عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-06, 11:20 PM   #52
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بلعيد مشاهدة المشاركة
تحيه للاستاذ ابو عامر على طرح هذا الموضوع الاكثر من رائع والذي من خلاله اوردت الكثير من المسائل الشارده من ذهن الكثيرين ممن يصنفون

قيادات تأريخيه للجنوب ، كما ان المشاركين قد اثروا الموضوع بشكل موضوعي ملحوظ
انا اذهب برأيي مع ما ذهبت اليه في موضوعك على اعتبار ان المسأله من اولها الى آخرها اخلاقيه قبل اي شيئ آخر ولكن للاسف فاقد الشيئ لا يعطيه ، لا جدال على ان التأريخ عباره عن مراحل تراكميه ومتحركه طبقاً ونوع المعطيات والظروف والاسباب ، ما كان جاري في الجنوب تأريخ لا يمكن ازالته من الذاكره ولا يمكن عودته بنفس مقاييسه ، الامر المحيّر ان من تبقى من قيادات التأريخ العدمي الذي قاد الى الزوال قد ربما انهم يعانون اكثر من غيرنا وربما انهم في حيره ــ البعض منهم ــ والسبب انهم لن يدركوا مقومات البناء الحضاري والعصري للشعوب ، فهم يميلون الى
فلسفه صوتيه كجزء من ثقافه عربيه سائده ، فترى ان من اشهر مواهبهم انهم يعتقدوا انهم قد فعلوا الشيئ لانهم قد تحدثوا عنه ، اليسوا من قام بالا نتصارات وبناء الانسان لانهم قالوا انهم قد فعلوها ، اليسوا قد فعلوا كل امجاد الجنوب لانهم قد قالوا ذلك واعتقدوا انهم قد فعلوه
لم يكن عبدالله القصيمي قد جانب الصواب عندما قال : انه لن يقاسي من الضياع والاغتراب من يتحدث الى الآذان والعقول والاخلاق والاصاله العربيه بغير الاختراق لكل حواجز وشروط واوامر المنطق والذكاء والتتهذيب والوقار والصدق والحب والتواضع والرؤيه بعيون غيير كاذبه او منافقه او جبانه او بليده او عمياء اي بعيون غير عربيه اي بعيون ليست امية القراءه والتفسير والتفكير والحوار والاخلاق .

ان التفسير الدائم للانسان في وطننا يتصف بالسلبيه وكانها لا توجد علاقة مساءله او محاسبه او اي نوع من انواع الترابط الايجابي بين لسان الانسان وعينيه او تفكيره او ارادته او ضميره او حقيقيته او كينونته او قدراته في مواجهة الاشياء
اننا نرى الجميع ونرى انفسنا نتحرك ونستنكنر ونصرخ ونلهث ونحن جميعاً عباره عن مفردات طائشه ملتاعه في كتاب مفتوح ... وعندما نحسب النتائج نجد ان عذابنا لا حدود له ويأتي اكثر هذا العذاب من انفسنا .... فنحن بعيدون عن انفسنا ... ولو نظرنا الى انفسنا ماكان حالنا هكذا والله سبحانه وتعالى يقول : وفي انفسكم افلا تنظرون........ ويقول ان الله لا يغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم ......... صدق الله العظيم

وما نراه على الواقع من اداء ناتج عن تراكم تأريخي نخشى ان يكون تكرار لظاهره صوتيه قاتله وكلما صحينا على جمله من الاحزان والآلام هربنا من بعضنا أكثر واصبحنا عباره عن كيانات متعدده ومعقده اكثر لاننا نمشي بعكس التيار او اننا نهرب الى الخلف ، فنحن في وطننا لم نتحدث عن بناء الانسان ووعيه رغم ما نسمعه من كلام الله في هذا الجانب ورغم ما تطرحه المراكز العلميه والمنهجيه للتنميه البشريه في مجال بناء الانسان فنحن مشغولين بالتفكير بالقيادات ــ تغيير قيادات ووضع قيادات اخرى على نفس قواعد وانماط السلوك الفكري القائم الذي لا ينتج إلاّ الصراع والمزيد من الصراع .... وترى الهم العام والثقافه العامه مصابه بهوس الوصول الى مواقع القيادات لانها اصبحت عايه ــ غايه قذره ــ واصبح الكل يريد ان يكون حاكماً او من انصار الحاكم ، واصبح حب الظهور والتفاني عليه نتاج لما يطرحه العقل السياسي او التوجه الثقافي على ظهر الواقع

هناك من المؤرخين والمفكرين والكتاب والباحثين العرب الذين يعتبرون جبال منيعه فيما يطرحونه وقد لانكون نحن العامه إلا عباره عن حصوات او ذرات رمل بين تلك الجبال .... وهناك الكثير من اعمالهم التي تناقش مشاكل العالم العربي المتشابهه الى حدٍ كبير ... ومن الواجب تفهم ما يطرحوه
ولكن اغلبهم يقول ان من الواجب الوقوف امام الذات .... وضرورة عودة المرء الى حيث يستطيع ان يعود كي يرى اوضح ويسمع اقوى ويلمس اقرب .... وامر طبيعي ان الانسان قد لا يصل الى حالة الكمال ولكنه اذا وقف امام ذاته واكتشف العالم الذي يسكنه قبل ان يكتشف العالم الخارجي الذي يسكن فيه وقام بتطويع وتهذيب نفسه بطريقه تنسجم مع العالم الذي يعيش فيه وكل فرد يقوم بنفس العمليه لحتى يتم تشكيل العقل الجمعي الذي يستطيع ان يستلهم الاهداف والمبادى الشامله التي يبنى على اساسها وطن ......اما الطريقه العكسيه في تنمية الوعي الذي يحاول به كل فرد تسخير وتكييف من حوله لصالحه الخاص وكل فئه او هيئه تفكر بنفس الطريقه وهي تسخير وتكييف الوطن لصالحها .... لن يؤدي إلاّ الى المزيد من التمزيق والضعف والهوان

وبما انني اعتقد ان المد القومي الذي تم الاشاره اليه على اعتبارانه كان قائم الى جانب النشاط الاشتراكي في الجنوب كان غير متواجد على الساحه الجنوبيه بل ان النشاط الايديولوجي الاشتراكي كان صاحب طموح للوصول الى كل الديار العربيه والاجنبيه .... والقوميه او العروبه ليس لها تعريف لانها ماهية العربي ــ روحه وكيانه ـ ومهما حاول الاستعمار النيل منها فهي صفه ثابته وتلك الصفه تزداد لمعان بأداء العرب الايجابي
وتتشوّه بأداء العرب السلبي

ونهاية المطاف نحن يجب ان نقف امام العلم والمعرفه والعمل على استنهاضهما الى جانب الرديف الاساسي وهو نظام القيم الاخلاقيه والادبيه كي نتمكن من بناء الوعي الانساني الواقعي الوسطي الذي امر به الله لعباده .... والمطلوب من كل جنوبي محاكات العقل المحايد والبعد عن المزايده لاننا هنا نراهن على جيل جديد من ابناء الجنوب يعيدون له حلّته التي يستحقها ..... اما ما يسمى بباقي القيادات التاريخيه فنحن ننصحهم باعادت النظر كرتين الى القيم الاخلاقيه التي تبني الانسان قبل التفكير بالوصول الى الماده ... واستغفر الله ان يكون كلامي فيه شيئ من التنقيص بقيمهم او التشكيك
فيها .... ولكننا امام حقائق تأريخيه عصيبه وامام جراح وآلام يعانيها الجميع من ابناء الجنوب .... فأن كان هناك بقايا من ايمان على من كان لديه الرغبه في مواصلة النضال ان يصلح ذاته بأكتشاف عالمه الداخلي وتغيير نفسه بما يرضي الله ويخدم الجنوب ومن لم يعد لديه القدره على العمل والتغيير الايجابي يفسح الطريق للاجيال .... فنحن وكما قال الاستاذ ابو عامر امام مدرسه تربويه تعليميه عمليه اخلاقيه عليا ــ انها الحراك المبارك

ومهما طالت المراحل ستأتي ثماره مكلله بالنجاح باذن الله تعالى
أولا أشكرك بعمق على هذا الطرح الجميل والمشاركة النوعية الرائعة .
ثانيا أنا لست بصدد مناقشة أفكارك لأني متفق معها تماما ويسعدني أن يمر على موضوعي مثل قلمك.
ولكن لا مانع من أن أؤكد بعض الأمور التي أشرت إليها بأسلوبك الجميل .
فالبعض من القادة يعتقد بان مايقوله هو الحكمة البالغة والمنهج السوي وانه إذا سار الناس عليه اهتدوا إلى الصراط المستقيم ولا يتورع البعض منهم من تذكيرنا بما قاله وأكده وانه صاحب البصيرة والرأي الذي لامثيل له .
مشكلتنا في التعامل مع القيادات تكمن في أمرين أراهما كما أنت عليه في طرحك وهما :
الاعتقاد بالهام القادة وقدراتهم الفذة والتي يراها هؤلاء البعض بأنها ملكة خاصة ولهذا تجد منا من هو على استعداد لكي يموت لأجل ذلك القائد واعتقد أن هذا امتهان للإنسان وآدميته ولشخصيته المتفردة بطبيعة الحال .
والبعض الآخر على النقيض من ذلك فهو متمرد ومعارض لكل شيء وأي شيء ولا توجد لديه أدنى ثقة بالقائد وبالتالي تحرم القيادات مع مثل هؤلاء البعض من فرص السيطرة على القرار ونفاذه .
والخلل يكمن في عدم الاهتمام والمراعاة لكينونة الإنسان وأهميته الفردية في المجموع وأيضا الفوضى وترهل العمل في الحالة الثانية .
حالة التشرذم والفوضى الموجودة ماكان لها أن تكون لو أن كل واحد منا لديه رؤية لما يريد بشكلها الواضح فهدف الاستقلال يحتاج إلى معرفة لما هو هذا الهدف وما نتوخاه من وراءه وماهو الوطن الذي ننشده وكيف سيكون وضع كل شرائح وفئات المجتمع .
من خلال طرحك هذا استبدت بي الحيرة ماذا يريد هؤلاء القادة الذين نسميهم تاريخيون؟
ما المطلوب وكيف يفهمون الثورة الجنوبية وهل يعتبرونها الملم الشامل أم مجرد وسيلة لغايات أخرى ؟
وماهي تلك الغايات أن وجدت؟ وما حجمها وما تأثيرها على مستقبل وطن وشعب في سياقه التاريخي؟
لك التحية أخي منصور بلعيد على مداخلتك القيمة جدا والرائعة.

__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس