة

[مدفع الجنوب]

الشهيد عمر والعين المفقوءة

بقلم / عمر حسن سالم باعوم - المكلا برس التاريخ: 28/1/2009

لا يخفى على احد ذلك السلوك الذي يسلكه نظام صنعاء المحتل منذ احتلاله جنوبنا الحبيب في 94 وذلك خلال استباحته لكل ما هو جنوبي ... مشرعا إباحية القتل وسفك الدماء ارتكازا على تلك الفتوى الرخيصة الذي أصدرها شركائه في الجريمة ومتذرعا ( بالوحدة والحفاظ عليها ) فكانت ذريعة أبشع ألف مرة من ذريعة الكابتن هنس .
ومنذ ذلك الحين غدت استباحته للجنوب (أنسانا وأرضا) هي أجندة نظام صنعاء الذي ينفذها في سبيل الوصول إلى هدفه الاستراتيجي المتمثل في طمس معالم دولة ذات سيادة وإبادة شعب بكافة عاداته وتقاليده وموروثه الحضاري وتاريخه العريق الذي تضرب جذوره في أعماق تاريخ البشرية .
وعلى مدى الـ 15 عاما المنصرمة أضحت سلسلة عمليات القتل الممنهج لأبناء الجنوب على قارعة الطرقات أسلوب عمل يتبناه ويتباهى به رئيس نظام الجمهورية العربية اليمنية وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع وذلك في خطاباته الرعناء التي تؤكد ثقافة سوق الملح ونفسية القبيلي المريضة وها نحن اليوم نزف شهيدا صعدت روحه الطاهرة إلى رحاب الله الفتى الشهيد عمر عبدالعزيز الحاج الصبيحي الذي لم يكمل بعد الـ 17 من العمر بعد أن اغتالته أيادي الغدر أثناء مشاركته في احتفال التصالح والتسامح في 13 يناير 2009م في عدن لينضم هذا الشهيد الى قافلة الشهداء الذين قتلوا في الجنوب والذين بلغوا المئات ناهيك عن الجرحى الذين سقطوا في هذا اليوم بنفس الرصاصات لينضموا إلى قائمة مئات الجرحى من أبناء الجنوب .
إنني وفي الوقت الذي أعزي فيه عائلة وذوي هذا الشهيد أعزي نفسي وكل أبناء الجنوب بفدائية هذا البطل الذي تعملق وهو اعزلا هاتفا (( حي على الفلاح )) فقزم اولئك الجبناء رغم تدججهم بالسلاح وفقأ بموقفه تلك العين التي تدعي الاحمرار .
ولكن دعوني اسأل :
هل العين الحمراء هي قتل العزل وسجنهم والتنكيل بمن لا يحملون بأيديهم سلاحا سوى الكلمة ؟؟؟؟
لا والله إنما هي عين الجبناء المفقوءة والمشوهة التي تبعث الغثيان لمن يراها والتي يجدر بصاحبها أن يغطيها كما فعل الصهيوني (موشى دايان) لتكتمل الصورة وتتطابق الأشكال كما تطابقت الأفعال وتزامنت الأحداث في غزه وعدن .