اشتراكي عدن ينتشل لقاء القاهرة من عزلته (ولقاء بروكسل شمعه اضاءة كل بيت جنوبي

[قناص الثعالب]

عدن (عنا) - أدى غياب تفويض شعبي جنوبي واستمرار تجاهل شمالي لتسريبات مخرجات لقاء القاهرة للجنوبيين الوحدويين أدى برعاة اللقاء للارتماء مجدداً في أحضان الحزب الاشتراكي اليمني الذي ينتمون إليه أثناء فترة الحكم الماركسي في الجنوب.

ودفعت نقمة شعبية تجاه سياسات الحزب بزعمائه السابقين للتنصل عنه أو الانتقاص منه, فقال الزعيم الاشتراكي الجنوبي "حيدر أبوبكر العطاس" في حوار مع قناة فضائية قبل سنوات وبالتزامن مع ظهور الحراك الشعبي في الجنوب أن الحزب الاشتراكي لا يمثل سوى فئة صغيرة في الجنوب.

وفي مطلع مايو/أيار الماضي التقى عدد من النشطاء الاشتراكيين وآخرون من أحزاب أخرى يؤيدون وقوفهم في وجه حركة شعبية متنامية تطالب باستقلال الجنوب في العاصمة المصرية القاهرة ودعوا إلى التمسك بالوحدة اليمنية وإعادة صياغتها.

ولايبدو أن دعوة تفتقر لتفويض شعبي يمكن أن تجد طريقها إلى الواقع العملي, وتسبب تجاهل النخبة في الشمال لهذه التنازلات في تأزيم موقف المنسلخين عن الحراك الجنوبي أو الواقفين في وجهه من قدامى الاشتراكيين الذين تمثل الوحدة اليمنية ملاذاً آمناً لهم أو سبيلاً للوصول السريع إلى سلطة شكلية تتحكم بها القوى التقليدية في الشمال.

ويوم الأربعاء الماضي انتشل مكتب الحزب الاشتراكي اليمني بمدينة عدن مخرجات لقاء القاهرة من الضياع وسط غياب التفويض الشعبي في الجنوب, والتجاهل النخبوي في الشمال.

وعقد في مقر الحزب بمدينة المعلا بعدن لقاء ترأسه سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي بمدينة عدن "علي منصر" خصص لبلورة مشروع لقاء القاهرة والبحث في سبل استجداء الطرف الشمالي للقبول بالتنازلات الجنوبية وكيفية تثبيت المنسلخين عن الحراك الجنوبي كواجهة يمكن للأطراف الشمالية التفاوض معها.

وتطرق اللقاء إلى أهمية الدور الإعلامي الذي يمكن فيما يبدو أن يقدم من جانب من انسلخوا عن الحراك الجنوبي في ترسيخ فكرة التنازلات الجنوبية, وتصويرها كمشروع وطني يحظى بدعم إقليمي مفقود.

ولا يتوانى الحزب الاشتراكي اليمني وهو حزب شمولي كان يحكم الجنوب وله تاريخ في سحق معارضيه عن لعب دور ثانوي أو التحالف مع خصومه لتثبيت وحدة يمنية غير متاكفئة تمثل ملاذاً آمناً له من ملاحقات محتملة.

ويحتفظ سكان الجنوب بذكريات سلبية عن فترة الحكم الاشتراكي التي يصفونها بالدموية.

وقام الاشتراكي بقتل وسحل وتشريد عشرات آلاف الجنوبيين إبان فترة حكمه التي قبض فيها على الجنوب بقبضة حديدية وأدخله في صراعات خارجية وداخلية دامية.

ومن شأن ارتماء رعاة لقاء القاهرة ومؤيدوه في أحضان الاشتراكي أن يمثل سقوطاً مدوياً يطيح بآمالهم في الحصول على شعبية مطلوبة لتمرير مزيد من التنازلات تفضي إلى سلطة جنوبية شكلية مرتقبة تتحكم بها القوى التقليدية في الشمال, لكن اتساع الفجوة بين رعاة لقاء القاهرة والرغبة الشعبية في الجنوب يساهم دائماً في جسر الهوة بين الاشتراكيين وخصومهم, فارتفاع مطالب الجنوبيين باستقلال الجنوب العام 2007 دفع بالنظام اليمني لإعادة مقرات وأرصدة مملوكة للحزب الاشتراكي كان قد تحفظ عليها منذ الإطاحة بالحزب في حرب صيف العام 1994 التي صدرت فتاوى حينها من مشائخ في حزب التجمع اليمني للإصلاح بتكفير الاشتراكيين وسكان الجنوب الذين يتمترس خلفهم الحزب وفقاً للفتوى التي طالب الاشتراكي بإسقاطها لكنه في الأخير أسقط مطلبه هذا وتحالف مع الإصلاح.

ويمثل انسلاخ الاشتراكيين اليوم عن مطالب سكان الجنوب فرصة جديدهم لتلقفهم من المعارضة الشمالية واستخدامهم كممثل شكلي للجنوب, لكن استمرار التجاهل لمخرجات لقاء القاهرة قد يتطلب منهم الدخول في طريق مؤلم من التنازلات.

ومن بين حلفاء لقاء القاهرة الجنرال العسكري المنشق علي محسن الأحمر الذي قاد حرب اجتياح ضد الجنوب العام 1994 وأطلق عليه سكانه اسم "علي كاتيوشا" نسبة إلى صواريخ الكاتيوشا التي دكت مدنهم وقراهم في حرب انتهت بالسيطرة على السلطة والثروة في الجنوب من القوى التقليدية في الشمال وإيجاد جنوبيين بصلاحيات شكلية في الحكومة التالية للحرب.

ويدعم علي محسن الأحمر جماعات مسلحة تطلق على نفسها إسم "أنصار الشريعة" وتسيطر على أجزاء واسعة من محافظة أبين التي ينتمي إليها الزعيم الاشتراكي السابق علي ناصر محمد والوزير الاشتراكي السابق محمد علي أحمد, لكن لايبدو أنه يمكن أن يقبل بدولة اتحادية بين الجنوب والشمال.