النهر اللبنانية
التوتر يدفع الى النزوح من الجنوب
المعارضة اليمنية تبدأ احتجاجات اليوم
وصنعاء دعت الأجهزة الأمنية الى ردعها
شددت السلطات اليمنية إجراءاتها الأمنية أمس عشية الإعتصامات التي دعت إليها أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين ) اليوم في عموم المحافظات، لحمل صنعاء على وقف التصعيد العسكري في المحافظات الجنوبية، وفي خطوة عكست تفاقم الأزمة التي خلفتها الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية فيها، بينما أعلن حزب الإصلاح الإسلامي المعارض أن مواطنين في محافظة الضالع بدأوا عمليات نزوح جماعي تحسبا لمواجهات بين الجيش وأنصار "الحراك الجنوبي" المنادي بالانفصال.
وحذر حزب المؤتمر الحاكم بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح المعارضة "من اللعب بالنار والتمادي في إثارة النزعات الشطرية والمناطقية والإيغال في ممارسة الفوضى". ودعا أجهزة الأمن والضبط القضائي إلى "اتخاذ إجراءاتها الرادعة في حق دعاة الفتنة من قيادات اللقاء المشترك وفقا لقانون الجرائم والعقوبات".
وقد تصاعدت حدة التوتر في المحافظات الجنوبية نتيجة الانتشار الكثيف لقوات الجيش في الشوارع، وفرض منع التجول وقطع الاتصالات اللاسلكية عن بعض المحافظات. ودعا حزب المؤتمر الحاكم محازبيه وأنصاره إلى"ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الفوضى التي بدأت المعارضة بتسويقها"، كما دعا "أجهزة الضبط القضائي والأجهزة الأمنية بصفتها مأمور ضبط قضائي والنيابة العامة إلى ممارسة حقها القانوني والتصرف وفق القانون لحماية الوطن وأبنائه والممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السكينة العامة وردع كل المخلين".
وقال إن "دعوة أحزاب المعارضة إلى الاحتجاجات وما سينتج منها لن يسأل عنه أحد إلا الداعين إليها باعتبارهم وراء الجريمة وليس البسطاء المغرر بهم". وأضاف: "بدأ أعضاء أحزاب المعارضة هذه الدعوة في محافظة البيضاء اليوم (أمس) التي شهدت أعمال عنف وتخريب للممتلكات العامة وإقلاق السكينة والخروج على قواعد العمل السياسي والممارسة الحزبية... نحذر دعاة الفتنة المحرضين على تخريب المنجزات الوطنية وتمزيق اللحمة من نتائج بذر الشقاق بين أبناء الوطن الواحد وما ينتج منها من ممارسات كإحراق المتاجر وقتل النفس البريئة وقطع الطرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ونهب المارة ".
وكانت أحزاب المعارضة دعت محازبيها وأنصارها إلى المشاركة في حركة احتجاجات تبدأ اليوم في عموم المحافظات احتجاجا على "عسكرة المحافظات الجنوبية والإجراءات القمعية ضد المحتجين والصحافيين، وللتعبير عن رفض مصادرة السلطات للحقوق الدستورية وانتهاكات حقوق الإنسان في سائر أنحاء البلاد". وأكدت أنها وجهت رسائل إلى الأجهزة الأمنية في شأن مواعيد تحركاتها وأماكن أقامتها قبل يومين من موعدها تنفيذا لأحكام النظام والقانون".
ووجدت دعوة المعارضة أصداء واسعة في المحافظات الجنوبية، التي شهدت حال توتر نتيجة انتشار الجيش في كثير من المناطق واقفاله مناطق أخرى.
وانتقد رئيس الكتلة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني المعارض عيدروس النقيب الخطاب الذي القاه الرئيس اليمني أخيرا والذي أكد فيه أن الأعلام الشطرية التي يرفعها أنصار "الحراك الجنوبي" ستحرق في غضون أيام. وقال إن الخطاب كان تحريضيا وتخوينيا وتعبئة ضد المعارضة لا تقود إلى حل المشكلات القائمة بقدر ما تقود إلى مزيد من التوتر السياسي والاجتماعي الذي ستكون له من العواقب الوخيمة ما لم يمكن توقعه".
ودعا الرئيس علي صالح "إلى حملة على المجرمين ممن حولوا البلاد إلى خراب بسبب ممارساتهم وسوء استخدامهم للسلطة"، محذرا من انهيار البلد إلى مرحلة أسوأ من المرحلة الصومالية إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لردعهم عن غيهم".
صنعاء - من أبو بكر عبدالله
|