الموضوع: غاندي الجنوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-19, 01:47 AM   #3
alshaheri
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-09
المشاركات: 65
افتراضي

هل الانفصال حقاً هو ما يريده قادة الحراك الشعبي في الجنوب !!؟
يبدو أن خبر استقلال إقليم كوسوفو عن صربيا أعاد الخطاب الداعي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله مرة أخرى إلى الواجهة حيث أعلن النوبة في أخر لقاء جماهيري حاشد في مديرية الحصين شرق مدينة الضالع محدثاً المحتشدين بقولة "أطالب الجميع بالوقوف جنباً إلى جنب حتى ينال الجنوب استقلاله وكل أراضية كما استقل كوسوفو...".

يتحدث اليوم الكثير من سكان المحافظات الجنوبية الشرقية للجمهورية اليمنية عن مطالبتهم "بالانفصال" معبرين عن أن معظم خيرات وإيرادات اليمن تعود إلى مناطقهم في الأصل. إلا أنهم وبالمقابل لا يرون أي منفعة لهم من تلك الخيرات الآتية من أراضيهم بل على العكس يشاهدون يوماً بعد يوم استغلال واضح وثراء فاحش لعدد من العائلات الساكنة في شمال اليمن وهذا ما يدفع بسكان المحافظات الجنوبية والشرقية تحديداً إلى المطالبة بالانفصال.

وهكذا فإن الحال ليس كما يصوره قادة الحراك الجماهيري في جنوب وشرق اليمن كما يتحدث البعض، إذ أن الفساد المستشري في الأجهزة الحكومية وتوجيه الكثير من الأموال لصالح أسر بعينها تصنف من قبل البعض على أنها الأسر الأكثر نفوذاً في اليمن هو السبب الحقيقي لتزايد النقمة على الوحدة اليمنية مع العلم أن الكثير من الأسر الواقعة في وسط وشمال وغرب اليمن تعاني أيضاً نفس ما تعانيه العديد من الأسر في جنوب وشرق اليمن.

إلا أن قادة الحراك في جنوب وشرق اليمن يعبرون أن هذه ليست مشكلتهم إن لم يوجد تحرك حقيقي في المناطق التي تعاني من مشاكل اقتصادية أو مشاكل في توزيع أخلاقي استحقاقي للثروات ويطالب الكثير من قادة الحراك الجماهيري في جنوب وشرق اليمن تلك المناطق أن يعملوا على إيجاد حراك جماهيري للمطالبة بحقوقهم يوازي الحراك القائم في جنوب وشرق اليمن ليتم تشكيل قوه ضغط أكبر على الحكومة اليمنية تدفعها حين إذن إلى إحداث تغيير جذري في سياسة تعاملها وفق رؤية جديدة تراعي أهمية انتفاع المناطق أصحاب الثروات من خيرات أراضيهم و توفير الدعم اللازم للمناطق الأخرى الغير غنية بالثروات الطبيعية في اليمن والاهم الانتفاع الحقيقي والأخلاقي للثروات لخدمة المواطن اليمني.

لذلك يبدو أن القيادة السياسية متمثلة في رئيس الجمهورية اليمني تعاني اليوم أصعب أزماتها أمام هذا الخطاب المقلق لمستقبل اليمن الموحد، وخصوصاً أنه تجري حالياً الكثير من لقاءات ما تسمى "بالتسامح والتصالح" بين فرقاء الحرب في الجنوب اليمني من جهة، وبين قادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الموجودين في الخارج من جهة أخرى، ناهيك عن تحرك ما يسمى بــ"أحزاب اللقاء المشترك" نحو تعبئة الشارع اليمني بما يسميه بالفساد الإداري للحكومة اليمنية.

واخيراً... يتابع الكثير من المراقبين الوضع اليمني بحذر شديد أمام ما يحدث مؤخراً في الجمهورية اليمنية من اضطرابات في المناطق الجنوبية والشرقية مهددة بالاتساع لتشمل المناطق الوسطى لليمن لكن السؤال الأهم هل فعلاً سنشهد نهوض قيادات في الجنوب الشرقي لليمن تعمل على ترجمة النداءات المتطلعة إلى الانفصال بين شطري اليمن الموحد إلى حقيقة أسوه بإقليم كوسوفو؟
alshaheri غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس