![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
قلـــــم فضـــي
تاريخ التسجيل: 2008-02-16
المشاركات: 1,744
|
![]() الإنشقاق الأخير الذي تفجر في قيادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي كان نتاج لتراكم الممارسات الخاطئة التي ميزت عمل هذا المجلس منذ تأسيسه. و في الحقيقة أن الحال الذي وصل إليه المجلس بشكل خاص و الحراك بشكل عام لم يكن مفاجئا لأن بوادره كانت واضحة بجلاء منذ فترة طويلة. الإنسان لا يجني إلا ثمار ما زرع و من يزرع الشوك لا يحصد الورد. عندما نزرع الأزمات و نمارس الإقصاء والنفي المتكرر للآخر لا يمكن أن ننتظر إلا نتائج من نوعية تلك البذور التي زرعناها. الحراك الذي حاول في أول عهده أن يضم إلى صفوفه كل ألوان الطيف الجنوبي حتى أولئك الذين كانوا يرفضون الإستقلال و يعتقدون أن أقصى حل للقضية الجنوبية هو منح الجنوب الحكم المحلي أو على الأقل حل قضايا أبناءه الحقوقية صار لاحقا يقصى الآخر إن إختلف معه حتى في جزئيات تافهة حتى و لو كانت مفردات لغوية غير واضحة و غير مفومة للغالبية. فكم من نقاشات حامية الوطيس إنتهت بتخوين من يدعون للفيدرالية المزمّنة أو لتقرير المصير أو فك الإرتباط رغم أن أغلبنا لا يفهم هذه المصطلحات و لا يفرق بينها. و كنتيجة لتجزيئ المجزء و إقصاء كل من إختلف معنا بل و تبرير ذلك الإقصاء بتعليلات سياسية حمقاء تعيد للذاكرة ما كان يمارسة النظام السابق في الجنوب.... فقحطان يميني رجعي و سالمن يساري إنتهازي و الزمرة يمينية متطرفة و الطغمة يسارية متطرفة.....و الآن هذا وحدوي و ذاك فيدرالي و حتى الإستقلالي صار سعودي أو إيراني... نرى تيار الإستقلال نفسه ينشق و يتهم كل طرف الآخر بالعمالة حتى و لو لم يفصح عن ذلك في بعض الأحيان... و يتكرر سيناريو الماضي بصراعاته الغير مفهومة... و لكن لماذا حصل كل هذا؟ و إلى أين يمكن أن يقودنا؟ الإجابة عن هذين السؤالين تحتاج لدراسة منهجية شاملة لتطور الحراك منذ عام 2007 و أسباب تصاعد وتيرته و إنحصارها المتكرر في خلال هذه الفترة الزمنية و التركيز على تحليل الأسباب و النتائج. أنا هنا سوف أشير إلى جانب واحد أرى أنه جوهري في هذا التطور سلبا و إيجابا... ألا و هو دور المثقف الجنوبي في الحراك السلمي!! قبل إنطلاق الحراك كان هناك تمهيد فكري و ثقافي له تمثل في كتابات النخبة الجنوبية المثقفة سواء في الصحافة أو في المواقع الإلكترونية و خاصة المنتديات و هو في هذا لا يختلف كثيرا عن ثورات الربيع العربي التي تم التمهيد لها بالقلم و الكلمة و لكن الحراك الجنوبي تميز عنها بأنه همّش مثقفيه سريعا و جعلهم تابعين أو متفرجين غير مؤثرين على مجريات الأحداث و تطورها. في بداية الحراك كانت كتابات المثقفين و حواراتهم هي المنار الذي يوجه الحراك و يلهم الكثير من قياداته... و كان لصحيفة الأيام و كتابها الكبار دور السبق في هذا الجانب إلى جانب المنتديات حتى أن الخلافات التي تظهر هنا و هناك كان يتم تجاوزها بالنقاش البناء لأن المثقف بطبعه يفضل الدفاع عن وجهة نظره بالإقناع بدلا من الإقصاء الذي صار السمة الأساسية للدفاع عن وجهات نظر القيادات الحراكية أو مناصريها. لقد إفتقدنا كتابات مثقفينا الكبار و حواراتهم الراقية و تنبيهاتهم المبكرة لنا من الأخطار التي تحدق بالحراك و صرنا نجري وراء كتابات الزعران الذين لا هم لهم سوى تخوين هذا و شتم ذاك و تسفيه إنتقاد فلان لعلان ثم التطبيل لهذا أو ذاك... و كأن إسكات صوت ناقد أو إقصاء قلم مشاغب أو تهميش رأي مخالف يقربنا من الإستقلال المنشود الذي يجب أن نُساق إليه كما تُساق الإبل إلى مواردها بدلا من أن نسعى إليه بقناعتنا متناسين حقيقة أن حتى الإنتقاد الخاطئ أو الهدّام يمكن الإستفادة منه إذا توفرت النية و القدرة على ذلك. للأسف الشديد تم إقصاء مثقفينا و لم يسمح لهم سوى بدور التابع للسياسي الجاهل... و وجد المثقف الجنوبي نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما... إما التلميع أو التغييب. لهذا توارت الكثير من الأقلام اللامعة التي كانت نبراسا منيرا للحراك أو تم حرق بعضها عمدا مع سبق الإصرار لأن أقلامها لا تخدم هذا الطرف أو ذاك في صراع الإقصاء الذي لا ينتهي... و لم يفلح الحراك حتى الآن في حل أي من تناقضاته و خلافاته دون اللجوء إلى سلاح الإقصاء و التهميش. السياسي الجاهل لا ينظر إلا إلى كرسيه الذي يعتقد أنه عليه الدفاع عنه حتى و لو كان الثمن ضياع الوطن... المهم أن لا يجلس غيره على ذلك الكرسي حتى لو كان الكرسي من هواء... و أشباه المثقفين فقط هم من يقبلون بوضع أقلامهم تحت خدمة هذا الجاهل لأن المثقف الحقيقي ينأى بقلمه أن يكون في خدمة الكرسي و مالك الكرسي... و السياسي الجاهل هو من يفرح بالتطبيل لأن السياسي الواثق من نفسه و من قدراته لا يحتاج للتطبيل أصلا. يجب علينا أن نعمل على تشخيص مكامن الداء و البحث عن الدواء المناسب الآن وليس غدا... و يجب على المثقفين إستعادة دورهم الرائد في الحراك (و أنا أقول إستعادة... لأن الأدوار لا تُمنح في حراكنا بل تُنتزع) فالثورة بدون فكر يقودها و قلم يوجهها تكون كالثور الهائج الذي يدمر كل ما حوله. يجب أن لا يُفهم من حديثي هذا أنني أطالب بأن يكون المثقف هو قائد الحراك فالقيادة موهبة لا تنحسر في الثقافة رغم أن الثقافة تشكل إحدى ركائزها دون شك. المثقف يجب أن يكون له دور قيادي في الحراك مكملا للقائد السياسي... فالمثقف يقود بقلمه و فكره لهذا يفترض أن لا يكون منافسا للسياسي بل موجها له و ربما قائدا غير مباشر له. الفكر هو من يقود و السياسة جزء من الفكر ولس العكس. أما القائد السياسي فبالقوة التي يملكها على الأرض و بتحالفاته المختلفة ينبغى أن يعمل من أجل تطبيق الفكرة بمساعدة المثقف و ليس ضده. أما مسألة القائد الذي يجمع الثقافة و السياسة في شخصه فهو إدعاء دكتاتوري لرفض دور المثقف و إقصاءه ليس إلا و هو مرض عانت منه دول العالم الثالث طويلا لا ينبغي أن نكرره نحن الجنوبيون. تحياتي...
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري |
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موقع, المثقف, الحراك؟, الجنوبى |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موقع مصلاح يقول ان ابناء الحراك الجنوبي أمن قومي لعنة الله علية من حزب خبيث | @نسل الهلالي@ | المنتدى السياسي | 8 | 2012-01-15 02:48 AM |
رد من الحراك الجنوبي عتق على موقع مستقل يتبع احد الاحزاب الاصولية المتطرفة..! | @نسل الهلالي@ | المنتدى السياسي | 4 | 2011-10-11 05:07 AM |
موقع (الاشتراكي نت) يمارس حقد دفين ضد الحراك الجنوبي | محمد مسعود | المنتدى السياسي | 8 | 2010-09-29 09:45 PM |
الازمه الفكريه الاخلاقيه . . . ودور المثقف تجاهها | منصور بلعيد | المنتدى السياسي | 8 | 2009-12-07 12:15 PM |
المثقف اليمنى وخرافه الوحده | الشعبي | المنتدى السياسي | 3 | 2009-02-24 08:37 PM |
|